العلامة يوسف خاص حاجب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العلامة يوسف خاص حاجب
من رجال القرن الخامس الهجري الحادي عشرا لميلادي
الأتراك في بلاساغون (كاشغر) بمعني لامين العام او سكرتيراو أمين السر أو الممثل الشخصي وما أشبه ذلك وبشهادة كتابه القيم فهو ابن خلدون الشرق بحق وحقيقة ،غير انه من رجال القرن الخامس الهجري وابن خلدون من رجال القرن السابع الهجري 1332م _1406م.
مولد العلامة يوسف خاص حاجب ومؤلفه القيم:
ولد في مدينة بلاساغون في أسرة النبلاء ولن سنة 410هـ الموافقة 1019م ثد تشرفت بمولد يوسف (خاص حاجب )وحينما يفتخر بما خلفه لنا الشيخ يوسف خاص حاجب رحمة الله وهو كتابه(قوتا تقوبيليك) نفتخر بأننا أصحاب أول كتاب باللغة الاويعورية في ظل الاسلام وعلي مدي التاريخ ، وعلي انه نموذج الفريد من نوعه حتى ألان يفي علم الاجتماع والحكم والحكمه وسياسة الراع والرعية ولم نحصل حتي ألان بمعلومات عن اسم ابيه وامه .ومنذ حداثة سنة عرفت مقدرة يوسف خاص حاجب الفظة وذكاؤه وفطنته وتمكنه من اللغة العربيه والفارسيه ونتبا بانه عالم في اللغة العربيه والفارسية كأحد أصحابها وذلك لأنه يستعمل مفردات اللة العربيه والكلمات الفارسية الدخيلة في الفاظن ا بشكل سليم وعلي إملاءها الأصلية وفي الأماكن المناسبة.فضلا عن كونه علامة لغته الأصلية لغة الترك وتلك مراتب افتخارنا بيه .علما انه اطلع علي مضامين كتب الأولين في ايام تحصيله ومن المعلوم انه لم يكن في علمه مقتصرا ولا مختصرا لبعض الجوانب منها بل انه كان عالما بل فليسوفا في علم البلاغة والكلام والكلام وعلم العروض والقوافي وقد تملك بسائر الطرق والأساليب بالتربية الفنية وعلم الرياضيات البدنية وفون الفروسية ومسابقتها ولعب الجو كان (بولو)وترويض الصقور والاصطياد بها وتعيين أصول القنص لذلك .
وحينما انتهي العلامة من تأليف (قوتا تقوبيليك ) سنة 462هـ الموافق سنة1070م وقدا تم معاصرة العلامة اللغوي محمود الكشغري من تأليف كتابه (ديوان لغات الترك )سنة1074م تنبأ أيضا وتوضح لنا بعض أسباب عدم ملاقاتها في تلك الأيام وذلك لانشغال كل منها بالمهمة الخاصة به وان تشابهه أسلوبها ترشدنا إنهما اكتسبا العلم من منهل واحد ومنهج واحد ذات أنظمة وجداول معلومة .في تلك المؤسسات والجامعات الموجودة في البلاد ومنن المحتمل ان يكون هناك سؤال هل العلامة انتهج لنفسه لنفسه منهجا خاصا في قواعد اللغة التركية أم أنها مكتسبة من دور العلم والعارف وعلي اسس منظمة .نقول بكل تأكيد أنها نتيجة دراسته من مناهل معتمدة بأصول ثابتة سليمة الوضع وواضحة المعالم . والدليل علي ذلك أن سلامة الإملاء من كلا العلامتين يوسف خاص حاجب و محمود الكاشغري تتفق جملة وتفصيلا . وقدا ستغرق تأليف كتاب العلامة يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) سنة ونصف حتى أتمه سنة462هـ الموافق 1070م. من مدينة كاشغر وقدمه لملك البلاد أبي علي حسن تاوغاج بفراء خان بن الملك سليمان ارسلان خان وان الملك أبي علي حسن تاوغاج خان قبل تحفة العلامة وقدرها حيث عينه المستشار الخاص لبلاطه ، ومن بعد ذلك نراه يزيل كتبه (بيوسف خاص حاجب ).
بينما ألف ابن سيناء مؤلفاته باللغة العربية وكذلك البيروني والفارابي ألف العلامة محمود الكاشغري مؤلفة القيم ديوان لغات الترك بالتركية والعربية وقدمه في بغداد للخلية أبي القاسم بن عبد الله المقتدي بالله العباسي ألف العلامة يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) باللغة التركية وقدمه لمليك البلاد وهذا من أهم أسباب تقلده صفة خاص حاجب بثقة وجدارة.
ومما شجع الآخرين علي أن يؤلفوا مؤلفاتهم بلغتهم التركية أيضا بجانب تأليفاتهم بالعربية والفارسية. وحين وفاة الملك حسن بوغرا خان بعد خمسة وثلاثين عاما من تاريخ تقديمه الكتاب لم نعثر علي دليل قطعي انه أي العلامة يوسف خاص حاجب اشترك في مراسم جنازة الملك حسن بوغرا خان وكذلك لم نهتدي إلي معلومات تفيدنا بان العلامة توفي بكذا وبعمر كذا ودفن في كذا غير أننا نسترحمه ونستغفر له ولغيره.
حول تسمية الكتاب بـ« قوتا تقوبيليك »
وحينما ضبطت الكلمة بـ (قوتا تقوبيليك ) وقد اقر به جمهرة التركستانيين لأسباب وجيهة نري من كتبها (بقوتاد غوبيليك ) واني أخمن أن هذا الفرق قد يكون من عدم ضبط الكتّاب والوّراقين لنسخ الكتاب .
ومما يزيدنا شبة أننا لم نعثر حتى الآن علي نسخة من قلم المؤلف رغم أن الكتاب قد نسخه كاتب في مدينة هراة بعد خمسة قرون من تأليفه بحروف اويغورية قديمة وكذلك النسخ المعروفة بنسخة القاهرة ونسخة فرغانة قد كتبت بعد اربع قرون من التأليف .
ولان بعض القبائل في التركستان الشرقية والغربية ينطقون الدال تاء كما في الكلمات توقسان وتاغ وتاش وتون ومن حيث أن ترجمة هذه يجب ان تكون ملائمة للهجات التركستانيين في الوقت الحاضر وعلي قواعدهم النحوية.
وبالرغم أني استبعد من نفسي أن أكون احد متخصص اللغة التركية حيث أني عشت قرابة أربعين عاما دون وطني ومسقط راسي وزد علي ذلك أني تركت وطني في أيام الصبا والطفولة وهذا دليل قصوري وعجزي في هذا الباب.
وأما استنادي بضبة الكلمة بقوتا تقوبيليك بالتاء ما سمعته من أستاذي لذلك.
(1) المشكلة هنا في كلمة قوتا تقوبيليك في حرف التاء الثانية هل هي تاء تكتب بالدال كما كتبه الآخرون وان الأستاذ يعقوب محق في ضبطه بالتاء وذلك ليس في فرق الاستعمال بل في فرق الاستدلال حيث تدل كلمة قوت علي البركة وكلمة قود بالهرم حيث نستعمل الكلمة "قود في الهرم والجفاف في قودا نكشب قافتو كما في « ايديقود » تعني الدبر القديم ب( قوتا تقوبيليك ) حينما قال لي أن منبع اللغة التركية كتاب قوتا تقوبيليك وكذلك بما تناقلتها الصحف والمجلات في الاربعنيات من هذا العصر في التركستان بقوتا تقوبيليك .
وبما أننا نسمع من حكايات الجدات في ليالي سمرنا في صبانا كانت تمر علينا كلمة قوتات بالتاء المعجمة حيث يقولون ( قوتا تقاي )، (قوتا تسون ) و(قوتا تقودك )- ولم نسمعها (قوتا غودك )،( وقوتاد غاي )فهذا دليلي في ضبط الكلمة وبالرغم من ذلك وعلي كثرة القبائل التركية باختلاف لهجاتهم لا نستبعد أن يكون ضبط الكلمة غلي غير ما ضبطنا ولكني تمسك بالسماع أكثر واعتبره أساسا واصلا وإنني اغلي غيرة وأنكر علي المحققين في كلمتا "قوت"بمعني مبارك ورغم علمهم بذلك يفسرونها بالبخت والسعادة وان أهل بشقيها الغربي والشرقي يستعملون كلمة قوت أو وقت في تبريكاتهم وتهانيهم في سائر المناسبات ويطورونها بأحرف تأتي في أخر الكلمة تفيد المخاطب أو المتكلم وربما تأتي أو تشير بعض تلك الحروف لأداة التعريف أو النسبة أو يتقدمها اسم الجلال لتفيد الدعاء .
وان كلمة قت أو قوت كثيرا ما تستعمل كأسماء لرجال أو نساء يقول قوتلوغ بك أو قوتلوغ هانم ،قوتلوغ خان، قوتلوغ نساء، وقتلوغ نكار،كما كانت تستعمل في مقام التهنئة والتبريك بان يقولوا ( قوتلانديم ) ، (قوتلوق بولسون) ، (قوتلا يمن). بمعني أبارك نفسي أو أتشرف. وكلمة قوتا تستون نستعملها في تبريك منزل جديد وإتمام صفقة تجارية وعند ارتداء ثوب جديد كانا نقول نحن في الحجاز الله يبارك لك . وكانوا يستعملون كلمة أخري في هذا المعني فيقولون "سقاتسقون " وفي النتيجة نفهم من كلمة قوتا تقوبيليك أن هذا الكتاب مفيد ومبارك. ولعلي بهذا المعني اعتبر الكتاب مباركا أي فيه البركة لأجيالنا القادمة كما كانت مفيدة الأجيال السابقة بل للإنسانية جمعاء. فكون كلمة قوتا تقو أدق واشمل اسما ومعني من المسميات الاخري لكنب الأولين ك(شاه نامه تركي)وترتيب الأداء وبحيث نفهم أن التركستانيين في استعمال مفردات لغاتهم دقيقون وواقعيون بوضع ساسم عليم بعينه . وهذا ما لا نشك في تصديقه .
هل أن الكتاب ألف بلهجة معينه لقبيلة من قبائل الترك ؟
نقول أن هناك أشخاص حاولوا أن يختص الكتاب بلهجة من اللهجات التركية السائدة أو البائدة وذلك من حيث التقسيمات السياسية لمواطن تلك الأقوام الشاسعة الأطراف في عدة دول من دول آسيا في الوقت الحاضر .
وثانيا :أي الاعتبار الثاني أن هذه اللهجة اقصد لهجة الكتاب ب قوتا تقوبيليك تحتاج لترجمه مبسطه حتى تفيد جميع القبائل التركية بصرف النظر عن التقسيمات السياسية والانتماءات الفكرية والايدولوجيه وبحكم تطور اللهجات خلال مدة زمنية غير قصيرة .
ولأمر الذي يلجئنا إلي التاريخ وتاريخ تطور اللهجات ليس في أواسط آسيا فقط بل في أكثر من معسكر دولي وتجمعات إنسانية مثل لهجات أمريكا واروبا فلا نجزم ان الكتاب كان تأليفه في لهجة معينه . حيث أن اختلاف اللهجات في أي أمة من الأمم الحية ولا سيما الكبيرة منها اعترفت وتعرفت بلهجة معينه ونمط معين للكتابة والاستعمالات الأدبية بالرغم أن ذلك لم يتغير لهجة معينه لفئة معينه من شعوبها . قس علي ذلك التاريخ وتاريخ تأليف الكتاب يرجع إلي عهد القاراخانيين واعتبرت هذه اللهجة أداة وأسلوبها للتأليف والترجمة وكتب الدواوين والوثائق التاريخية في مملكتهم المترامية الأطراف فنحكم التاريخ في القضية .ونري أن بعضهم محقون في نظريتهم القائلة بان لغة ولهجة اعترفت بها لأمة من الأمم في أسلوب كتاباتها تأليفا وترجمه ولم يعطوا لاختلاف لهجاتها خانة . بل أن المصب والملتقي لجميع تلك اللهجات السائدة في حدود دولتهم . الأسلوب الرسمي هو الكتابة الرسمية ويبقي كما هو رغم اختلاف لهجات قبائلهم وتعاقب دولهم وحكوماتهم .
و مما زاد الطين بلة ان كان من ضمن مترجمى كتاب الروس "رادولف لنسخة فيننا و بعده هـ دانفرى. و قد تمخضت من تراجمنهم او ترجماتهم ان الكتاب الف فى لهجة متعينة او كاد. و ان وحدة اللغة مع تعدد و تعاقب الحكومات و ثباتها امام جميع التيارات من اختصاص الامم الكبيرة. و ان دولة القاراخانيين المترامية الاطراف و قد تناثرت و تقاسمتها دول و حكومات و قد اتخذت لهجات بعضها انماطا. و اختلفت خلاف الشيئ بنفسه. و قد يبرر التاريخ او يتبرم من تلك النظرية القائلة بثبات لغة الادب المعتاد بإختلاف اللهجات و تعاقب الحكومات و انقساماتها و التبديل الواقع عبر القرون. و لكنى اعتقد جازما ان لغة الادب فى دولة القاراخانيين الاتراك كما هى فى اسلوب يوسف خاص حاجب و محمود الكاشغرى فى تأليفاتهم مستقاة من بلورة تلك اللهجات المختلفة كلغة للادب و القلم عبر تلك الاقوام و القبائل التركية. فهى لغة التدريس فى دور العلم و المعارف و لغة التدوين فى الدواوين و سجلات الدولة الرسمية بمعنى آخر ان لغة الكتاب لهجة و تدوينا للقلم ادبا و ثقافة عبر التاريخ قد وحدتها دولة القاراخانيين الاتراك كلغة رسمية نطقا و كتابة فليست لهجة الكتاب مختصة بلهجة معينة و اما حاجة تلك اللهجة فى ايامنا هذه للترجمة بعد مضى ما يقارب الف سنة من تأليف الكتاب ناشئة عن تبلور تلك اللهجة التى الف بها الكتاب عبر عشر قرون نتيجة انقسام مواطن الاتراك لعدة دول دخيلة تختلف لهجاتها و تتغاير مفاهيم الحياة فيها مع اختلاف ميولهم السياسية عبر نظريات مستحدثة و مناهج مغايرة للاتراك ككل.
و بأى حروف كان تأليف الكتاب قوتادغوبيليك؟
بالرغم اننا لم نحصل حتى الآن على النسخة الاصلية التى كتبها المؤلف « قوتادغوبيليك » حتى نجيب على السؤال و نحكم به على رأى المحققين فى الكتاب و تأليفه بين رأيين لا ثالث لهما الاول ان الكتاب الف و كتب بالحروف الاويغورية القديمة و ثانيهما ان كتب بالاحرف العربية.
وربما إني لم أكن من المحققين في مستواهم أقول أن أصحاب كلا الرأيين في الموضوع يكاد يبرهن أو يكابد بإثبات رأيه وبصفتي كقارئ أحاول أن اجذب بعض الأدلة بطرقي لان الكتاب كتب في الأصل بالأحرف العربية وذلك بالوجوه الآتية.
أولا: أنني ورغم اعتمادي في هذه الترجمة غلي نسخة قوتا تقوبيليك. "قوتا تقوبيليك"
(متن ) لرشيد رحمتي آرات الذي اخرج الكتاب بالحروف اللاتيتنة التركية وعندما لم يحصل لي القناعة في معاني بعض الجمل في هذه النسخة اضطررت أن أراجع النسختين الباقية نسخة فرغانة ونسخة القاهرة فوجدتها وافية بالمعني المقصود ومطابقة لسياق السرد والتسلسل والبداهة وكمال المعني المقصود. وقد حققت في الكلمات والجمل بان أقرئها بصيغ مختلفة فوحدت أنها في الأحرف والصيغ العربية
ـــــ(1) وان العلامة القطب المؤرخ محمد أمين بوغرا يوكد أن قوتا تقوبيليك كتب وألف بالأحرف العربية في اللغة الاويغورية في كتابه « شرق تركستان تاريخي » صفحة رقم :200 وذلك استنتاجا من كلامه أن في الكتاب اقل من مائة كلمة عربية فقط طبعة كشمير المؤلف . ــــــــــــ
اضبط واقرب للمعني المقصود وبناء عليه اقتنع أن الكتاب ألف وكتب بالأحرف العربية.
ضبط كلمة قوتا تقوبيليك
كتاب يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) الاسم قاف مضمومة وبعدها واو ساكنة ثم ألف ثم تاء ساكنة ثم قاف مضمومة ثم واو ساكنة ثم باء ساكنة ثم مقصورة ثم ياء ساكنة ثم لام مقصورة ثم ياء ساكنة ثم كاف ساكنة.
وقد صدر الكتاب في ثوبه القشيب في مدينة اورمجي وطبع في مدينة بكين سنة 1984م ب (قوتا داغوبيليك) وأنت تري الفرق فهناك دال الحرف الخامس وغين الحرف السادس وذلك خلاف تحقيقنا.
فهناك اختلاف الآراء في معني (قوتات) أو (قوت )أو (قود) أو (قوتاداغو)كما الطبعة الجديدة بأنهم يعنونها بالبخت والسعادة ونحن نقول بالبركة والتبريك، استنادا إلي كرم المؤلف في البيت الحادي عشر حيث يقول :
يحوي جميع الحكم قد انتشر
تنظيمه كالدرر قد انتثر(1)
إن البخت والسعادة حسب ما يعنونها من الأمور الحديثة حيث تفيد الشك وعدم الائتمان بخلاف البركة أو التبريك يفيد الجزم واليقين أو لليقين اقرب فنقول (قوتا تقوبيليك) بمعني العلم والبركة ، وبركة العلم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.
(علم الاجتماع)
قوتا تقوبيليك كتاب قيم في علم الاجتماع والحكم وفلسفة الحياة وسياسة الراعي والرعية بجانب انتسابه واعتماده الكامل واليقين للإسلام دينا وعقيدة وأسلوب حياة حيث يعبر فيه بالعقيدة والعبادة والعمل وينبذ كل دين ومعتقد خلاف الإسلام. إن الدين عند الله الإسلام فيخطئ من يقول انه كتاب أدب ولغة خطأ فاحشا.ومن مميزات هذا المؤلف القدير وكتابه القيم انه لا يتطرق إطلاقا للترهات والسفسفات الرخيصة حيث انه يتجنب من الغزل والحب وما شاكلهما من التفاهات وفي الوقت ذاته يعتني اعتناءا كاملا بصياغة الحروف وصناعة الكلام بأسلوب رزين وعلي نمط علمي رفيع للغاية.
ـــــــ (1)ديوان تحقيقا العلامة المؤرخ القطب محمد أمين بوغرا حيث يترجمها بركة ليكا علم كيروي في تاريخه صفحة 200 طبعة كشمير المؤلف. ـــــــــ
الأتراك في بلاساغون (كاشغر) بمعني لامين العام او سكرتيراو أمين السر أو الممثل الشخصي وما أشبه ذلك وبشهادة كتابه القيم فهو ابن خلدون الشرق بحق وحقيقة ،غير انه من رجال القرن الخامس الهجري وابن خلدون من رجال القرن السابع الهجري 1332م _1406م.
مولد العلامة يوسف خاص حاجب ومؤلفه القيم:
ولد في مدينة بلاساغون في أسرة النبلاء ولن سنة 410هـ الموافقة 1019م ثد تشرفت بمولد يوسف (خاص حاجب )وحينما يفتخر بما خلفه لنا الشيخ يوسف خاص حاجب رحمة الله وهو كتابه(قوتا تقوبيليك) نفتخر بأننا أصحاب أول كتاب باللغة الاويعورية في ظل الاسلام وعلي مدي التاريخ ، وعلي انه نموذج الفريد من نوعه حتى ألان يفي علم الاجتماع والحكم والحكمه وسياسة الراع والرعية ولم نحصل حتي ألان بمعلومات عن اسم ابيه وامه .ومنذ حداثة سنة عرفت مقدرة يوسف خاص حاجب الفظة وذكاؤه وفطنته وتمكنه من اللغة العربيه والفارسيه ونتبا بانه عالم في اللغة العربيه والفارسية كأحد أصحابها وذلك لأنه يستعمل مفردات اللة العربيه والكلمات الفارسية الدخيلة في الفاظن ا بشكل سليم وعلي إملاءها الأصلية وفي الأماكن المناسبة.فضلا عن كونه علامة لغته الأصلية لغة الترك وتلك مراتب افتخارنا بيه .علما انه اطلع علي مضامين كتب الأولين في ايام تحصيله ومن المعلوم انه لم يكن في علمه مقتصرا ولا مختصرا لبعض الجوانب منها بل انه كان عالما بل فليسوفا في علم البلاغة والكلام والكلام وعلم العروض والقوافي وقد تملك بسائر الطرق والأساليب بالتربية الفنية وعلم الرياضيات البدنية وفون الفروسية ومسابقتها ولعب الجو كان (بولو)وترويض الصقور والاصطياد بها وتعيين أصول القنص لذلك .
وحينما انتهي العلامة من تأليف (قوتا تقوبيليك ) سنة 462هـ الموافق سنة1070م وقدا تم معاصرة العلامة اللغوي محمود الكشغري من تأليف كتابه (ديوان لغات الترك )سنة1074م تنبأ أيضا وتوضح لنا بعض أسباب عدم ملاقاتها في تلك الأيام وذلك لانشغال كل منها بالمهمة الخاصة به وان تشابهه أسلوبها ترشدنا إنهما اكتسبا العلم من منهل واحد ومنهج واحد ذات أنظمة وجداول معلومة .في تلك المؤسسات والجامعات الموجودة في البلاد ومنن المحتمل ان يكون هناك سؤال هل العلامة انتهج لنفسه لنفسه منهجا خاصا في قواعد اللغة التركية أم أنها مكتسبة من دور العلم والعارف وعلي اسس منظمة .نقول بكل تأكيد أنها نتيجة دراسته من مناهل معتمدة بأصول ثابتة سليمة الوضع وواضحة المعالم . والدليل علي ذلك أن سلامة الإملاء من كلا العلامتين يوسف خاص حاجب و محمود الكاشغري تتفق جملة وتفصيلا . وقدا ستغرق تأليف كتاب العلامة يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) سنة ونصف حتى أتمه سنة462هـ الموافق 1070م. من مدينة كاشغر وقدمه لملك البلاد أبي علي حسن تاوغاج بفراء خان بن الملك سليمان ارسلان خان وان الملك أبي علي حسن تاوغاج خان قبل تحفة العلامة وقدرها حيث عينه المستشار الخاص لبلاطه ، ومن بعد ذلك نراه يزيل كتبه (بيوسف خاص حاجب ).
بينما ألف ابن سيناء مؤلفاته باللغة العربية وكذلك البيروني والفارابي ألف العلامة محمود الكاشغري مؤلفة القيم ديوان لغات الترك بالتركية والعربية وقدمه في بغداد للخلية أبي القاسم بن عبد الله المقتدي بالله العباسي ألف العلامة يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) باللغة التركية وقدمه لمليك البلاد وهذا من أهم أسباب تقلده صفة خاص حاجب بثقة وجدارة.
ومما شجع الآخرين علي أن يؤلفوا مؤلفاتهم بلغتهم التركية أيضا بجانب تأليفاتهم بالعربية والفارسية. وحين وفاة الملك حسن بوغرا خان بعد خمسة وثلاثين عاما من تاريخ تقديمه الكتاب لم نعثر علي دليل قطعي انه أي العلامة يوسف خاص حاجب اشترك في مراسم جنازة الملك حسن بوغرا خان وكذلك لم نهتدي إلي معلومات تفيدنا بان العلامة توفي بكذا وبعمر كذا ودفن في كذا غير أننا نسترحمه ونستغفر له ولغيره.
حول تسمية الكتاب بـ« قوتا تقوبيليك »
وحينما ضبطت الكلمة بـ (قوتا تقوبيليك ) وقد اقر به جمهرة التركستانيين لأسباب وجيهة نري من كتبها (بقوتاد غوبيليك ) واني أخمن أن هذا الفرق قد يكون من عدم ضبط الكتّاب والوّراقين لنسخ الكتاب .
ومما يزيدنا شبة أننا لم نعثر حتى الآن علي نسخة من قلم المؤلف رغم أن الكتاب قد نسخه كاتب في مدينة هراة بعد خمسة قرون من تأليفه بحروف اويغورية قديمة وكذلك النسخ المعروفة بنسخة القاهرة ونسخة فرغانة قد كتبت بعد اربع قرون من التأليف .
ولان بعض القبائل في التركستان الشرقية والغربية ينطقون الدال تاء كما في الكلمات توقسان وتاغ وتاش وتون ومن حيث أن ترجمة هذه يجب ان تكون ملائمة للهجات التركستانيين في الوقت الحاضر وعلي قواعدهم النحوية.
وبالرغم أني استبعد من نفسي أن أكون احد متخصص اللغة التركية حيث أني عشت قرابة أربعين عاما دون وطني ومسقط راسي وزد علي ذلك أني تركت وطني في أيام الصبا والطفولة وهذا دليل قصوري وعجزي في هذا الباب.
وأما استنادي بضبة الكلمة بقوتا تقوبيليك بالتاء ما سمعته من أستاذي لذلك.
(1) المشكلة هنا في كلمة قوتا تقوبيليك في حرف التاء الثانية هل هي تاء تكتب بالدال كما كتبه الآخرون وان الأستاذ يعقوب محق في ضبطه بالتاء وذلك ليس في فرق الاستعمال بل في فرق الاستدلال حيث تدل كلمة قوت علي البركة وكلمة قود بالهرم حيث نستعمل الكلمة "قود في الهرم والجفاف في قودا نكشب قافتو كما في « ايديقود » تعني الدبر القديم ب( قوتا تقوبيليك ) حينما قال لي أن منبع اللغة التركية كتاب قوتا تقوبيليك وكذلك بما تناقلتها الصحف والمجلات في الاربعنيات من هذا العصر في التركستان بقوتا تقوبيليك .
وبما أننا نسمع من حكايات الجدات في ليالي سمرنا في صبانا كانت تمر علينا كلمة قوتات بالتاء المعجمة حيث يقولون ( قوتا تقاي )، (قوتا تسون ) و(قوتا تقودك )- ولم نسمعها (قوتا غودك )،( وقوتاد غاي )فهذا دليلي في ضبط الكلمة وبالرغم من ذلك وعلي كثرة القبائل التركية باختلاف لهجاتهم لا نستبعد أن يكون ضبط الكلمة غلي غير ما ضبطنا ولكني تمسك بالسماع أكثر واعتبره أساسا واصلا وإنني اغلي غيرة وأنكر علي المحققين في كلمتا "قوت"بمعني مبارك ورغم علمهم بذلك يفسرونها بالبخت والسعادة وان أهل بشقيها الغربي والشرقي يستعملون كلمة قوت أو وقت في تبريكاتهم وتهانيهم في سائر المناسبات ويطورونها بأحرف تأتي في أخر الكلمة تفيد المخاطب أو المتكلم وربما تأتي أو تشير بعض تلك الحروف لأداة التعريف أو النسبة أو يتقدمها اسم الجلال لتفيد الدعاء .
وان كلمة قت أو قوت كثيرا ما تستعمل كأسماء لرجال أو نساء يقول قوتلوغ بك أو قوتلوغ هانم ،قوتلوغ خان، قوتلوغ نساء، وقتلوغ نكار،كما كانت تستعمل في مقام التهنئة والتبريك بان يقولوا ( قوتلانديم ) ، (قوتلوق بولسون) ، (قوتلا يمن). بمعني أبارك نفسي أو أتشرف. وكلمة قوتا تستون نستعملها في تبريك منزل جديد وإتمام صفقة تجارية وعند ارتداء ثوب جديد كانا نقول نحن في الحجاز الله يبارك لك . وكانوا يستعملون كلمة أخري في هذا المعني فيقولون "سقاتسقون " وفي النتيجة نفهم من كلمة قوتا تقوبيليك أن هذا الكتاب مفيد ومبارك. ولعلي بهذا المعني اعتبر الكتاب مباركا أي فيه البركة لأجيالنا القادمة كما كانت مفيدة الأجيال السابقة بل للإنسانية جمعاء. فكون كلمة قوتا تقو أدق واشمل اسما ومعني من المسميات الاخري لكنب الأولين ك(شاه نامه تركي)وترتيب الأداء وبحيث نفهم أن التركستانيين في استعمال مفردات لغاتهم دقيقون وواقعيون بوضع ساسم عليم بعينه . وهذا ما لا نشك في تصديقه .
هل أن الكتاب ألف بلهجة معينه لقبيلة من قبائل الترك ؟
نقول أن هناك أشخاص حاولوا أن يختص الكتاب بلهجة من اللهجات التركية السائدة أو البائدة وذلك من حيث التقسيمات السياسية لمواطن تلك الأقوام الشاسعة الأطراف في عدة دول من دول آسيا في الوقت الحاضر .
وثانيا :أي الاعتبار الثاني أن هذه اللهجة اقصد لهجة الكتاب ب قوتا تقوبيليك تحتاج لترجمه مبسطه حتى تفيد جميع القبائل التركية بصرف النظر عن التقسيمات السياسية والانتماءات الفكرية والايدولوجيه وبحكم تطور اللهجات خلال مدة زمنية غير قصيرة .
ولأمر الذي يلجئنا إلي التاريخ وتاريخ تطور اللهجات ليس في أواسط آسيا فقط بل في أكثر من معسكر دولي وتجمعات إنسانية مثل لهجات أمريكا واروبا فلا نجزم ان الكتاب كان تأليفه في لهجة معينه . حيث أن اختلاف اللهجات في أي أمة من الأمم الحية ولا سيما الكبيرة منها اعترفت وتعرفت بلهجة معينه ونمط معين للكتابة والاستعمالات الأدبية بالرغم أن ذلك لم يتغير لهجة معينه لفئة معينه من شعوبها . قس علي ذلك التاريخ وتاريخ تأليف الكتاب يرجع إلي عهد القاراخانيين واعتبرت هذه اللهجة أداة وأسلوبها للتأليف والترجمة وكتب الدواوين والوثائق التاريخية في مملكتهم المترامية الأطراف فنحكم التاريخ في القضية .ونري أن بعضهم محقون في نظريتهم القائلة بان لغة ولهجة اعترفت بها لأمة من الأمم في أسلوب كتاباتها تأليفا وترجمه ولم يعطوا لاختلاف لهجاتها خانة . بل أن المصب والملتقي لجميع تلك اللهجات السائدة في حدود دولتهم . الأسلوب الرسمي هو الكتابة الرسمية ويبقي كما هو رغم اختلاف لهجات قبائلهم وتعاقب دولهم وحكوماتهم .
و مما زاد الطين بلة ان كان من ضمن مترجمى كتاب الروس "رادولف لنسخة فيننا و بعده هـ دانفرى. و قد تمخضت من تراجمنهم او ترجماتهم ان الكتاب الف فى لهجة متعينة او كاد. و ان وحدة اللغة مع تعدد و تعاقب الحكومات و ثباتها امام جميع التيارات من اختصاص الامم الكبيرة. و ان دولة القاراخانيين المترامية الاطراف و قد تناثرت و تقاسمتها دول و حكومات و قد اتخذت لهجات بعضها انماطا. و اختلفت خلاف الشيئ بنفسه. و قد يبرر التاريخ او يتبرم من تلك النظرية القائلة بثبات لغة الادب المعتاد بإختلاف اللهجات و تعاقب الحكومات و انقساماتها و التبديل الواقع عبر القرون. و لكنى اعتقد جازما ان لغة الادب فى دولة القاراخانيين الاتراك كما هى فى اسلوب يوسف خاص حاجب و محمود الكاشغرى فى تأليفاتهم مستقاة من بلورة تلك اللهجات المختلفة كلغة للادب و القلم عبر تلك الاقوام و القبائل التركية. فهى لغة التدريس فى دور العلم و المعارف و لغة التدوين فى الدواوين و سجلات الدولة الرسمية بمعنى آخر ان لغة الكتاب لهجة و تدوينا للقلم ادبا و ثقافة عبر التاريخ قد وحدتها دولة القاراخانيين الاتراك كلغة رسمية نطقا و كتابة فليست لهجة الكتاب مختصة بلهجة معينة و اما حاجة تلك اللهجة فى ايامنا هذه للترجمة بعد مضى ما يقارب الف سنة من تأليف الكتاب ناشئة عن تبلور تلك اللهجة التى الف بها الكتاب عبر عشر قرون نتيجة انقسام مواطن الاتراك لعدة دول دخيلة تختلف لهجاتها و تتغاير مفاهيم الحياة فيها مع اختلاف ميولهم السياسية عبر نظريات مستحدثة و مناهج مغايرة للاتراك ككل.
و بأى حروف كان تأليف الكتاب قوتادغوبيليك؟
بالرغم اننا لم نحصل حتى الآن على النسخة الاصلية التى كتبها المؤلف « قوتادغوبيليك » حتى نجيب على السؤال و نحكم به على رأى المحققين فى الكتاب و تأليفه بين رأيين لا ثالث لهما الاول ان الكتاب الف و كتب بالحروف الاويغورية القديمة و ثانيهما ان كتب بالاحرف العربية.
وربما إني لم أكن من المحققين في مستواهم أقول أن أصحاب كلا الرأيين في الموضوع يكاد يبرهن أو يكابد بإثبات رأيه وبصفتي كقارئ أحاول أن اجذب بعض الأدلة بطرقي لان الكتاب كتب في الأصل بالأحرف العربية وذلك بالوجوه الآتية.
أولا: أنني ورغم اعتمادي في هذه الترجمة غلي نسخة قوتا تقوبيليك. "قوتا تقوبيليك"
(متن ) لرشيد رحمتي آرات الذي اخرج الكتاب بالحروف اللاتيتنة التركية وعندما لم يحصل لي القناعة في معاني بعض الجمل في هذه النسخة اضطررت أن أراجع النسختين الباقية نسخة فرغانة ونسخة القاهرة فوجدتها وافية بالمعني المقصود ومطابقة لسياق السرد والتسلسل والبداهة وكمال المعني المقصود. وقد حققت في الكلمات والجمل بان أقرئها بصيغ مختلفة فوحدت أنها في الأحرف والصيغ العربية
ـــــ(1) وان العلامة القطب المؤرخ محمد أمين بوغرا يوكد أن قوتا تقوبيليك كتب وألف بالأحرف العربية في اللغة الاويغورية في كتابه « شرق تركستان تاريخي » صفحة رقم :200 وذلك استنتاجا من كلامه أن في الكتاب اقل من مائة كلمة عربية فقط طبعة كشمير المؤلف . ــــــــــــ
اضبط واقرب للمعني المقصود وبناء عليه اقتنع أن الكتاب ألف وكتب بالأحرف العربية.
ضبط كلمة قوتا تقوبيليك
كتاب يوسف خاص حاجب (قوتا تقوبيليك ) الاسم قاف مضمومة وبعدها واو ساكنة ثم ألف ثم تاء ساكنة ثم قاف مضمومة ثم واو ساكنة ثم باء ساكنة ثم مقصورة ثم ياء ساكنة ثم لام مقصورة ثم ياء ساكنة ثم كاف ساكنة.
وقد صدر الكتاب في ثوبه القشيب في مدينة اورمجي وطبع في مدينة بكين سنة 1984م ب (قوتا داغوبيليك) وأنت تري الفرق فهناك دال الحرف الخامس وغين الحرف السادس وذلك خلاف تحقيقنا.
فهناك اختلاف الآراء في معني (قوتات) أو (قوت )أو (قود) أو (قوتاداغو)كما الطبعة الجديدة بأنهم يعنونها بالبخت والسعادة ونحن نقول بالبركة والتبريك، استنادا إلي كرم المؤلف في البيت الحادي عشر حيث يقول :
يحوي جميع الحكم قد انتشر
تنظيمه كالدرر قد انتثر(1)
إن البخت والسعادة حسب ما يعنونها من الأمور الحديثة حيث تفيد الشك وعدم الائتمان بخلاف البركة أو التبريك يفيد الجزم واليقين أو لليقين اقرب فنقول (قوتا تقوبيليك) بمعني العلم والبركة ، وبركة العلم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.
(علم الاجتماع)
قوتا تقوبيليك كتاب قيم في علم الاجتماع والحكم وفلسفة الحياة وسياسة الراعي والرعية بجانب انتسابه واعتماده الكامل واليقين للإسلام دينا وعقيدة وأسلوب حياة حيث يعبر فيه بالعقيدة والعبادة والعمل وينبذ كل دين ومعتقد خلاف الإسلام. إن الدين عند الله الإسلام فيخطئ من يقول انه كتاب أدب ولغة خطأ فاحشا.ومن مميزات هذا المؤلف القدير وكتابه القيم انه لا يتطرق إطلاقا للترهات والسفسفات الرخيصة حيث انه يتجنب من الغزل والحب وما شاكلهما من التفاهات وفي الوقت ذاته يعتني اعتناءا كاملا بصياغة الحروف وصناعة الكلام بأسلوب رزين وعلي نمط علمي رفيع للغاية.
ـــــــ (1)ديوان تحقيقا العلامة المؤرخ القطب محمد أمين بوغرا حيث يترجمها بركة ليكا علم كيروي في تاريخه صفحة 200 طبعة كشمير المؤلف. ـــــــــ
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: العلامة يوسف خاص حاجب
عدم شيوع الكتاب في زمانه
نتكهن في عدم شيوع الكتاب في زمانه لأسباب علمية وسياسية وايدولوجية وقصر التوعية أو بالمقابل ذيوع الصيت والصدى وحبس الكتاب في خزانة السلاطين وصناديق الأمراء في زمانه وضعف المادة أو قلة الوراقين وما أشبة ذلك من وجوه.
ونحن نري في مقدمة الكتاب ما يشير إلي تلك الأسباب. بالإضافة أن المؤلف لم يقرر اسم الكتاب حين تأليفه باسم معين وذلك لوقتما حيث راقبه مراقبة دقيقة حول تأثيره في المجتمع بما فيه قصور السلاطين انذآك. ومن البديهي أن الكتاب اهدي لتوغاج بوغرخان ملك تلك البلاد وربما كان من أمل المؤلف أن يري الكتاب النور وينشر علي نطاق واسع ولكن خاب ظنه وخسر حدسه حيث أصبح الكتاب رهن الخزائن المنيعة حيث يقول في المقدمة بالبيتين رقم 13، 14 :
جميعهم بالكتاب في ملكهم استحوذوا
جعلوه رهن الخزائن استأثروا
توارثوا عن بعضهم تفردوا
تحرزوا عن غيرهم تعصبوا
وكان المؤلف وقع في مجمع الأضداد من واقعية العلم والبيان والحكمة من حيث رفاهية الرعية وسياسة الحكم و السلطان نحو رعاية الراعي للرعية بها بصول وفي صالح من ؟يجول ويدور. ولعل في عدم التسمية من البداية دخل لذلك وقد أطلق الناس علي الكتاب مختلف الأسماء.
يعبر المؤلف في ذلك بالأبيات من رقم 26الي 31.
بمختلف الأسماء أطلقوا عليه
في بدونا وحضر عزوا إليه
حكيمهم من نجل وملل
سموه في وقتهم بعلل
جنتهم آداب الملوك ذا
ما جنييهم
ــــــــــ(1) في كتب التاريخ عندنا كلمتان جبن وباجف قد أطلق هذان الاسمان علي سلالة من الأتراك الاديغوريين سكنوا في الجنوب الغربي من منغوليا شمال منطقة كانسوثة وقد انقسموا إلي قسمين ، قسم في داخل حدود تركستان الشرقية يطلق عليه اسم ناجين وقسم في الشرق يطلق عليه كلمة جبن وقد تعرف هذه القبائل بختايلار : المؤلف ـــــــــــ
(انس الملوك) بذا سما
أهل الشرف عزوه بزينة الأمراء
قرؤوه في مجالس العظماء
(شاه خامة) ذا في الفرس قد اشتهر
قوتا تقوبيليك عندنا قد اعتبر
بغزير العلم في بين الطل
باختلاف الألسن اسم كمل
(يوسف خاص حاجب)
ونحن نري أن المؤلف قدم كتابه إلي توغاج بوغرا خان بدون القدمة أو الديباجة ثم راقب الوضع عن كتب يرويه حتى انجلي موقف الكتاب في العامة والخاصة فكتب المقدمة. ولم يكن له بد من أن الكتاب للسلاطين وقد سماه بقوتا تقوبيليك اسما قبليا بل اسما علميا بحت.ويقول في إسناد الكتاب للسلاطين في الأبيات من رقم 35الي 45:
لناظمي إدارة السلطان
حكيمنا دون ذا البيان
يحمي بذا مليكه وسلطانه
حاو علي كل النظم لملته
يعود بالملك إلي أصحابه
يعالج الضعف اعتري أوصاله
(1) في كتب التاريخ عندنا كلمتان جبن وباجف قد أطلق هذان الاسمان علي سلالة من الأتراك الاديغوريين سكنوا في الجنوب الغربي من منغوليا شمال منطقة كانسوثة وقد انقسموا إلي قسمين ، قسم في داخل حدود تركستان الشرقية يطلق عليه اسم ناجين وقسم في الشرق يطلق عليه كلمة جبن وقد تعرف هذه القبائل بختايلاد : المؤلف
تنظيم جند سياسة الخدام
تكتيك ذا التجميع والإقدام
ترتيب ذا منصل منظم
تنفيذ كل مهمة فيه مقسم
وكل راع في حماه مستحكم
يوصي علي عماله يستحسم
ويلزم العقال في سلطانه
كالبدر محصونا تحت سمائه
علي المليك حقوق ذا الأنام
عليهم طاعة ذا الإمام
(يوسف خاص حاجب)
فيبدأ المؤلف حواره من إعداد القوة ورباط الخيل واستعداد الجند للمعركة وتفانيها وقت الحرب والسلم يسندها إلي دهاء وحنكة القائد حيث يقول.
فكيف ذا تدبيره يوم الوغى
تمكينه التيسير من جند الوفاء
كل الحيل يكتمها في ذاته
والنصر معقود لمدي إرشاده
مرامه مبسط ميسر
ليقتدي الخلق به مجهز
ولعلي مع المؤلف بعد تأليف الكتاب عاش مدة قصيرة أمضاها في كتابه لعله ينشر ويعم نفعه ولكن لم يتيسر له ذلك وتناقل الكتاب من خزانة لآخري عبر عدة عهود متعاقبة في زمانه من سلاطين حيث يقول:
توارثوا عن بعضهم تفردوا
تحرزوا عن غيرهم تعصبوا
ولعل العلامة الفيلسوف خاص حاجب عاش لأواخر القرن الحادي عشر من الميلاد والي ربع قرن بعد تأليفه هذا 1070م(ودولة القاراخانيين الإسلامية ) تبدأ من ستوق بوغرا خان عبد الكريم 320ه الموافق 932مالي 528ه الموافق 1134م ولكن نكبات يولي خان ملك دولة قاراختاي افسدت مملكة توغاج بوغرا خان ملوك القراخانيين او أيليك خانين في ذلك الوقت (اواخر القرن الخامس الهجري حتى انتهاء سنة 528ه الموافق 1134م) بعد ان عاشت دولة توغاج بوغرا خان تحت حماية السلطان سنجر السلجوقي وكانت هذه النكبة غلي يد احد عماله في الشمال اسمه (نوسي) ومن جراء هذه الهزات التي بدأت في أواخر القرن الخامس الهجري غشيت الكتاب عتمة مستديمة يكاد إن ينمحي من الوجود أولا لطف الله وحفظه عليه.
بالرغم أن النسخة الأصلية مفقودة حتى ألان إلا انه ظهرت نسخة هرات الموجودة في المتحف الملكي في فينا تسمت بنسخة فينا ظهرت هذه النسخة بعد تأليف بثلاثمائة وتسعة وستين عاما سنة1439م من الميلاد وذلك حسب تاريخ النسخ علي يد( حسن قاراسابيل شمس) بعد خمسه وثلاثين سنة من النسخ في سنة 1474م اوتي بها من الاستانه باسطنبول ثم بعد ذلك علي يد المستشرق والمؤ رخ الشهير الاسترالي هامبر (1) يوركشتارل(2).
ــــــــــــ(1) هو من رجال القرن التاسع عشر الميلادي 1774م _1856م صاحب تاريخ الدولة العثمانية من سنة 1188م إلي 1774م وهو تاريخ ميلاده هو والمؤلف « تاريخ الآداب العربية » نمساوي الأصل يجيد اللغات العربية والفارسية والتركية .ـــــــ
جلبه إلي فيينا ووضعه في المتحف الملكي كما أسلفنا hammer purgs tal 1774م _1856م وبقيت ألنسخه هناك ثلاثمائة وخمسون عاما وفي سنة 1823م بدأ الإعلان عن الكتاب عن طريق المستشرق الفرنسي zaobiri tombidy بإيراد نبذه وجيزة م الكتاب . وبقي الكتاب كذلك سبعة وأربعين عاما حتى سنة 1870م حيث ترجم المؤرخ المجري
(1) هو من رجال القرن التاسع عشر الميلادي 1774م _1856م صاحب تاريخ الدولة العثمانية من سنة 1188م إلي 1774م وهو تاريخ ميلاده هو والمؤلف (تاريخ الآداب العربية)نمساوي الأصل يجيد اللغات العربية والفارسية والتركية .
والمستشرق المعروف فامبير صاحب كتاب (تاريخ بخاري) ترجم قسما مهما من كتاب (قوتا تقزبيليك)هذا إلي اللغة التمساوية ونشره في نطاق واسع عما قبل وذلك باللغه الاويغورية القديمة .
اما نسخة القاهرة كتبت بالاحرف العربيه واكتشفها العالم النمساوى الماني الاصل مورتنس moritiz(برنارد )1859م _1938م وهو تولي ادارة دار الكتب الوطنية في القاهرة سنة 1896_1914م الناشر ل(تارخ الفيوم)لابن عثمان من النابلسى وجغرافية الجزيرة العربية الطبيعية والتاريخية .وان هذا المستشرق نسخ هذا المخطوط النادر وارسله إلي العالم الروسي الشهير رادولوف وان الاخير حصل علي نسخة من نسخة فينا وعمل مقارنة من النسختين المختلفتين في حروف الكتابة الاولي نسخة القاهرة بالحروف العربية والثانية نسخة فينا بالاحرف الاويغورية القديمة وذلك سنة 1897م وفي سنة 1910م نشر رادولوف النسختين في غلاف واحد .
فبدا انتشار الكتاب الاوسع مدي حتي جاءت سنة 1943م حيث جلبت نسخة من القاهرة إلي استانة (اسطنبول )وطبعت في اسطنبول نسخة اللقاهرة بالاحرف العربية .
اما نسخة فرغانة وهي مكتوبة بالاحرررف العربية ابضا ولكنها ليست نسخة هرات والتي سميت بنسخة فينا حيث ان الاخبرة باللغة الاويغورية القديمة وهراة ناحية من ضواحي بلخ في افغانستان الان . وان نسخةفرغانة اكتشفها لاول مره الاستاذ زكي وليدي التتاري التركي المنشأ في مكتبة شخصية الدعو حاجي نيشان لالرش في مدينة نمنكان في ازبكستان سنة 1914م وكتب عند اكتشافه هذا في الصحف التركية وفي سنة 1924م توفق العالم الاديب الازبكي فترت افندي بالحصول علي هذه لنسخة وأعلن ونشر بنظم فقرات الكتاب بالشرح والتوضيح في سنة 19298م وكانت لنسخ الثلاث تختلف في عدد الأبيات ، فبينما نسخة القاهرة تحتوي علي 5400 بيتا ونسخة فرغانه بها 6095بيت شعر فقط ونسخة فينا اقل من ذلك .فضلا عن وجود بعض السقطات الاملائية وعدم الضبط من الوراقين في النسخ الثلاث.
ففي عام 1974م نزل في ميدان البحث والتدقيق الأستاذ رشيد رحمتي آرات الأديب التركي واجري مقارنات بين النسخ الثلاث وجميع ما تناثر منه وضبط كل وارد فيه وأخرجه غاية في التحقيق والتمحيص في ستة ألاف وستمائة وخمسة وأربعين بيتا. ولم تكن تلك النسخ الثلاث مرقمة في الأصل فوضع الأستاذ رشيد رحمتي آرات أرقاما متسلسلة فحصل الناتج التام الواضح مرتبا في خمسة وثمانين بابا تتقدمه المقدمة نثرا ثم المقدمة نظما ففهرس فثلاث ملزمات بشكل ذيول للكتاب من المؤلف.
فمنذ عام1981م اهتم الأكاديميون في التركستان الشرقية (سينكيانج) في مدينة اورنجي في إخراج الكتاب باللهجة الاويغورية الدارجة ألان. وبإملاء جديد بالحروف العربية وهم الأستاذ محمد أمين يوسف والأستاذ عبد الشكور تردي والأستاذ عبد الرحيم اوتكور (والأديب اللغوي الأستاذ احمد ضيائي) وغيرهم. فكتبوا بالأحرف العربية نظما كما كان الكتاب في الأصل يقابله الأحرف اللاتينية حسب اللهجة الاويغورية القديمة واستنادا في الإخراج هذا إلي النسخ الثلاث المشار إليها في بحثنا هذا الإضافة إلي نسخة البرفيسيور التركي رشيد رحمتي آرات وأشاروا كذلك استفادتهم من إخراج العالم الازبكي عبد القيوم كريم حيث أن الأخير اخرج الكتاب وطبعه باللهجة الأزبكية عام1972م في مدينة طاشكند.
فيعتبر عام1947م مولدا جديدا للكتاب بكامل صفاته وتكامل أجزائه وذلك علي يد الأستاذ التركي الأديب رشيد رحمتي آرات حيث اشرئبت إليه الأعناق من كل حدب وصوب وتعاقبت إليه يد الطلاب والدارسين. غير انه لم يقم احد بتعريف الكتاب لإخواننا العرب والمسلمين والناطقين بالضاد. الهم بحثي وتعريفي هذا إذا حاز القبول في الأوساط العلمية. ثم أني قمت بعدة تجارب في ترجمة الكتاب ترجمة منظومة باللغة العربية وها أنا قد عقدت العزم بإتمام الترجمة رجاء إتحاف الكتاب مترجما منظوما باللغة العربية في مكتبات العالم الإسلامي عامة والمكتبات العربية بصفة خاصة وبالأخص لإخواننا الطلاب والدارسين في جميع أنحاء المعمورة بالله التوفيق.
العروض والقوافي
ان منظومة المؤلف في كتابه حسب علم العروض من البحر المتقارب فعولن فعولن فعولن فعل. إلي البيت رقم 3080 ثم يبدأ بالوزن المتقارب المثمن السالم (فعولن فعولن فعولن فعولن) والي حد ما ثم يرجع ثانية إلي البحر المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعل)إلي آخر الكتاب.
نتكهن في عدم شيوع الكتاب في زمانه لأسباب علمية وسياسية وايدولوجية وقصر التوعية أو بالمقابل ذيوع الصيت والصدى وحبس الكتاب في خزانة السلاطين وصناديق الأمراء في زمانه وضعف المادة أو قلة الوراقين وما أشبة ذلك من وجوه.
ونحن نري في مقدمة الكتاب ما يشير إلي تلك الأسباب. بالإضافة أن المؤلف لم يقرر اسم الكتاب حين تأليفه باسم معين وذلك لوقتما حيث راقبه مراقبة دقيقة حول تأثيره في المجتمع بما فيه قصور السلاطين انذآك. ومن البديهي أن الكتاب اهدي لتوغاج بوغرخان ملك تلك البلاد وربما كان من أمل المؤلف أن يري الكتاب النور وينشر علي نطاق واسع ولكن خاب ظنه وخسر حدسه حيث أصبح الكتاب رهن الخزائن المنيعة حيث يقول في المقدمة بالبيتين رقم 13، 14 :
جميعهم بالكتاب في ملكهم استحوذوا
جعلوه رهن الخزائن استأثروا
توارثوا عن بعضهم تفردوا
تحرزوا عن غيرهم تعصبوا
وكان المؤلف وقع في مجمع الأضداد من واقعية العلم والبيان والحكمة من حيث رفاهية الرعية وسياسة الحكم و السلطان نحو رعاية الراعي للرعية بها بصول وفي صالح من ؟يجول ويدور. ولعل في عدم التسمية من البداية دخل لذلك وقد أطلق الناس علي الكتاب مختلف الأسماء.
يعبر المؤلف في ذلك بالأبيات من رقم 26الي 31.
بمختلف الأسماء أطلقوا عليه
في بدونا وحضر عزوا إليه
حكيمهم من نجل وملل
سموه في وقتهم بعلل
جنتهم آداب الملوك ذا
ما جنييهم
ــــــــــ(1) في كتب التاريخ عندنا كلمتان جبن وباجف قد أطلق هذان الاسمان علي سلالة من الأتراك الاديغوريين سكنوا في الجنوب الغربي من منغوليا شمال منطقة كانسوثة وقد انقسموا إلي قسمين ، قسم في داخل حدود تركستان الشرقية يطلق عليه اسم ناجين وقسم في الشرق يطلق عليه كلمة جبن وقد تعرف هذه القبائل بختايلار : المؤلف ـــــــــــ
(انس الملوك) بذا سما
أهل الشرف عزوه بزينة الأمراء
قرؤوه في مجالس العظماء
(شاه خامة) ذا في الفرس قد اشتهر
قوتا تقوبيليك عندنا قد اعتبر
بغزير العلم في بين الطل
باختلاف الألسن اسم كمل
(يوسف خاص حاجب)
ونحن نري أن المؤلف قدم كتابه إلي توغاج بوغرا خان بدون القدمة أو الديباجة ثم راقب الوضع عن كتب يرويه حتى انجلي موقف الكتاب في العامة والخاصة فكتب المقدمة. ولم يكن له بد من أن الكتاب للسلاطين وقد سماه بقوتا تقوبيليك اسما قبليا بل اسما علميا بحت.ويقول في إسناد الكتاب للسلاطين في الأبيات من رقم 35الي 45:
لناظمي إدارة السلطان
حكيمنا دون ذا البيان
يحمي بذا مليكه وسلطانه
حاو علي كل النظم لملته
يعود بالملك إلي أصحابه
يعالج الضعف اعتري أوصاله
(1) في كتب التاريخ عندنا كلمتان جبن وباجف قد أطلق هذان الاسمان علي سلالة من الأتراك الاديغوريين سكنوا في الجنوب الغربي من منغوليا شمال منطقة كانسوثة وقد انقسموا إلي قسمين ، قسم في داخل حدود تركستان الشرقية يطلق عليه اسم ناجين وقسم في الشرق يطلق عليه كلمة جبن وقد تعرف هذه القبائل بختايلاد : المؤلف
تنظيم جند سياسة الخدام
تكتيك ذا التجميع والإقدام
ترتيب ذا منصل منظم
تنفيذ كل مهمة فيه مقسم
وكل راع في حماه مستحكم
يوصي علي عماله يستحسم
ويلزم العقال في سلطانه
كالبدر محصونا تحت سمائه
علي المليك حقوق ذا الأنام
عليهم طاعة ذا الإمام
(يوسف خاص حاجب)
فيبدأ المؤلف حواره من إعداد القوة ورباط الخيل واستعداد الجند للمعركة وتفانيها وقت الحرب والسلم يسندها إلي دهاء وحنكة القائد حيث يقول.
فكيف ذا تدبيره يوم الوغى
تمكينه التيسير من جند الوفاء
كل الحيل يكتمها في ذاته
والنصر معقود لمدي إرشاده
مرامه مبسط ميسر
ليقتدي الخلق به مجهز
ولعلي مع المؤلف بعد تأليف الكتاب عاش مدة قصيرة أمضاها في كتابه لعله ينشر ويعم نفعه ولكن لم يتيسر له ذلك وتناقل الكتاب من خزانة لآخري عبر عدة عهود متعاقبة في زمانه من سلاطين حيث يقول:
توارثوا عن بعضهم تفردوا
تحرزوا عن غيرهم تعصبوا
ولعل العلامة الفيلسوف خاص حاجب عاش لأواخر القرن الحادي عشر من الميلاد والي ربع قرن بعد تأليفه هذا 1070م(ودولة القاراخانيين الإسلامية ) تبدأ من ستوق بوغرا خان عبد الكريم 320ه الموافق 932مالي 528ه الموافق 1134م ولكن نكبات يولي خان ملك دولة قاراختاي افسدت مملكة توغاج بوغرا خان ملوك القراخانيين او أيليك خانين في ذلك الوقت (اواخر القرن الخامس الهجري حتى انتهاء سنة 528ه الموافق 1134م) بعد ان عاشت دولة توغاج بوغرا خان تحت حماية السلطان سنجر السلجوقي وكانت هذه النكبة غلي يد احد عماله في الشمال اسمه (نوسي) ومن جراء هذه الهزات التي بدأت في أواخر القرن الخامس الهجري غشيت الكتاب عتمة مستديمة يكاد إن ينمحي من الوجود أولا لطف الله وحفظه عليه.
بالرغم أن النسخة الأصلية مفقودة حتى ألان إلا انه ظهرت نسخة هرات الموجودة في المتحف الملكي في فينا تسمت بنسخة فينا ظهرت هذه النسخة بعد تأليف بثلاثمائة وتسعة وستين عاما سنة1439م من الميلاد وذلك حسب تاريخ النسخ علي يد( حسن قاراسابيل شمس) بعد خمسه وثلاثين سنة من النسخ في سنة 1474م اوتي بها من الاستانه باسطنبول ثم بعد ذلك علي يد المستشرق والمؤ رخ الشهير الاسترالي هامبر (1) يوركشتارل(2).
ــــــــــــ(1) هو من رجال القرن التاسع عشر الميلادي 1774م _1856م صاحب تاريخ الدولة العثمانية من سنة 1188م إلي 1774م وهو تاريخ ميلاده هو والمؤلف « تاريخ الآداب العربية » نمساوي الأصل يجيد اللغات العربية والفارسية والتركية .ـــــــ
جلبه إلي فيينا ووضعه في المتحف الملكي كما أسلفنا hammer purgs tal 1774م _1856م وبقيت ألنسخه هناك ثلاثمائة وخمسون عاما وفي سنة 1823م بدأ الإعلان عن الكتاب عن طريق المستشرق الفرنسي zaobiri tombidy بإيراد نبذه وجيزة م الكتاب . وبقي الكتاب كذلك سبعة وأربعين عاما حتى سنة 1870م حيث ترجم المؤرخ المجري
(1) هو من رجال القرن التاسع عشر الميلادي 1774م _1856م صاحب تاريخ الدولة العثمانية من سنة 1188م إلي 1774م وهو تاريخ ميلاده هو والمؤلف (تاريخ الآداب العربية)نمساوي الأصل يجيد اللغات العربية والفارسية والتركية .
والمستشرق المعروف فامبير صاحب كتاب (تاريخ بخاري) ترجم قسما مهما من كتاب (قوتا تقزبيليك)هذا إلي اللغة التمساوية ونشره في نطاق واسع عما قبل وذلك باللغه الاويغورية القديمة .
اما نسخة القاهرة كتبت بالاحرف العربيه واكتشفها العالم النمساوى الماني الاصل مورتنس moritiz(برنارد )1859م _1938م وهو تولي ادارة دار الكتب الوطنية في القاهرة سنة 1896_1914م الناشر ل(تارخ الفيوم)لابن عثمان من النابلسى وجغرافية الجزيرة العربية الطبيعية والتاريخية .وان هذا المستشرق نسخ هذا المخطوط النادر وارسله إلي العالم الروسي الشهير رادولوف وان الاخير حصل علي نسخة من نسخة فينا وعمل مقارنة من النسختين المختلفتين في حروف الكتابة الاولي نسخة القاهرة بالحروف العربية والثانية نسخة فينا بالاحرف الاويغورية القديمة وذلك سنة 1897م وفي سنة 1910م نشر رادولوف النسختين في غلاف واحد .
فبدا انتشار الكتاب الاوسع مدي حتي جاءت سنة 1943م حيث جلبت نسخة من القاهرة إلي استانة (اسطنبول )وطبعت في اسطنبول نسخة اللقاهرة بالاحرف العربية .
اما نسخة فرغانة وهي مكتوبة بالاحرررف العربية ابضا ولكنها ليست نسخة هرات والتي سميت بنسخة فينا حيث ان الاخبرة باللغة الاويغورية القديمة وهراة ناحية من ضواحي بلخ في افغانستان الان . وان نسخةفرغانة اكتشفها لاول مره الاستاذ زكي وليدي التتاري التركي المنشأ في مكتبة شخصية الدعو حاجي نيشان لالرش في مدينة نمنكان في ازبكستان سنة 1914م وكتب عند اكتشافه هذا في الصحف التركية وفي سنة 1924م توفق العالم الاديب الازبكي فترت افندي بالحصول علي هذه لنسخة وأعلن ونشر بنظم فقرات الكتاب بالشرح والتوضيح في سنة 19298م وكانت لنسخ الثلاث تختلف في عدد الأبيات ، فبينما نسخة القاهرة تحتوي علي 5400 بيتا ونسخة فرغانه بها 6095بيت شعر فقط ونسخة فينا اقل من ذلك .فضلا عن وجود بعض السقطات الاملائية وعدم الضبط من الوراقين في النسخ الثلاث.
ففي عام 1974م نزل في ميدان البحث والتدقيق الأستاذ رشيد رحمتي آرات الأديب التركي واجري مقارنات بين النسخ الثلاث وجميع ما تناثر منه وضبط كل وارد فيه وأخرجه غاية في التحقيق والتمحيص في ستة ألاف وستمائة وخمسة وأربعين بيتا. ولم تكن تلك النسخ الثلاث مرقمة في الأصل فوضع الأستاذ رشيد رحمتي آرات أرقاما متسلسلة فحصل الناتج التام الواضح مرتبا في خمسة وثمانين بابا تتقدمه المقدمة نثرا ثم المقدمة نظما ففهرس فثلاث ملزمات بشكل ذيول للكتاب من المؤلف.
فمنذ عام1981م اهتم الأكاديميون في التركستان الشرقية (سينكيانج) في مدينة اورنجي في إخراج الكتاب باللهجة الاويغورية الدارجة ألان. وبإملاء جديد بالحروف العربية وهم الأستاذ محمد أمين يوسف والأستاذ عبد الشكور تردي والأستاذ عبد الرحيم اوتكور (والأديب اللغوي الأستاذ احمد ضيائي) وغيرهم. فكتبوا بالأحرف العربية نظما كما كان الكتاب في الأصل يقابله الأحرف اللاتينية حسب اللهجة الاويغورية القديمة واستنادا في الإخراج هذا إلي النسخ الثلاث المشار إليها في بحثنا هذا الإضافة إلي نسخة البرفيسيور التركي رشيد رحمتي آرات وأشاروا كذلك استفادتهم من إخراج العالم الازبكي عبد القيوم كريم حيث أن الأخير اخرج الكتاب وطبعه باللهجة الأزبكية عام1972م في مدينة طاشكند.
فيعتبر عام1947م مولدا جديدا للكتاب بكامل صفاته وتكامل أجزائه وذلك علي يد الأستاذ التركي الأديب رشيد رحمتي آرات حيث اشرئبت إليه الأعناق من كل حدب وصوب وتعاقبت إليه يد الطلاب والدارسين. غير انه لم يقم احد بتعريف الكتاب لإخواننا العرب والمسلمين والناطقين بالضاد. الهم بحثي وتعريفي هذا إذا حاز القبول في الأوساط العلمية. ثم أني قمت بعدة تجارب في ترجمة الكتاب ترجمة منظومة باللغة العربية وها أنا قد عقدت العزم بإتمام الترجمة رجاء إتحاف الكتاب مترجما منظوما باللغة العربية في مكتبات العالم الإسلامي عامة والمكتبات العربية بصفة خاصة وبالأخص لإخواننا الطلاب والدارسين في جميع أنحاء المعمورة بالله التوفيق.
العروض والقوافي
ان منظومة المؤلف في كتابه حسب علم العروض من البحر المتقارب فعولن فعولن فعولن فعل. إلي البيت رقم 3080 ثم يبدأ بالوزن المتقارب المثمن السالم (فعولن فعولن فعولن فعولن) والي حد ما ثم يرجع ثانية إلي البحر المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعل)إلي آخر الكتاب.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
مواضيع مماثلة
» الفيلسوف الأويغورى يوسف خاص حاجب
» يوسف العظمة التركماني (مصادر)
» سامي يوسف
» الشهيد يوسف العظمة
» الشيخ عيسى يوسف آلب تكبن… رمز أمة…
» يوسف العظمة التركماني (مصادر)
» سامي يوسف
» الشهيد يوسف العظمة
» الشيخ عيسى يوسف آلب تكبن… رمز أمة…
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى