كتاب عن تاريخ مدينتي قازان وبلغار
صفحة 1 من اصل 1
كتاب عن تاريخ مدينتي قازان وبلغار
كتاب عن تاريخ مدينتي قازان وبلغار
اسم الكتاب : تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار .
اسم المؤلف : م . م ز الرمزي
الكتاب من منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة دار الكتب العلمية في بيروت .
قدم للكتاب وعلق عليه ووضع فهارسه : الاستاذ إبراهيم شمس الدين .
عن الكتاب :
كما يبدو من اسم مؤلف الكتاب أنه أراد إخفاء شخصيته , ومن قراءتي للكتاب أظن أن المؤلف عاش في زمن السلطان عبد الحميد الثاني , يعني بعد عام 1866 م بمدة طويلة كما يظهر من قراءة الصفحة 517 من الكتاب , والمؤلف تتضح من أسطره الأولى قوة إيمانه بقوميتنا التركية وروحه الجامحة التي تثير الإعجاب خصوصا إذا علمنا أن الأنشطة القومية التركية كانت ممنوعة في ذلك الوقت , والكتاب مهم لقلة المصادر التي كتبت عن تاريخ القبيلة الذهبية ( آلتن أوردو ) والتي كانت مدينة قزان من أهم مدنها وأجملها حتى فجع العالم التركي بفقدانها واحتلال الروس التام لها عام 1552 م بينما الاخوة العثمانيون مشغولون بالدفاع عمن سيطعنونهم في المستقبل .
مقدمة الأستاذ إبراهيم شمس الدين
هذا كتاب ( تلفيق .....الخ ) ل (( م – م- الرمزي )) الذي لم نجد له ترجمة في المصادر والمراجع التي بين أيدينا , وهو كتاب يتحدث عن تاريخ التتار وتاريخ بلاد القوقاز .
منذ سنوات ونحن نسمع كثيرا عن حرب بلاد القوقاز وأزمة الشيشان , وهي حرب تدور رحاها بين الجيش الروسي من جهة وبين أهل المناطق الإسلامية في روسيا ومناطق الاتحاد السوفياتي السابق .
ثم يتحدث عن الجذور التاريخية للأزمة وبعض الاحداث في السنوات الأخيرة في منطقة القوقاز والشيشان خصوصا .
مقدمة مؤلف الكتاب بتصرف ( الكتاب مليء بالأخطاء النحوية فنطلب السماح )
في البداية بالمقدمات التقليدية الشبيهة بالخطب المليئة بالسجع والدعاء الممدود ثم يمدح في تعلم التاريخ وقد أحببنا أن ننقل من هذا الموضع , فيقول رحمه الله :
حيث أن تشوق الانسان الى التطلع على أحوال مملكته . وتشوفه الى التضلع من زلال اخبار بلدته وشغفه بتعرف أنباء أبناء جنسه وأهل جلدته , من حميته الوطنية ومروته الانسانية , بل من الاوصاف الفطرية , مازلت مذ فرقت الشمال من اليمين , والغث من السمين وووو مشتاقا الى الاطلاع على سفر من تاريخ يتعلق بأحوال بلغار وقزان وسائر البلاد الشمالية وما جرى عليها من نوائب الدهر والحوادث السماوية وطالما فتشت في .........
حتى تعب مركبي ......... حيث لم أقف منه على أثر ولم أعثر في ذلك على شيء من الخبر , سوى أن بعض المؤرخين الكبار ذكر بعض أحوالها في وقت من الأوقات على سبيل الاستطراد ...... , وأما أهل بلغار وقزان , وإن جاء منهم العلماء الأعلام والفضلاء العظام في كل قرن وزمان , إلا أنهم لعدم رغبتهم في التأليف والتصنيف وقناعتهم بمطالعة تصانيف الغير وتعليمها خصوصا في علم التاريخ فإنه لا رغبة لهم فيه أصلا ولا يبالون به قطعا استحال أن يقع منهم فيه أثر او يكون لهم منه خبر , ولهذا بقيت أحوالهم ووقائعهم برمتها مستورة عن أنفسهم فضلا عن غيرهم حتى انتهت بهم جهالتهم بهذا الفن الآن إلى حد يزعم أغلبهم أنهم منذ خلقوا محكومون للدولة الروسية وأنهم تحت أسارتهم هكذا من قديم الأيام وإن طاعتها فرض عليهم أصالة وبالذات , وإن أمرت بما يخالف الشرع الشريف حتى الممات , وأنه لم يجيء منهم أحد من الملوك , ولم يحكم منهم أحد على الغني والصعلوك , وأقبح من هذا جهالتهم بأصلهم ونسبهم , وتضييعهم لمحتدهم وجنسهم , فإنهم لما رأوا شماتة طائفة الروس إياهم بكونهم من التتار , وشاهدوا في كتب المسلمين ( العرب ) أن التتار لا تذكر إلا مقرونة باللعن وما يوجب العار والشنار . أنكروا كونهم من التتار ورضوا لأنفسهم بإطلاق اسم نوغاي تبعا في ذلك أقوام ما وراء النهر ولا يدرون أن أسلافهم قد تركوا جميع من في البسيطة في الدهشة والحيرة . وأن الروس كانت حكومتهم كالأرقاء مدة من الأزمنة كثيرة .
ولا ينتبهون أن شماتة الروس بذلك إنما هي لإذاقة التتار إياهم أشد النكال ولكون لفظ التتار عندهم كالمرادف للفظ مسلم كما أن لفظ الروس عند أهل قزان كالمرادف لمطلق لفظ النصارى ولا يعلمون أيضا أن ذكر المسلمين التتار مقرونة باللعن إنما لإيذائهم إياهم وتخريبهم بلادهم وفعلهم فيها من الفساد والقبائح مالا يحصى وقتلهم الخليفة وانقطاع الخلفاء العباسية بسبب ذلك ولا يعرفون أن من فعل هذه كلها إنما هو شعبة أخرى منهم كانوا ببلاد العراق وأما تتار قزان وسائر البلاد الشماليةفهم بريئون من ذلك كله بل هم معترضون على ذلك من الأول وقد طالب بركة خان منهم ابن عمه هولاكو بدم الخليفة .زمات هولاكو بعيد ذلك مكمودا وصدر غير منهم من المبرات والخيرات والتوادد والمراسلة بالملوك الإسلامية المصرية ما لا يحصى كما ستطلع على ذلك إن شاء الله في محله ................... (لذلك تاريخهم مجهول ) وإن أشار الشيخ زكريا القزويني في غضون كلامه أن للقاضي يعقوب البلغاري تاريخا في بيان أحوال بلغار إلا أنه موجود الاسم مفقود الجسم كالعنقاء , وكذلك رسالة احمد بن فضلان حتى قيل إن جماعة من أهل اوروبا ممن لهم اعتناء بجمع مثل هذا الأمر وضبطه طلبوهما بنشر الاعلانات من جميع الممالك ولم يقفوا على أثر منهما فيما هنالك , والحاصل ما رأيت قوما تركوا وقائعهم وحوادثهم سدى وأضاعوا مجد أوائلهم مع ظهور كثير من الملوك العظام والعلماء الكرام وفضلاء الأنام والأمور الجسام مثل هؤلاء القوم . حتى كأنهم عند الأكثرين ما خلقوا إلى هذا اليوم . بحيث إذا رأوا في كتاب من الكتب أو سمعوا من أحد اسم قزان وبلغار لا يعرفون أنه في الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال فضلا عن سائر أحواله وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب , وبينا أنا خائض في بحر الفكرة إذ قرع سمعي أن الفاضل المرجاني ( هو شهاب الدين بن بهاء الدين بن سبحان بن عبد الكريم المرجاني القزاني الحنفي ولد سنة 1223 هـ وغير معروف سنة وفاته ) من علماء هذا العصر قد ألف في ذلك تاريخا سماه – مستفاد الأخبار في تاريخ قزان وبلغار – ففرحت بذلك فرحا كثيرا ولما طبع منه القسم الأول الذي منتهاه إلى استيلاء الروسية على قزان وملكت منه نسخة وأجلت نظري فيه .........ألفيته غير كاف بالمقصود إذ قد فاته كثير مما هو في كتب القوم موجود , بل لم يذكر فيه عشر ما فيها مع مخالفة كثير مما فيه للواقع إلا أن سعيه في ذلك مشكور , حيث ابتكر شيئا لم يسبقه إليه من سواه ..........لذلك له فضل التقدم ......
وهو سامحه الله وعامله بلطفه فيما لم يطلع عليه معذور فإن الإحاطة بما في كتب القوم متعسر بل متعذر لعدم تيسر نسخها وعدم الفرصة لمن مثل الفاضل المرجاني .
وقد كادت تلك الديار تصبح مثل الأندلس . حيث توجهت الروسية بشراشرها إلى أن لا تترك بها من يقول لا إله إلا الله .
.... اختلج في خلدي أن اجمع تلك الكلمات التي اطلعت عليها في كتب القوم رجاء أن ينتبه أفكار أقوام تلك الديار بالاطلاع على كنه الحال ويستيقظوا من طول النوم , وعسى أن تحصل لهم الحمية الوطنية والغيرة الدينية بالاستيقان أن أوائلهم كيف كانوا . وأنهم الآن أين وقعوا وكيف صاروا فيرفعون رؤوسهم من حضيض الدناءة ........... إلا أنه عاقني من ذلك عوائق ومنعني من المضي فيما هنالك موانع . من قلة البضاعة وعدم الاستطاعة وقصر الباع في فن الاطلاع ( تأملوا التواضع ) وابتلائي بالغربة والكربة مع ما انضم اليها من سوء الحال وتطاول السفهاء عليّ والجهال , حتى أني عند أهل زماني في المنزلة أقل من شيء المعتزلة ومن تيقني بأن أهل تلك الديار لا يعرفون لفن التاريخ من مقدار بل يعدونه عبارة عن القصص والحكايات العديمة الاعتبار . .............. حتى أرداهم هذا الزعم الفاسد والرأي الكاسد وأوردهم إلى شر الموارد وصار سببا لانحطاطهم إلى حضيض المذلة والنقصان وعلة لابتلائهم بالرذالة والهوان , وموجبا لرضاهم بخصلة لا يرضى بها سوى الناهق من جنس الحيوان . في هذا الزمان الذي امتاز فيه كل ملة بكمال حريته الشخصية ..........
ثم لما مرت برهة من الزمان قوى في هذا العزم بتحريض بعض الاخوان وترغيب بعض الأعيان ..................فلم أجد بدا من التوجه صوب المرام ومراجعة كتب القوم العربية والفارسية و التركية لتلفيق الكلام مع الإعراض عما يتوجه إلي في ذلك من الحساد والجهلة من الطعن والملام .
ثم يقول بعض الكلام الذي يحقر فيه نفسه .
ثم يقول وقد ناسب ترتيب الكتاب إلى مقدمة وأربعة مقاصد وخاتمة .
المقدمة في بيان أصل الترك ومنشئهم وكيفية انتشارهم وبعض مجرياتهم ( وقائعهم ) مع جيرانهم من سائر الأقوام والأمم قبل الإسلام حسب اطلاعي القاصر .
المقصد الأول في أحوال بلغار وبيان أهلها وزمان دخولهم في حمى الإسلام وما جرى عليهم بعد ذلك من حوادث الأيام إلى حين خرابها باستيلاء الكفرة اللئام .
المقصد الثاني في ورود التتار إلى هذه الديار ( جنوب روسيا ) وتشكيلهم فيها دولة مستفحلة وتغلبهم على دول سائر الأقطار . وتعيين تاريخ خروجهم من دائرة الكفر وانتظامهم في سلك المسلمين الأخيار . وما يتعلق بهم من الوقائع والأخبار إلى أن غلب عليهم الكفار الأشرار .
المقصد الثالث في تجدد مدينة قزان وتشكل حكومة بها مدة من الزمان إلى أن ظهر بها أعظم الحدثان أعني استيلاء الروس خلصها الله من أيديهم .
المقصد الرابع فيما جرى عليها من الحوادث والوقائع بعد استيلاء إلى هذه الأوان .
الخاتمة في بيان خوانين خان كرمان وقرم وخوانين اوزبك ببخارى وخوارزم وقزاق .
طبعا لا أستطيع نقل الكتاب كاملا لكنني أحببت أن أنقل لكم احدى الحواشي لمضمونها الفريد .
يقول في احدى الحواشي : قلت لا خلاف في كون المعدودين من الترك بين المؤرخين إلا في السامانيين والديالمة والأيوبيين والغوريين فأما السامانيون فالأكثر على أنهم من ذرية أكاسرة الفرس ولا دليل يدل على خلافه فليكن الأمر كذلك ولكن لما كانوا في بلاد الترك لا بأس بعدهم منهم مجازا وكذلك الديالمة والغوريون وأما الأيوبيون فالأكثر كذلك على أنهم من الأكراد حتى استقر الأمر الآن على ذلك ولم يبق فيه خلاف أصلا مع أنه لا دليل على ذلك سوى كونهم من بلاد الأكراد ومن المحل المختص بهم وكونهم شافعيين ولا يخفى على المتأمل المتبصر أن واحدا من هذه الوجوه لا ينهض دليلا على كونهم من الأكراد مع قيام أدلة قوية دالة على كونهم من الترك .
منها ماقاله القاضي السعيد ابن سعد الملك في مدح الملك الناصر السلطان صلاح الدين بن ايوب :
بدولة الترك عزت دولة العرب *** وبابن أيوب ذلت دولة الصلب
ومنها ما ذكره ابن خلكان في تاريخه في ترجمة أبي الفرج عبد الله بن أسعد المنعوت بالمهذب نقلا عن العماد الكاتب الأصفهاني حيث قال ثم قال ( يعني الأصفهاني ) بعد ذلك ولما وصل السلطان صلاح الدين رحمه الله إلى حمص وخيم بظاهرها خرج إلينا ابو الفرج المذكور فقدمته إلى السلطان وقلت له هذا الذي يقول في قصيدته الكافية التي في ابن رزيك :
أأمدح الترك أبغي الفضل عندهم *** والشعر ما زال عند الترك متروكا
قال فأعطاه السلطان وقال حتى لا تقول إنه متروك اهـ .
ومنها ما ذكره في الروضتين نقلا عن ابن ابي طي حيث قال قال ( ابن ابي طي ) وحكي أن الشريف الجليس وهو رجل كان قريبا من العاضد يجلس معه ويحدثه عمل دعوة لشمس الدولة ابن أيوب أخي السلطان بعد القبض على القصور وأخذ ما فيها وانقراض دولتهم وغرم هذا الشريف على هذه الدعوة مالا كثيرا وأحضرها أيضا جماعة من أكابر الأمراء فلما جلسوا على الطعام قال شمس الدولة لهذا الشريف حدثني بأعجب ما شاهدته من أمر القوم , قال نعم طلبني العاضد يوما وجماعة من الندماء فلما دخلنا عليه وجدنا عنده مملوكين من الترك عليهم أقبية مثل أقبيتكم وقلانس مثل قلانسكم
وفي أواسطهم مناطق كمناطقكم فقلنا له يا أمير المؤمنين ما هذا الزي الذي ما رأيناه قط فقال هذه هيئة الذين يملكون ديارنا ويأخذون أموالنا وذخائرنا اهـ .
ودلالة هذه الوجوه على كونهم من الأتراك أما الأولان فظاهران لا يُدافعان فإنه لو لم يكن تركيا كيف يقول مادحه بدولة الترك ولا يقول بدولة الكرد وكيف يعطي لمن قال والشعر ما زال عند الترك متروكا , ويقول حتى لا يقول إنه متروك وهذا ظاهر جلي لا خفاء فيه وأما الثالث وإن كان فيه احتمال أن يقال فيهم هذا القول من العاضد بسبب عسكر السلطان صلاح الدين فإنهم كلهم أو جلهم كانوا أتراكا إلا أن الظاهر نسبة هذا القول إليهم بواسطة ذات السلطان والرئيس ويؤيده حكاية الحاكم هذا القول لأخي السلطان فإنه يدل دلالة واضحة على أنه إنما حكاه لكونه تركيا كما لا يخفى ولهذا حصل لي ظن غالب بأنهم من الترك وإن لم أجزم به لمكان الخلاف محمد مراد . منه عفي عنه أي المؤلف م . م . الرمزي
تركستانده اكسك اولمز قهرمان *** هر قولا تشنده باتور بر أرسلان
اسم الكتاب : تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار .
اسم المؤلف : م . م ز الرمزي
الكتاب من منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة دار الكتب العلمية في بيروت .
قدم للكتاب وعلق عليه ووضع فهارسه : الاستاذ إبراهيم شمس الدين .
عن الكتاب :
كما يبدو من اسم مؤلف الكتاب أنه أراد إخفاء شخصيته , ومن قراءتي للكتاب أظن أن المؤلف عاش في زمن السلطان عبد الحميد الثاني , يعني بعد عام 1866 م بمدة طويلة كما يظهر من قراءة الصفحة 517 من الكتاب , والمؤلف تتضح من أسطره الأولى قوة إيمانه بقوميتنا التركية وروحه الجامحة التي تثير الإعجاب خصوصا إذا علمنا أن الأنشطة القومية التركية كانت ممنوعة في ذلك الوقت , والكتاب مهم لقلة المصادر التي كتبت عن تاريخ القبيلة الذهبية ( آلتن أوردو ) والتي كانت مدينة قزان من أهم مدنها وأجملها حتى فجع العالم التركي بفقدانها واحتلال الروس التام لها عام 1552 م بينما الاخوة العثمانيون مشغولون بالدفاع عمن سيطعنونهم في المستقبل .
مقدمة الأستاذ إبراهيم شمس الدين
هذا كتاب ( تلفيق .....الخ ) ل (( م – م- الرمزي )) الذي لم نجد له ترجمة في المصادر والمراجع التي بين أيدينا , وهو كتاب يتحدث عن تاريخ التتار وتاريخ بلاد القوقاز .
منذ سنوات ونحن نسمع كثيرا عن حرب بلاد القوقاز وأزمة الشيشان , وهي حرب تدور رحاها بين الجيش الروسي من جهة وبين أهل المناطق الإسلامية في روسيا ومناطق الاتحاد السوفياتي السابق .
ثم يتحدث عن الجذور التاريخية للأزمة وبعض الاحداث في السنوات الأخيرة في منطقة القوقاز والشيشان خصوصا .
مقدمة مؤلف الكتاب بتصرف ( الكتاب مليء بالأخطاء النحوية فنطلب السماح )
في البداية بالمقدمات التقليدية الشبيهة بالخطب المليئة بالسجع والدعاء الممدود ثم يمدح في تعلم التاريخ وقد أحببنا أن ننقل من هذا الموضع , فيقول رحمه الله :
حيث أن تشوق الانسان الى التطلع على أحوال مملكته . وتشوفه الى التضلع من زلال اخبار بلدته وشغفه بتعرف أنباء أبناء جنسه وأهل جلدته , من حميته الوطنية ومروته الانسانية , بل من الاوصاف الفطرية , مازلت مذ فرقت الشمال من اليمين , والغث من السمين وووو مشتاقا الى الاطلاع على سفر من تاريخ يتعلق بأحوال بلغار وقزان وسائر البلاد الشمالية وما جرى عليها من نوائب الدهر والحوادث السماوية وطالما فتشت في .........
حتى تعب مركبي ......... حيث لم أقف منه على أثر ولم أعثر في ذلك على شيء من الخبر , سوى أن بعض المؤرخين الكبار ذكر بعض أحوالها في وقت من الأوقات على سبيل الاستطراد ...... , وأما أهل بلغار وقزان , وإن جاء منهم العلماء الأعلام والفضلاء العظام في كل قرن وزمان , إلا أنهم لعدم رغبتهم في التأليف والتصنيف وقناعتهم بمطالعة تصانيف الغير وتعليمها خصوصا في علم التاريخ فإنه لا رغبة لهم فيه أصلا ولا يبالون به قطعا استحال أن يقع منهم فيه أثر او يكون لهم منه خبر , ولهذا بقيت أحوالهم ووقائعهم برمتها مستورة عن أنفسهم فضلا عن غيرهم حتى انتهت بهم جهالتهم بهذا الفن الآن إلى حد يزعم أغلبهم أنهم منذ خلقوا محكومون للدولة الروسية وأنهم تحت أسارتهم هكذا من قديم الأيام وإن طاعتها فرض عليهم أصالة وبالذات , وإن أمرت بما يخالف الشرع الشريف حتى الممات , وأنه لم يجيء منهم أحد من الملوك , ولم يحكم منهم أحد على الغني والصعلوك , وأقبح من هذا جهالتهم بأصلهم ونسبهم , وتضييعهم لمحتدهم وجنسهم , فإنهم لما رأوا شماتة طائفة الروس إياهم بكونهم من التتار , وشاهدوا في كتب المسلمين ( العرب ) أن التتار لا تذكر إلا مقرونة باللعن وما يوجب العار والشنار . أنكروا كونهم من التتار ورضوا لأنفسهم بإطلاق اسم نوغاي تبعا في ذلك أقوام ما وراء النهر ولا يدرون أن أسلافهم قد تركوا جميع من في البسيطة في الدهشة والحيرة . وأن الروس كانت حكومتهم كالأرقاء مدة من الأزمنة كثيرة .
ولا ينتبهون أن شماتة الروس بذلك إنما هي لإذاقة التتار إياهم أشد النكال ولكون لفظ التتار عندهم كالمرادف للفظ مسلم كما أن لفظ الروس عند أهل قزان كالمرادف لمطلق لفظ النصارى ولا يعلمون أيضا أن ذكر المسلمين التتار مقرونة باللعن إنما لإيذائهم إياهم وتخريبهم بلادهم وفعلهم فيها من الفساد والقبائح مالا يحصى وقتلهم الخليفة وانقطاع الخلفاء العباسية بسبب ذلك ولا يعرفون أن من فعل هذه كلها إنما هو شعبة أخرى منهم كانوا ببلاد العراق وأما تتار قزان وسائر البلاد الشماليةفهم بريئون من ذلك كله بل هم معترضون على ذلك من الأول وقد طالب بركة خان منهم ابن عمه هولاكو بدم الخليفة .زمات هولاكو بعيد ذلك مكمودا وصدر غير منهم من المبرات والخيرات والتوادد والمراسلة بالملوك الإسلامية المصرية ما لا يحصى كما ستطلع على ذلك إن شاء الله في محله ................... (لذلك تاريخهم مجهول ) وإن أشار الشيخ زكريا القزويني في غضون كلامه أن للقاضي يعقوب البلغاري تاريخا في بيان أحوال بلغار إلا أنه موجود الاسم مفقود الجسم كالعنقاء , وكذلك رسالة احمد بن فضلان حتى قيل إن جماعة من أهل اوروبا ممن لهم اعتناء بجمع مثل هذا الأمر وضبطه طلبوهما بنشر الاعلانات من جميع الممالك ولم يقفوا على أثر منهما فيما هنالك , والحاصل ما رأيت قوما تركوا وقائعهم وحوادثهم سدى وأضاعوا مجد أوائلهم مع ظهور كثير من الملوك العظام والعلماء الكرام وفضلاء الأنام والأمور الجسام مثل هؤلاء القوم . حتى كأنهم عند الأكثرين ما خلقوا إلى هذا اليوم . بحيث إذا رأوا في كتاب من الكتب أو سمعوا من أحد اسم قزان وبلغار لا يعرفون أنه في الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال فضلا عن سائر أحواله وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب , وبينا أنا خائض في بحر الفكرة إذ قرع سمعي أن الفاضل المرجاني ( هو شهاب الدين بن بهاء الدين بن سبحان بن عبد الكريم المرجاني القزاني الحنفي ولد سنة 1223 هـ وغير معروف سنة وفاته ) من علماء هذا العصر قد ألف في ذلك تاريخا سماه – مستفاد الأخبار في تاريخ قزان وبلغار – ففرحت بذلك فرحا كثيرا ولما طبع منه القسم الأول الذي منتهاه إلى استيلاء الروسية على قزان وملكت منه نسخة وأجلت نظري فيه .........ألفيته غير كاف بالمقصود إذ قد فاته كثير مما هو في كتب القوم موجود , بل لم يذكر فيه عشر ما فيها مع مخالفة كثير مما فيه للواقع إلا أن سعيه في ذلك مشكور , حيث ابتكر شيئا لم يسبقه إليه من سواه ..........لذلك له فضل التقدم ......
وهو سامحه الله وعامله بلطفه فيما لم يطلع عليه معذور فإن الإحاطة بما في كتب القوم متعسر بل متعذر لعدم تيسر نسخها وعدم الفرصة لمن مثل الفاضل المرجاني .
وقد كادت تلك الديار تصبح مثل الأندلس . حيث توجهت الروسية بشراشرها إلى أن لا تترك بها من يقول لا إله إلا الله .
.... اختلج في خلدي أن اجمع تلك الكلمات التي اطلعت عليها في كتب القوم رجاء أن ينتبه أفكار أقوام تلك الديار بالاطلاع على كنه الحال ويستيقظوا من طول النوم , وعسى أن تحصل لهم الحمية الوطنية والغيرة الدينية بالاستيقان أن أوائلهم كيف كانوا . وأنهم الآن أين وقعوا وكيف صاروا فيرفعون رؤوسهم من حضيض الدناءة ........... إلا أنه عاقني من ذلك عوائق ومنعني من المضي فيما هنالك موانع . من قلة البضاعة وعدم الاستطاعة وقصر الباع في فن الاطلاع ( تأملوا التواضع ) وابتلائي بالغربة والكربة مع ما انضم اليها من سوء الحال وتطاول السفهاء عليّ والجهال , حتى أني عند أهل زماني في المنزلة أقل من شيء المعتزلة ومن تيقني بأن أهل تلك الديار لا يعرفون لفن التاريخ من مقدار بل يعدونه عبارة عن القصص والحكايات العديمة الاعتبار . .............. حتى أرداهم هذا الزعم الفاسد والرأي الكاسد وأوردهم إلى شر الموارد وصار سببا لانحطاطهم إلى حضيض المذلة والنقصان وعلة لابتلائهم بالرذالة والهوان , وموجبا لرضاهم بخصلة لا يرضى بها سوى الناهق من جنس الحيوان . في هذا الزمان الذي امتاز فيه كل ملة بكمال حريته الشخصية ..........
ثم لما مرت برهة من الزمان قوى في هذا العزم بتحريض بعض الاخوان وترغيب بعض الأعيان ..................فلم أجد بدا من التوجه صوب المرام ومراجعة كتب القوم العربية والفارسية و التركية لتلفيق الكلام مع الإعراض عما يتوجه إلي في ذلك من الحساد والجهلة من الطعن والملام .
ثم يقول بعض الكلام الذي يحقر فيه نفسه .
ثم يقول وقد ناسب ترتيب الكتاب إلى مقدمة وأربعة مقاصد وخاتمة .
المقدمة في بيان أصل الترك ومنشئهم وكيفية انتشارهم وبعض مجرياتهم ( وقائعهم ) مع جيرانهم من سائر الأقوام والأمم قبل الإسلام حسب اطلاعي القاصر .
المقصد الأول في أحوال بلغار وبيان أهلها وزمان دخولهم في حمى الإسلام وما جرى عليهم بعد ذلك من حوادث الأيام إلى حين خرابها باستيلاء الكفرة اللئام .
المقصد الثاني في ورود التتار إلى هذه الديار ( جنوب روسيا ) وتشكيلهم فيها دولة مستفحلة وتغلبهم على دول سائر الأقطار . وتعيين تاريخ خروجهم من دائرة الكفر وانتظامهم في سلك المسلمين الأخيار . وما يتعلق بهم من الوقائع والأخبار إلى أن غلب عليهم الكفار الأشرار .
المقصد الثالث في تجدد مدينة قزان وتشكل حكومة بها مدة من الزمان إلى أن ظهر بها أعظم الحدثان أعني استيلاء الروس خلصها الله من أيديهم .
المقصد الرابع فيما جرى عليها من الحوادث والوقائع بعد استيلاء إلى هذه الأوان .
الخاتمة في بيان خوانين خان كرمان وقرم وخوانين اوزبك ببخارى وخوارزم وقزاق .
طبعا لا أستطيع نقل الكتاب كاملا لكنني أحببت أن أنقل لكم احدى الحواشي لمضمونها الفريد .
يقول في احدى الحواشي : قلت لا خلاف في كون المعدودين من الترك بين المؤرخين إلا في السامانيين والديالمة والأيوبيين والغوريين فأما السامانيون فالأكثر على أنهم من ذرية أكاسرة الفرس ولا دليل يدل على خلافه فليكن الأمر كذلك ولكن لما كانوا في بلاد الترك لا بأس بعدهم منهم مجازا وكذلك الديالمة والغوريون وأما الأيوبيون فالأكثر كذلك على أنهم من الأكراد حتى استقر الأمر الآن على ذلك ولم يبق فيه خلاف أصلا مع أنه لا دليل على ذلك سوى كونهم من بلاد الأكراد ومن المحل المختص بهم وكونهم شافعيين ولا يخفى على المتأمل المتبصر أن واحدا من هذه الوجوه لا ينهض دليلا على كونهم من الأكراد مع قيام أدلة قوية دالة على كونهم من الترك .
منها ماقاله القاضي السعيد ابن سعد الملك في مدح الملك الناصر السلطان صلاح الدين بن ايوب :
بدولة الترك عزت دولة العرب *** وبابن أيوب ذلت دولة الصلب
ومنها ما ذكره ابن خلكان في تاريخه في ترجمة أبي الفرج عبد الله بن أسعد المنعوت بالمهذب نقلا عن العماد الكاتب الأصفهاني حيث قال ثم قال ( يعني الأصفهاني ) بعد ذلك ولما وصل السلطان صلاح الدين رحمه الله إلى حمص وخيم بظاهرها خرج إلينا ابو الفرج المذكور فقدمته إلى السلطان وقلت له هذا الذي يقول في قصيدته الكافية التي في ابن رزيك :
أأمدح الترك أبغي الفضل عندهم *** والشعر ما زال عند الترك متروكا
قال فأعطاه السلطان وقال حتى لا تقول إنه متروك اهـ .
ومنها ما ذكره في الروضتين نقلا عن ابن ابي طي حيث قال قال ( ابن ابي طي ) وحكي أن الشريف الجليس وهو رجل كان قريبا من العاضد يجلس معه ويحدثه عمل دعوة لشمس الدولة ابن أيوب أخي السلطان بعد القبض على القصور وأخذ ما فيها وانقراض دولتهم وغرم هذا الشريف على هذه الدعوة مالا كثيرا وأحضرها أيضا جماعة من أكابر الأمراء فلما جلسوا على الطعام قال شمس الدولة لهذا الشريف حدثني بأعجب ما شاهدته من أمر القوم , قال نعم طلبني العاضد يوما وجماعة من الندماء فلما دخلنا عليه وجدنا عنده مملوكين من الترك عليهم أقبية مثل أقبيتكم وقلانس مثل قلانسكم
وفي أواسطهم مناطق كمناطقكم فقلنا له يا أمير المؤمنين ما هذا الزي الذي ما رأيناه قط فقال هذه هيئة الذين يملكون ديارنا ويأخذون أموالنا وذخائرنا اهـ .
ودلالة هذه الوجوه على كونهم من الأتراك أما الأولان فظاهران لا يُدافعان فإنه لو لم يكن تركيا كيف يقول مادحه بدولة الترك ولا يقول بدولة الكرد وكيف يعطي لمن قال والشعر ما زال عند الترك متروكا , ويقول حتى لا يقول إنه متروك وهذا ظاهر جلي لا خفاء فيه وأما الثالث وإن كان فيه احتمال أن يقال فيهم هذا القول من العاضد بسبب عسكر السلطان صلاح الدين فإنهم كلهم أو جلهم كانوا أتراكا إلا أن الظاهر نسبة هذا القول إليهم بواسطة ذات السلطان والرئيس ويؤيده حكاية الحاكم هذا القول لأخي السلطان فإنه يدل دلالة واضحة على أنه إنما حكاه لكونه تركيا كما لا يخفى ولهذا حصل لي ظن غالب بأنهم من الترك وإن لم أجزم به لمكان الخلاف محمد مراد . منه عفي عنه أي المؤلف م . م . الرمزي
تركستانده اكسك اولمز قهرمان *** هر قولا تشنده باتور بر أرسلان
رد: كتاب عن تاريخ مدينتي قازان وبلغار
وأضيف من عندي
أن آخر ملوك الأسرة الأيوبية كان اسمه ( توران شاه ) , ما علاقة الأكراد بتوران لو كانوا أكرادا
, المهم أن آل أيوب على الأقل يظنون أنفسهم أتراكا .
أن آخر ملوك الأسرة الأيوبية كان اسمه ( توران شاه ) , ما علاقة الأكراد بتوران لو كانوا أكرادا
, المهم أن آل أيوب على الأقل يظنون أنفسهم أتراكا .
مواضيع مماثلة
» كتاب عن تاريخ مدينتي قازان وبلغار
» تاريخ الدولة العلية العثمانية كتاب للتحميل
» كتاب طبقات أكبرى - تاريخ المسلمون والترك في الهند - للتحميل
» تاريخ اليهود الخزر
» تاريخ الأدب التركي
» تاريخ الدولة العلية العثمانية كتاب للتحميل
» كتاب طبقات أكبرى - تاريخ المسلمون والترك في الهند - للتحميل
» تاريخ اليهود الخزر
» تاريخ الأدب التركي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى