الخطوط العريضة للتاريخ التركي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخطوط العريضة للتاريخ التركي
الأتراك والدول التركية الأولى:
ظهر الأتراك على مسرح التاريخ كمجموعة قومية تنطق بلغة واحدة من سلالة اورال - آلتاي، في سفوح سلسة جبال كوغمن وذلك إبان القرن السابع ماقبل الميلاد وأقاموا دولا عديدة كبيرها وصغيرها في اسيا وأوربا وإفريقيا طوال التاريخ حاملين معهم ثقافتهم إلى الأمصار التي دخلوها كما تأثروا بثقافات تلك الأمصار.
وطبقا للمصادر الصينية فان الكيان السياسي التركي في آسيا بدأ أول الأمر في القرن الثالث ما قبل الميلاد مع الهون، إذ أسس الهونيون في عهد "مته" خان إمبراطورية كبيرة، وبانتصارهم على المغوليين و الليوئجيين وضعوا أبواب الصين الغربية و طرق تجارتها تحت سيطرتهم. و كانت الإمبراطورية الهونية العظيمة عند وفاة مته خان في أوج عظمتها بأنظمتها الإدارية والعسكرية وسياستها الداخلية والخارجية و دينها وجيشها وترسانتها الحربية وفنونها.
وبعد انهيار الإمبراطورية الهونية في آسيا ظهرت على المسرح إمبراطورية غوك تورك على السفح الشرقية لجبال ألتاي العام 522 الميلادي. ففي ظل هذه الامبرطورية تم التبني الاول مرة كلمة الترك كاسم رسمي للدولة. وأتراك غوك تروك بعد اختيارهم منطقة اوتوكن العاصمة القديمة للإمبراطورية الهونية مركزا لهم اعتمدوا أول الأمر النظام الخاقاني، ثم النظام الإمبراطوري اثر انتشارهم على جغرافية شاسعة.و كانوا على دراية بوجوب التسلح بالعلم والمعرفة إيمانا منهم بان إدارة دفة الحكم لاتتحقق فقط بالروح القتالية والبسالة. من هنا تبوأ الخاقان "بيلغة" و"كول تغين" مكانتهما في التاريخ كأفضل رجلين دولة تركيين تحليا بالمعرفة والبطولة معا. و يجئ بعدهما طونيوكوك من خاقانات غوك تورك أيضا ليصبحوا خالدين بانجازاتهم وباولى مخطوطاتهم عن التاريخ التركي المعروفة " بمسلات اورهون".
وأقام الايغوريون الدولة الدولة التركية الثالثة بعد غوك تورك في عام 741 م بوصفهم السكان الأصليين للواديين اورهان و سلنغة. إلا نهم تشتتوا نتيجة هجوم شنه الأتراك الفيرغيزيون في الشمال الغربي على العاصمة.
أتراك الغرب وسيف آلهة الحرب :
الهونيون الغربيون هم أحفاد هونيي آسيا كانوا يقطنون في بحيرة أرال و منطقة تركستان، اضطروا نتيجة ضغوط الاوراليين على ترك أوطانهم و الهجرة إلى غرب منطقة الفولغا. وكان على رأسهم الزعيم (باشبوغ) بالأمير، وبعد أن كسر شوك الغوطيين و شرع بالإغارة على الغوطيين الغربيين، هرع الفيزيغوطيون إلى الهرب على شكل موجات نحو الغرب وجنود الهون يطاردونهم. وهكذا بدأت " هجرة الأقوام التاريخية " التي غيرت السمة الاثنية لأوروبا و التي امتدت حتى اسبانيا مقلبا الولايات الشمالية لإمبراطورية روما رأسا على عقب.
وأول دولة قامت في أوروبا هي الإمبراطورية الهونية الغربية، وجاء على رأسهم اتيلا في عام 434 الميلادية وفي عهد اتيلا الذي جعل كافة الأقوام الهمجية في أوروبا و كذلك البيزنطية و روما الغربية خاضعة له، وتوسعت حدود الإمبراطورية الهونية الغربية على جغرافية شاسعة امتدت من ضفاف نهر الرين و حتى نهر الفولغا. و كان العالم المسيحي يعتقد أن آله الحرب آريس قد سلم سيفه ليد آتيلا، وان الرب قد فوض اتيلا وبيده سيف آريس بصلاحية فتح العالم والحكم على المعمورة.
و يسجل التاريخ آتيلا الذي وافاه المنية عام 453 الميلادية، مسلما بأنه بلا مضارع أشهر و أنفذ قائد لكل العهود و العصور وكأعظم زعيم أضحى أسطورة في ذاكرة البشر وفي كل صوب من أوروبا اختلقت أساطير حوله تتناولها الألسن. وكتب عنه العديد من المؤلفات، وباسمه لحنت الأوبرات وأمسى موضوعا يتناوله الشعراء و الروائيين و الرسامين والنحاتين. وبعد وفاة اتيلا الأسطورة انتهى الإعصار التركي في أوروبا.
الهون الغربيون فتحوا أمام الأتراك الطريق إلى أوروبا، ولم يكتفوا ا بنقل الثقافة و الحضارة التركية إلى أوروبا، بل و صانوا الحضارات الموجودة في هذه القارة التي كانت مهددة على يد الأقوام الهمجية، ودشنوا الطريق أمام المد الآسيوي إلى أوروبا لخدمة النزوح التركي الذي دام ٩٠٠ عام.
وبعد أتراك الهون الغربيون تولى قوم تركي آخر وهم الافاريون مواصلة الوجود و النفوذ التركي في أوروبا. و الافاريون الذين بدؤوا بالهروب نحو الغرب عقب قيام دولة غوك تورك في عام ٥٥٢ الميلادي، استقروا أولا في القوقاز ثم في شمال البحر الأسود، و بعدئذ استمروا في النزوح نحو الغرب إلى أن ظهروا في أرجاء الطونا، وشنوا هجمات متواصلة على البلقان، و فرضوا سيطرتهم على المنطقة المكونة حاليا من يوغسلافيا إلى ألمانيا واخضعوا السلافيين الموجودين على طول الطونا و كذلك البلغاريين القاطنين على ضفاف البحر الأسود تحت سيادتهم. ولقد امتدت حدود الإمبراطورية الافارية أيام بيان قاخان خان من نهر الفولغا إلى نهر البيه، ومن البحر الشمالي إلى الادرياتيك و بمحاصرتهم استانبول مع أتراك البلغار عام ٦٢٦ الميلادي، وصلوا إلى أمام أسوار بيزنطة. وبالتالي فإن الافاربين هم أوائل الأتراك الذين حاصروا استانبول في التاريخ. إلا أن هجمات الإمبراطور الفرنسي شارلمان المستمرة اعتبارا من ٧٩١ الميلادي و لطوال ١٥ عاما، أنهكت قوة الافاريين تدريجيا، وعليه قرروا مواصلة إمبراطوريتهم بالاستيطان في هضبة المجر ما بين نهري الطونا و تيزسا. غير أن الهجمات الفرنسية استمرت و بالتالي فان المجموعات الافارية المشتتة توزعت ما بين المجر الشرقية والبلقان، و في النهاية فقدوا تماما هويتهم القومية واندثروا في عام ٨٠٥ الميلادي.
وبعد انتهاء الكيان الافاري، بدأ الكيان الخزري في أوروبا. والخزر هم تواصل لغوك تورك، وظهروا بعد سقوط الدولة الصابرية في شرق أوروبا على يد الافاريين، و أقاموا دولة قوية ما بين القرن السابع و العاشر الميلادي امتدت من الفولغا و حتى كييف. والخزريون جعلوا أوروبا تعيش عصر السلام التام طوال القرون ما بين السابع و التاسع الميلادي.وعاملت الدولة الخزرية بالتسامح الديني إلى ابعد حد للمنتسبين إلى أديان مختلفة من سكان المناطق التي حكموها، وأصبحت أول و أندر دولة في التاريخ في هذا المضمار. ومن أهم انجازات الخزريين الناطقين بالتركية على نطاق واسع إطلاق أسمائهم على بحر القزوين ( بحر الخزر ) . ولم يصمد الخزريون في عهد هارون الأول بعد تعرضهم لهجوم البيشنك القادمين من الهضاب الشرقية، وفشلهم في صد تقدمهم نحو الغرب، أمام الاقتحام المستمر للقوات الروسية لمدن خزر وما عملت فيها من سلب ونهب . ومن ثم استطاع الروس من ضم معظم الأراضي الخزرية أيام الخاقان يوسف، إلى أراضيهم، وانتهى الكيان الخزري كدولة عام 968 ميلادي.
و في شرق وجنوب شرق أوروبا و كذلك البلقان بدا ظهور البيشنك على المسرح اعتبارا من القرن العاشر الميلادي. لم يتحمل البيشنك المضايقات الشديدة من الحلف الخزري-الايغوري وعليه رحلوا إلى الفولغا و وصلوا إلى المجر، وبعد أن طردوا المجريين من أوطانهم استقروا فيها عام 880 الميلادي، وانتشروا فوق الهضاب الممتد من نهر دون وحتى غرب الفولغا، نهر وتوسعوا في القرن الحادي عشر الميلادي على طول دينستر إلى باسارابيا الحالية، وفيما كانوا يتأهبون في عام 1091 الميلادي بالاتفاق مع أمير ازمير جاقا بك لغزوا استانبول، منوا بأكبر هزيمة لهم في تاريخهم أمام القوات البيزنطية-القومابئة المشتركة قرب نهر مريج. وهكذا زال الكيان السياسي للبيشنك وهجر قسم من الناجين إلى المجر، ومع خروج البيشنك من مسرح التاريخ، أسدلت الستارة على المرحلة الأولى من مغامرة الأتراك الأوروبية التي دامت 700 سنة.
ظهر الأتراك على مسرح التاريخ كمجموعة قومية تنطق بلغة واحدة من سلالة اورال - آلتاي، في سفوح سلسة جبال كوغمن وذلك إبان القرن السابع ماقبل الميلاد وأقاموا دولا عديدة كبيرها وصغيرها في اسيا وأوربا وإفريقيا طوال التاريخ حاملين معهم ثقافتهم إلى الأمصار التي دخلوها كما تأثروا بثقافات تلك الأمصار.
وطبقا للمصادر الصينية فان الكيان السياسي التركي في آسيا بدأ أول الأمر في القرن الثالث ما قبل الميلاد مع الهون، إذ أسس الهونيون في عهد "مته" خان إمبراطورية كبيرة، وبانتصارهم على المغوليين و الليوئجيين وضعوا أبواب الصين الغربية و طرق تجارتها تحت سيطرتهم. و كانت الإمبراطورية الهونية العظيمة عند وفاة مته خان في أوج عظمتها بأنظمتها الإدارية والعسكرية وسياستها الداخلية والخارجية و دينها وجيشها وترسانتها الحربية وفنونها.
وبعد انهيار الإمبراطورية الهونية في آسيا ظهرت على المسرح إمبراطورية غوك تورك على السفح الشرقية لجبال ألتاي العام 522 الميلادي. ففي ظل هذه الامبرطورية تم التبني الاول مرة كلمة الترك كاسم رسمي للدولة. وأتراك غوك تروك بعد اختيارهم منطقة اوتوكن العاصمة القديمة للإمبراطورية الهونية مركزا لهم اعتمدوا أول الأمر النظام الخاقاني، ثم النظام الإمبراطوري اثر انتشارهم على جغرافية شاسعة.و كانوا على دراية بوجوب التسلح بالعلم والمعرفة إيمانا منهم بان إدارة دفة الحكم لاتتحقق فقط بالروح القتالية والبسالة. من هنا تبوأ الخاقان "بيلغة" و"كول تغين" مكانتهما في التاريخ كأفضل رجلين دولة تركيين تحليا بالمعرفة والبطولة معا. و يجئ بعدهما طونيوكوك من خاقانات غوك تورك أيضا ليصبحوا خالدين بانجازاتهم وباولى مخطوطاتهم عن التاريخ التركي المعروفة " بمسلات اورهون".
وأقام الايغوريون الدولة الدولة التركية الثالثة بعد غوك تورك في عام 741 م بوصفهم السكان الأصليين للواديين اورهان و سلنغة. إلا نهم تشتتوا نتيجة هجوم شنه الأتراك الفيرغيزيون في الشمال الغربي على العاصمة.
أتراك الغرب وسيف آلهة الحرب :
الهونيون الغربيون هم أحفاد هونيي آسيا كانوا يقطنون في بحيرة أرال و منطقة تركستان، اضطروا نتيجة ضغوط الاوراليين على ترك أوطانهم و الهجرة إلى غرب منطقة الفولغا. وكان على رأسهم الزعيم (باشبوغ) بالأمير، وبعد أن كسر شوك الغوطيين و شرع بالإغارة على الغوطيين الغربيين، هرع الفيزيغوطيون إلى الهرب على شكل موجات نحو الغرب وجنود الهون يطاردونهم. وهكذا بدأت " هجرة الأقوام التاريخية " التي غيرت السمة الاثنية لأوروبا و التي امتدت حتى اسبانيا مقلبا الولايات الشمالية لإمبراطورية روما رأسا على عقب.
وأول دولة قامت في أوروبا هي الإمبراطورية الهونية الغربية، وجاء على رأسهم اتيلا في عام 434 الميلادية وفي عهد اتيلا الذي جعل كافة الأقوام الهمجية في أوروبا و كذلك البيزنطية و روما الغربية خاضعة له، وتوسعت حدود الإمبراطورية الهونية الغربية على جغرافية شاسعة امتدت من ضفاف نهر الرين و حتى نهر الفولغا. و كان العالم المسيحي يعتقد أن آله الحرب آريس قد سلم سيفه ليد آتيلا، وان الرب قد فوض اتيلا وبيده سيف آريس بصلاحية فتح العالم والحكم على المعمورة.
و يسجل التاريخ آتيلا الذي وافاه المنية عام 453 الميلادية، مسلما بأنه بلا مضارع أشهر و أنفذ قائد لكل العهود و العصور وكأعظم زعيم أضحى أسطورة في ذاكرة البشر وفي كل صوب من أوروبا اختلقت أساطير حوله تتناولها الألسن. وكتب عنه العديد من المؤلفات، وباسمه لحنت الأوبرات وأمسى موضوعا يتناوله الشعراء و الروائيين و الرسامين والنحاتين. وبعد وفاة اتيلا الأسطورة انتهى الإعصار التركي في أوروبا.
الهون الغربيون فتحوا أمام الأتراك الطريق إلى أوروبا، ولم يكتفوا ا بنقل الثقافة و الحضارة التركية إلى أوروبا، بل و صانوا الحضارات الموجودة في هذه القارة التي كانت مهددة على يد الأقوام الهمجية، ودشنوا الطريق أمام المد الآسيوي إلى أوروبا لخدمة النزوح التركي الذي دام ٩٠٠ عام.
وبعد أتراك الهون الغربيون تولى قوم تركي آخر وهم الافاريون مواصلة الوجود و النفوذ التركي في أوروبا. و الافاريون الذين بدؤوا بالهروب نحو الغرب عقب قيام دولة غوك تورك في عام ٥٥٢ الميلادي، استقروا أولا في القوقاز ثم في شمال البحر الأسود، و بعدئذ استمروا في النزوح نحو الغرب إلى أن ظهروا في أرجاء الطونا، وشنوا هجمات متواصلة على البلقان، و فرضوا سيطرتهم على المنطقة المكونة حاليا من يوغسلافيا إلى ألمانيا واخضعوا السلافيين الموجودين على طول الطونا و كذلك البلغاريين القاطنين على ضفاف البحر الأسود تحت سيادتهم. ولقد امتدت حدود الإمبراطورية الافارية أيام بيان قاخان خان من نهر الفولغا إلى نهر البيه، ومن البحر الشمالي إلى الادرياتيك و بمحاصرتهم استانبول مع أتراك البلغار عام ٦٢٦ الميلادي، وصلوا إلى أمام أسوار بيزنطة. وبالتالي فإن الافاربين هم أوائل الأتراك الذين حاصروا استانبول في التاريخ. إلا أن هجمات الإمبراطور الفرنسي شارلمان المستمرة اعتبارا من ٧٩١ الميلادي و لطوال ١٥ عاما، أنهكت قوة الافاريين تدريجيا، وعليه قرروا مواصلة إمبراطوريتهم بالاستيطان في هضبة المجر ما بين نهري الطونا و تيزسا. غير أن الهجمات الفرنسية استمرت و بالتالي فان المجموعات الافارية المشتتة توزعت ما بين المجر الشرقية والبلقان، و في النهاية فقدوا تماما هويتهم القومية واندثروا في عام ٨٠٥ الميلادي.
وبعد انتهاء الكيان الافاري، بدأ الكيان الخزري في أوروبا. والخزر هم تواصل لغوك تورك، وظهروا بعد سقوط الدولة الصابرية في شرق أوروبا على يد الافاريين، و أقاموا دولة قوية ما بين القرن السابع و العاشر الميلادي امتدت من الفولغا و حتى كييف. والخزريون جعلوا أوروبا تعيش عصر السلام التام طوال القرون ما بين السابع و التاسع الميلادي.وعاملت الدولة الخزرية بالتسامح الديني إلى ابعد حد للمنتسبين إلى أديان مختلفة من سكان المناطق التي حكموها، وأصبحت أول و أندر دولة في التاريخ في هذا المضمار. ومن أهم انجازات الخزريين الناطقين بالتركية على نطاق واسع إطلاق أسمائهم على بحر القزوين ( بحر الخزر ) . ولم يصمد الخزريون في عهد هارون الأول بعد تعرضهم لهجوم البيشنك القادمين من الهضاب الشرقية، وفشلهم في صد تقدمهم نحو الغرب، أمام الاقتحام المستمر للقوات الروسية لمدن خزر وما عملت فيها من سلب ونهب . ومن ثم استطاع الروس من ضم معظم الأراضي الخزرية أيام الخاقان يوسف، إلى أراضيهم، وانتهى الكيان الخزري كدولة عام 968 ميلادي.
و في شرق وجنوب شرق أوروبا و كذلك البلقان بدا ظهور البيشنك على المسرح اعتبارا من القرن العاشر الميلادي. لم يتحمل البيشنك المضايقات الشديدة من الحلف الخزري-الايغوري وعليه رحلوا إلى الفولغا و وصلوا إلى المجر، وبعد أن طردوا المجريين من أوطانهم استقروا فيها عام 880 الميلادي، وانتشروا فوق الهضاب الممتد من نهر دون وحتى غرب الفولغا، نهر وتوسعوا في القرن الحادي عشر الميلادي على طول دينستر إلى باسارابيا الحالية، وفيما كانوا يتأهبون في عام 1091 الميلادي بالاتفاق مع أمير ازمير جاقا بك لغزوا استانبول، منوا بأكبر هزيمة لهم في تاريخهم أمام القوات البيزنطية-القومابئة المشتركة قرب نهر مريج. وهكذا زال الكيان السياسي للبيشنك وهجر قسم من الناجين إلى المجر، ومع خروج البيشنك من مسرح التاريخ، أسدلت الستارة على المرحلة الأولى من مغامرة الأتراك الأوروبية التي دامت 700 سنة.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: الخطوط العريضة للتاريخ التركي
الحقبة الإسلامية من التاريخ التركي :
عقب انهيار الدولة الاويغورية عام 840 الميلادي أسس الأمير قارلون الدولة القاراخانية بعد أن أعلن نفسه الخلف الشرعي لحاكم منطقة السهوب التركية. و يعتبر العهد القارخاني نقطة تحول هامة في التاريخ التركي ،لان حاكم القاراخانين سالطون بوغرا خان أعلن أثناء ولايته الإسلام دينا رسميا للدولة و بهذا أرسيت دعائم التطور التاريخي و المسمى بالثقافة و الحضارة التركية- الإسلامية في تلك الفترة.
وبينما كان القرخانون يواصلون حكمهم قام الغزنويون بتأسيس دولة أخرى أصبحت مدينة غزنة في أفغانستان عاصمة لها (959-1187). الغزنوي الهند محمود الذي استخدم لأول مرة لقب السلطان نظم عدة حملات على الهند، ودأب على نشر الدين الإسلامي في المناطق الداخلة تحت نفوذه، وبالتالي أرسى أركان باكستان الحالية. وبعد السلطان محمود خسر الغزنويون حرب دانداناكان مع السلجوقيين (عام 1040 )، واضطروا بعدها الانسحاب إلى الهند ثم الانصياع لأمر السلاجقة. أما الدولة السلجوقية الكبرى (1040-1157) فقد قامت على يد سلجوق بك المنحدر من فخذ قنيق للسلالة الاوغوزية. وكانت حدود الدولة تمتد من بحر مرمره إلى بحيرة بالقاس في آسيا والى القوقاز وبحر خزر (القزوين)، ومن بحيرة ارال إلى تخوم الهند وحتى اليمن. و السلاجقة بتفوقهم على القراخانيين والغرنويين معا، استطاعوا تحقيق الوحدة التركية بل أكثر من ذلك فان السلطان السلجوقي طغرل بك ذهب إلى بغداد العام 1055 دار الخلافة العباسية، و وضع نهاية للدولة البويهية الشيعية، وبالتالي منح له لقب "سلطان العالم" من قبل الخليفة. وفي عهد السلطان ألب ارسلان الذي خلف والده محمود سلطان، اتسعت حدود الدولة أكثر فأكثر والحق السلطان ألب ارسلان بالإمبراطور البيزنطي رومنوس ديوغونيس هزيمة نكراء عام 1071 في ملازغيرت، ممهدا السبيل أمام الترك للتوغل إلى الأناضول، فيما عاشت الدولة السلجوقية تحت ولاية السلطان مليك شاه عصرها الذهبي،وفي عهده شيدت الكليات النظامية التي تعد مدخلا لدراسة فن العمارة في الجامعات الغربية.
وبعـد وفـاة مليـك شـاه انقسمـت الدولـة السلجوقيـة الكبـرى إلى دول صغيـرة مثـل سـلاجـقة ســوريـا (1092-1117)، وسـلاجـقـة العــراق والخراسانيين (1092-1194) وسـلاجقة كرمان (1092-1187) وسلاجقة الأناضول (1092-1194). وكذلك قامت على ارض الدولة السلجوقية الكبرى، دولة الخارزامشاهية فوق الموقع الجنوبي من مصب بحيرة ارال إلى نهر جيحون من قبل محمد حارزمشهلر ابن انوش-تغين الذي كان يخدم في قصر السلطان مليك شاه واستمرت هذه الدولة من 1097 الى 1231 ميلادية. واهم الدول التي قامت على أعقاب الدولة السلجوقية الكبرى، كانت دولة سلاجقة الأناضول. وأسسها قوتلاش اوغلو سليمان بيك، وجعل ازنيك مركزها الاانه في عهد ابنه قليج ارسلان انتقلت العاصمة إلى قونيا بسبب بدء الحملات الصليبية والتخلي عن ازنيك إلى البيزنطيين
وفي عهد مسعود الأول ابن قليج ارسلان الأول، ألحق بالصليبيين بعد توجههم نحو قونيا هزيمة ساحقة في ضواحي جيحون. وقليج ارسلان الثاني نجل مسعود الأول، بدوره هزم الجيش البيزنطي قرب دنيزليمنهيا تماما النفوذ البيزنطي في الأناضول. وعاش سلاجقة الأناضول عصرهم الذهبي أثناء حكم السلطان علاء الدين كيقوباط الأول إلا أن مقتل الحاكم مسموما أدى إلى حدوث اضطرابات في البلاد، اسفرعن تمرد البابائيين واحتلال المغول لها. واثر معركة كوسه داغ عام 1243 الميلادي، احتل المغول الأناضول ملحقين بها خرابا و دمارا. ومع تقهقر الهيمنة المغولية أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، بدأ التركمان المستقرين في المناطق الحدودية بتشكيل إمارات هي قارامان، حرميان، اشرف، حامد، علائية، رمضان، دولقادر، تاج الدين، منتشة، جاندار، بروانه، صاحب آتا، كارسي، ساروهان، ايدين، اينانج وعثمان اوغلرى. وفي تلك الفترة التي سميت بـ(فترة الإمارات)، أمست الأناضول وطنا تركيا تماما يشهد طورا جديدا من الرخاء و الازدهار بعد الدمار المغولي.
أما دولة المماليك التركية (1250-1382) فتأسست في مصر من قبل قائد الجيش عز الدين آيبك بعد وفاة الحاكم الأيوبي الصالح نجم الدين. وفي عهد هذه الدولة ، منيت الحملة الصليبية السابعة بالفشل بعدما حققه جيش السلطان ابيك من نصر في معركة المنصورة، وكذلك في عهد سيف الدين قوتوز انزل بالتحالف المغولي-الارمني-الصليبي، هزيمة ساحقة، أثناء محاولة التوغل في الأراضي السورية، ولقاء خدماتهم الجليلة للإسلام لقب سلاطين دولة المماليك بـ "خادم الحرمين" اى خادم مكة والمدينة، واستحقوا بجدارة كسب شهرة واسعة في العالم الإسلامي. وشهدت دولة المماليك التركية نهاية لها على يد العثمانيين.
وكانت الدولة التيمورية من بين الدول الهامة في القرن الرابع عشر الميلادي(1770-1507)، وقامت علي يد تيمور الذي كان على رأس احد الخاقانات الجاغاتائية، ونجح تيمور خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 35 عاما في جعل دولته إمبراطورية مترامية من نهر الفولغا إلى نهرالغانج ومن جبال تانرى إلى ازمير والشام. غير أن هذه الإمبراطورية عقب وفاة تيمور اندثرت مثلما قامت في فترة وجيزة. ومن التيمورين لم يبق احد على قدميه سوى حسين بايراقدار في خراسان. وغدت العاصمة هيرات من ابرز المراكز الثقافية في التاريخ التركي. وهنا نشأ رجل الدولة و الشاعر التركي علي شير نوائى.
أما المجموعة التركمانية القره قويونية المكونة من فروع ييفا و يازير و دوغر و افشار المنحدرة من سلالة اوغوز، فقد أسست الدولة القرةقويونية بين اربيل و نخجوان (1380-1469). وحيال ضغوط الدولة التيمورية، اضطر حاكم القرةقوينيين قرة يوسف، إلى اللجوء إلى يلدرم بايزيد حاكم العثمانيين، مما أدى إلى اندلاع معركة أنقرة، وبعد هذه المعركة افلح قرة يوسف في لم صفوفه من جديد، وإعادة هيكلة دولته عام 1406 ضاما إليها ماردين و ارذنجان وبغداد وأذربيجان و تبريز وقزوين وسلطانية. غير انه بعد وفاة قرة يوسف حدثت القلاقل في البلاد، ولم تدم محاولات جيهان شاه للم الشمل طويلا واندحر أخيرا أمام أوزون حسن قائد الآققوينيين في عاردين، وانضواء تحت سيادة دولة الاققوينية.
والتركمان الاققويونيون أيضا أقاموا دولتهم في منطقة ديار بكر-ملاطيا أثناء اندحار النفوذ المغولي. و المؤسس الأصلي للدولة هو "قارايولوك عثمان بيك" وازدهرت في عهد أوزون حسن، و امتدت حدودها من بحر الخزر إلى سوريا ومن أذربيجان إلى بغداد. غير أن هزيمة أوزون حسن في معركة اوتلوقبيلي أمام السلطان محمد الفاتح (1473)، أدت إلى سقوط دولته وأسفر عن هذا الأمر ظهور الدولة الصفوية بزعامة إسماعيل شاه الذي ألحق إلى صفوفه أقوام التركمان مثل اسطاجلى، روملى، موصلي، تكلي، بايبوردى، قاراداغلى، دولقادرلي، كاراماني، وارساقي، واوشاري.
واستطاع الشاه إسماعيل بحماس متشدد للشيعة، تحقيق الوحدة السياسية في إيران وتوسيع رقعة بلاده، واخذ يطمع في الأناضول أيضا، وإزاء ذلك أصبح وجها لوجه مع السلطان العثماني ياوزسليم في معركة جالديران ذاق خلالها هزيمة ساحقة (1514)واستمر صدام الحكام الصفويين حتى بعد الشاه إسماعيل مع العثمانيين. إلا أن الهزيمة كانت مصيرهم في كل مواجهة. وطويت صفحة الدولة الصفرية في عهد الشاه نادر.
أما ظاهر الدين بابور من السلالة التيمورية الحاكمة والمعروفة بمؤلفة "وقائع بابورنامه" الذي دونه بالتركية فقد أسس في الهند الإمبراطورية التركية الهندية (البابورية ) (١٥٢٦-١٨٥٨). وبعد وفاته خلفه ولديه همايون واكبر، في عهدهما توسعت رقعة الإمبراطورية وانضوى القسم الأعظم من شبه القارة الهندية تحت حكم واحد. وفي أيام الشاه جيهان وصلت الإمبراطورية أوجها في كافة الميادين وخاصة السياسية والفنون. وفي تلك الفترة شيد تاج محل في اكرا كواحد من أروع نماذج فنون العمارة في العالم حيث استقدم المعماريون من الدولة العثمانية من اجل تشييد هذا المبنى. وفي عهد عالمكير الأول اندلعت البلابل في البلاد واستمرت حتى عهد الشاه بهادر الثاني وضم الانجليز بعد إخمادهم لتمرد ظهر في عام ١٨٥٨، الهند إلى بريطانيا وأعلنوا الملكة فيكتوريا إمبراطورة على الهند.
الإمبراطورية العثمانية (١٢٩٩-١٩٢٣) :
كان مؤسسو الإمبراطورية العثمانية ينحدرون من جذع قايي من فرع غولهان الفرع الأيمن للسلالة الاوغوزية. واجمع أمراء بني اوغوز كلمتهم بالكامل على زعامة عثمان بيك، ومع تسليمه الزعامة تزوج من كريمة الشيخ ادييالى اكبر رؤساء الاخيين نفوذا. وبالتالي استفاد من قوة شكيمة الاخيين. وهكذا تمكن العثمانيون من تحقيق الوحدة التركية في وقت قصير بلم شمل الإمارات التركية في الأناضول، ثم بدؤوا بالتقدم. وكانت الروميلي أول موطأ قدم لهم وبجيش قوامه خمسة آلاف جندي وصل سليمان بيك ابن اورخان غازي إلى تراقبا عام ١٣٥٣، تمهيدا للسيطرة على المنطقة الساحلية لشمال استانبول. ثم مرور الامير سليمان باشا من شبه جزيرة الدردنيل (غالييولي ) ووضع أقدامه على أوروبا من أهم الأحداث في التاريخ التركي. ومن ذلك اليوم تقدم العثمانيون بسرعة في روميلي. وبعد وفاة اورخان غازي اعتلى العرش السلطان مراد خان الأول ليصبح الفاتح الحقيقي للبلقان. والجيوش العثمانية كانت قد شرعت في التقدم اعتبارا من عام ١٣٥٠ نحو الغرب من خلال تراقيا و بلغاريا. وهكذا تم فتح أدرنة في ١٣٦٢، ونقلت العاصمة من بورصة إليها، وفي ١٣٦٣ تمت السيطرة على فيليبة وزاغرا، وغدا وادي مريج تحت القبضة. ومع فتح السلطان محمد الفاتح استانبول (١٤٥٣) وإنهائه للكيان البيزنطي، دفنت العصور الوسطى وولد العصر الجديد.
العثمانيون وهم في صراع دائم مع الصرب و المجر والبندقية والإمبراطورية النمساوية - المجرية، والاسبان والكنيسة البابوية، وبريطانيا وبولندة، وفرنسا بين فنية وأخرى و روسيا غربا ومع الدول الاققويونية والتيمورية والمملوكية والصفوية والقرقويونية شرقا، أقاموا إمبراطورية كونية انتشرت على ثلاثة قارات وحافظت على كيانها حتى أواخر القرن التاسع عشر. وفضلا عن أن السلطان ياوزسليم بفتحه مصر حقق انتقال الخلافةالى العثمانيين. ولقد امتدت رقعة الإمبراطورية زمن السلطان سليمان القانوني من الشمال إلى القرم و من الجنوب إلى اليمن والسودان ومن الشرق إلى أواسط إيران وبحر الخزر ومن الشمال الغربي إلى فينا ومن الغرب إلى اسبانيا، وهي تمتلك نظام دولة متطور وجيش قوي ومالية كفوءة. وأخذت الإمبراطورية العثمانية منذ القرن السادس عشر تفقد تفوقها الاقتصادي والعسكري إزاء أوروبا. في القرن التاسع عشر اندلعت الحركات القومية، وتعاقبت بتحريض من روسيا وبعض الدول الأوروبية أعمال التمرد واحدة تلو الأخرى، والمسيحيون الذين انفضوا عن الإمبراطورية كونوا دولا مستقلة، ولم تنجح المحاولات الإصلاحية طوال القرن التاسع عشر في الحيلولة دون حدوث التصدع في جسم الإمبراطورية وعملية الإصلاح الدستوري الأول (المشروطية ) في زمن عبد الحميد الثاني (١٨٧٦) لم تؤت ثمارها رغم أنها أكسبت تركيا لأول مرة دستورا على الغرار الغربي. واصلا أن هذا الدستور كان قد اعد من قبل النخبة المثقفة المعروفة "بتركيا الفتاه" وفرض فرضا على عبد الحميد الثاني لتوطيد الإدارة الدستورية في الدولة العثمانية، ولم يكتب له العيش طويلا بسبب نشوب الحرب العثمانية الروسية ما بين ١٨٧٧-١٨٧٨ التي شكلت ذريعة للسلطان لإلغاء البرلمان وإنهاء الحياة الدستورية. وكان إعلان جمعية الاتحاد والترقي التي انبثقت عن تركيا الفتاة، و تطورت كمعارضة، الإصلاح الدستوري ( المشروطية ) مرة أخرى وقضائها على تمرد ٣١مايس ١٩٠٨ وثم توليـها الحكـم، جعل الإمبراطورية وجهـا لوجـه مـع مشــاكل ومخـاطر جديـدة، فالهزيمـة في معـركة طرابلس الليبية (١٩١١-١٩١٢) وعلى إثرها في معركة البلقان (١٩١٢-١٩١٣) جلبت معها ظاهرة الاتحاد و الترقي في التحكم على مجريات الأمور بشكل ديكتاتوري. وكان دخول الحرب االعثمانية:ولى إلى جانب الألمان كفرض أمر الواقع دون إمعان و تريث في عام ١٩١٤-١٩١٨ تقرير وفاة الإمبراطورية، وعقب التوقيع على معاهدة موندروس في نهاية الحرب شرعت روسيا وإنكلترا واليونان باحتلال الاراضى العثمانية.
الثقافة والحضارة العثمانية :
الإمبراطورية العثمانية التي حكمت طوال ٦٠٠ سنة ثلاثة قارات، خلفت وراءها تراثا عريقا و عظيما من الثقافة والحضارة. كما أنها حافظت وصانت القيم الثقافية والفنية والعلمية والعائدة للشعوب ما قبلها التركية منها وغير التركية، وقدمت إسهامات رائعة في تاريخ الإنسانية. والإمبراطورية ابتكرت أروع الآثار والمعالم في العمارة والمشغولات الخشبية والنحت الحجري والفخار و النقوش والمنمنمات والخط والتجليد. والإمبراطورية التي وضعت ثقلها على السياسة الدولية لقرون طوال، عاملت مواطنيها من شتى الأديان واللغات والأعراق والمتوزعين على جغرافية شاسعة، بروح التسامح والعدل، وأتاحت للأقوام المنضوية تحت لوائها فرص الحفاظ على لغاتها وثقافاتها بما حققت من جو سادت فيه حرية الوجدان والعقيدة.
عقب انهيار الدولة الاويغورية عام 840 الميلادي أسس الأمير قارلون الدولة القاراخانية بعد أن أعلن نفسه الخلف الشرعي لحاكم منطقة السهوب التركية. و يعتبر العهد القارخاني نقطة تحول هامة في التاريخ التركي ،لان حاكم القاراخانين سالطون بوغرا خان أعلن أثناء ولايته الإسلام دينا رسميا للدولة و بهذا أرسيت دعائم التطور التاريخي و المسمى بالثقافة و الحضارة التركية- الإسلامية في تلك الفترة.
وبينما كان القرخانون يواصلون حكمهم قام الغزنويون بتأسيس دولة أخرى أصبحت مدينة غزنة في أفغانستان عاصمة لها (959-1187). الغزنوي الهند محمود الذي استخدم لأول مرة لقب السلطان نظم عدة حملات على الهند، ودأب على نشر الدين الإسلامي في المناطق الداخلة تحت نفوذه، وبالتالي أرسى أركان باكستان الحالية. وبعد السلطان محمود خسر الغزنويون حرب دانداناكان مع السلجوقيين (عام 1040 )، واضطروا بعدها الانسحاب إلى الهند ثم الانصياع لأمر السلاجقة. أما الدولة السلجوقية الكبرى (1040-1157) فقد قامت على يد سلجوق بك المنحدر من فخذ قنيق للسلالة الاوغوزية. وكانت حدود الدولة تمتد من بحر مرمره إلى بحيرة بالقاس في آسيا والى القوقاز وبحر خزر (القزوين)، ومن بحيرة ارال إلى تخوم الهند وحتى اليمن. و السلاجقة بتفوقهم على القراخانيين والغرنويين معا، استطاعوا تحقيق الوحدة التركية بل أكثر من ذلك فان السلطان السلجوقي طغرل بك ذهب إلى بغداد العام 1055 دار الخلافة العباسية، و وضع نهاية للدولة البويهية الشيعية، وبالتالي منح له لقب "سلطان العالم" من قبل الخليفة. وفي عهد السلطان ألب ارسلان الذي خلف والده محمود سلطان، اتسعت حدود الدولة أكثر فأكثر والحق السلطان ألب ارسلان بالإمبراطور البيزنطي رومنوس ديوغونيس هزيمة نكراء عام 1071 في ملازغيرت، ممهدا السبيل أمام الترك للتوغل إلى الأناضول، فيما عاشت الدولة السلجوقية تحت ولاية السلطان مليك شاه عصرها الذهبي،وفي عهده شيدت الكليات النظامية التي تعد مدخلا لدراسة فن العمارة في الجامعات الغربية.
وبعـد وفـاة مليـك شـاه انقسمـت الدولـة السلجوقيـة الكبـرى إلى دول صغيـرة مثـل سـلاجـقة ســوريـا (1092-1117)، وسـلاجـقـة العــراق والخراسانيين (1092-1194) وسـلاجقة كرمان (1092-1187) وسلاجقة الأناضول (1092-1194). وكذلك قامت على ارض الدولة السلجوقية الكبرى، دولة الخارزامشاهية فوق الموقع الجنوبي من مصب بحيرة ارال إلى نهر جيحون من قبل محمد حارزمشهلر ابن انوش-تغين الذي كان يخدم في قصر السلطان مليك شاه واستمرت هذه الدولة من 1097 الى 1231 ميلادية. واهم الدول التي قامت على أعقاب الدولة السلجوقية الكبرى، كانت دولة سلاجقة الأناضول. وأسسها قوتلاش اوغلو سليمان بيك، وجعل ازنيك مركزها الاانه في عهد ابنه قليج ارسلان انتقلت العاصمة إلى قونيا بسبب بدء الحملات الصليبية والتخلي عن ازنيك إلى البيزنطيين
وفي عهد مسعود الأول ابن قليج ارسلان الأول، ألحق بالصليبيين بعد توجههم نحو قونيا هزيمة ساحقة في ضواحي جيحون. وقليج ارسلان الثاني نجل مسعود الأول، بدوره هزم الجيش البيزنطي قرب دنيزليمنهيا تماما النفوذ البيزنطي في الأناضول. وعاش سلاجقة الأناضول عصرهم الذهبي أثناء حكم السلطان علاء الدين كيقوباط الأول إلا أن مقتل الحاكم مسموما أدى إلى حدوث اضطرابات في البلاد، اسفرعن تمرد البابائيين واحتلال المغول لها. واثر معركة كوسه داغ عام 1243 الميلادي، احتل المغول الأناضول ملحقين بها خرابا و دمارا. ومع تقهقر الهيمنة المغولية أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، بدأ التركمان المستقرين في المناطق الحدودية بتشكيل إمارات هي قارامان، حرميان، اشرف، حامد، علائية، رمضان، دولقادر، تاج الدين، منتشة، جاندار، بروانه، صاحب آتا، كارسي، ساروهان، ايدين، اينانج وعثمان اوغلرى. وفي تلك الفترة التي سميت بـ(فترة الإمارات)، أمست الأناضول وطنا تركيا تماما يشهد طورا جديدا من الرخاء و الازدهار بعد الدمار المغولي.
أما دولة المماليك التركية (1250-1382) فتأسست في مصر من قبل قائد الجيش عز الدين آيبك بعد وفاة الحاكم الأيوبي الصالح نجم الدين. وفي عهد هذه الدولة ، منيت الحملة الصليبية السابعة بالفشل بعدما حققه جيش السلطان ابيك من نصر في معركة المنصورة، وكذلك في عهد سيف الدين قوتوز انزل بالتحالف المغولي-الارمني-الصليبي، هزيمة ساحقة، أثناء محاولة التوغل في الأراضي السورية، ولقاء خدماتهم الجليلة للإسلام لقب سلاطين دولة المماليك بـ "خادم الحرمين" اى خادم مكة والمدينة، واستحقوا بجدارة كسب شهرة واسعة في العالم الإسلامي. وشهدت دولة المماليك التركية نهاية لها على يد العثمانيين.
وكانت الدولة التيمورية من بين الدول الهامة في القرن الرابع عشر الميلادي(1770-1507)، وقامت علي يد تيمور الذي كان على رأس احد الخاقانات الجاغاتائية، ونجح تيمور خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 35 عاما في جعل دولته إمبراطورية مترامية من نهر الفولغا إلى نهرالغانج ومن جبال تانرى إلى ازمير والشام. غير أن هذه الإمبراطورية عقب وفاة تيمور اندثرت مثلما قامت في فترة وجيزة. ومن التيمورين لم يبق احد على قدميه سوى حسين بايراقدار في خراسان. وغدت العاصمة هيرات من ابرز المراكز الثقافية في التاريخ التركي. وهنا نشأ رجل الدولة و الشاعر التركي علي شير نوائى.
أما المجموعة التركمانية القره قويونية المكونة من فروع ييفا و يازير و دوغر و افشار المنحدرة من سلالة اوغوز، فقد أسست الدولة القرةقويونية بين اربيل و نخجوان (1380-1469). وحيال ضغوط الدولة التيمورية، اضطر حاكم القرةقوينيين قرة يوسف، إلى اللجوء إلى يلدرم بايزيد حاكم العثمانيين، مما أدى إلى اندلاع معركة أنقرة، وبعد هذه المعركة افلح قرة يوسف في لم صفوفه من جديد، وإعادة هيكلة دولته عام 1406 ضاما إليها ماردين و ارذنجان وبغداد وأذربيجان و تبريز وقزوين وسلطانية. غير انه بعد وفاة قرة يوسف حدثت القلاقل في البلاد، ولم تدم محاولات جيهان شاه للم الشمل طويلا واندحر أخيرا أمام أوزون حسن قائد الآققوينيين في عاردين، وانضواء تحت سيادة دولة الاققوينية.
والتركمان الاققويونيون أيضا أقاموا دولتهم في منطقة ديار بكر-ملاطيا أثناء اندحار النفوذ المغولي. و المؤسس الأصلي للدولة هو "قارايولوك عثمان بيك" وازدهرت في عهد أوزون حسن، و امتدت حدودها من بحر الخزر إلى سوريا ومن أذربيجان إلى بغداد. غير أن هزيمة أوزون حسن في معركة اوتلوقبيلي أمام السلطان محمد الفاتح (1473)، أدت إلى سقوط دولته وأسفر عن هذا الأمر ظهور الدولة الصفوية بزعامة إسماعيل شاه الذي ألحق إلى صفوفه أقوام التركمان مثل اسطاجلى، روملى، موصلي، تكلي، بايبوردى، قاراداغلى، دولقادرلي، كاراماني، وارساقي، واوشاري.
واستطاع الشاه إسماعيل بحماس متشدد للشيعة، تحقيق الوحدة السياسية في إيران وتوسيع رقعة بلاده، واخذ يطمع في الأناضول أيضا، وإزاء ذلك أصبح وجها لوجه مع السلطان العثماني ياوزسليم في معركة جالديران ذاق خلالها هزيمة ساحقة (1514)واستمر صدام الحكام الصفويين حتى بعد الشاه إسماعيل مع العثمانيين. إلا أن الهزيمة كانت مصيرهم في كل مواجهة. وطويت صفحة الدولة الصفرية في عهد الشاه نادر.
أما ظاهر الدين بابور من السلالة التيمورية الحاكمة والمعروفة بمؤلفة "وقائع بابورنامه" الذي دونه بالتركية فقد أسس في الهند الإمبراطورية التركية الهندية (البابورية ) (١٥٢٦-١٨٥٨). وبعد وفاته خلفه ولديه همايون واكبر، في عهدهما توسعت رقعة الإمبراطورية وانضوى القسم الأعظم من شبه القارة الهندية تحت حكم واحد. وفي أيام الشاه جيهان وصلت الإمبراطورية أوجها في كافة الميادين وخاصة السياسية والفنون. وفي تلك الفترة شيد تاج محل في اكرا كواحد من أروع نماذج فنون العمارة في العالم حيث استقدم المعماريون من الدولة العثمانية من اجل تشييد هذا المبنى. وفي عهد عالمكير الأول اندلعت البلابل في البلاد واستمرت حتى عهد الشاه بهادر الثاني وضم الانجليز بعد إخمادهم لتمرد ظهر في عام ١٨٥٨، الهند إلى بريطانيا وأعلنوا الملكة فيكتوريا إمبراطورة على الهند.
الإمبراطورية العثمانية (١٢٩٩-١٩٢٣) :
كان مؤسسو الإمبراطورية العثمانية ينحدرون من جذع قايي من فرع غولهان الفرع الأيمن للسلالة الاوغوزية. واجمع أمراء بني اوغوز كلمتهم بالكامل على زعامة عثمان بيك، ومع تسليمه الزعامة تزوج من كريمة الشيخ ادييالى اكبر رؤساء الاخيين نفوذا. وبالتالي استفاد من قوة شكيمة الاخيين. وهكذا تمكن العثمانيون من تحقيق الوحدة التركية في وقت قصير بلم شمل الإمارات التركية في الأناضول، ثم بدؤوا بالتقدم. وكانت الروميلي أول موطأ قدم لهم وبجيش قوامه خمسة آلاف جندي وصل سليمان بيك ابن اورخان غازي إلى تراقبا عام ١٣٥٣، تمهيدا للسيطرة على المنطقة الساحلية لشمال استانبول. ثم مرور الامير سليمان باشا من شبه جزيرة الدردنيل (غالييولي ) ووضع أقدامه على أوروبا من أهم الأحداث في التاريخ التركي. ومن ذلك اليوم تقدم العثمانيون بسرعة في روميلي. وبعد وفاة اورخان غازي اعتلى العرش السلطان مراد خان الأول ليصبح الفاتح الحقيقي للبلقان. والجيوش العثمانية كانت قد شرعت في التقدم اعتبارا من عام ١٣٥٠ نحو الغرب من خلال تراقيا و بلغاريا. وهكذا تم فتح أدرنة في ١٣٦٢، ونقلت العاصمة من بورصة إليها، وفي ١٣٦٣ تمت السيطرة على فيليبة وزاغرا، وغدا وادي مريج تحت القبضة. ومع فتح السلطان محمد الفاتح استانبول (١٤٥٣) وإنهائه للكيان البيزنطي، دفنت العصور الوسطى وولد العصر الجديد.
العثمانيون وهم في صراع دائم مع الصرب و المجر والبندقية والإمبراطورية النمساوية - المجرية، والاسبان والكنيسة البابوية، وبريطانيا وبولندة، وفرنسا بين فنية وأخرى و روسيا غربا ومع الدول الاققويونية والتيمورية والمملوكية والصفوية والقرقويونية شرقا، أقاموا إمبراطورية كونية انتشرت على ثلاثة قارات وحافظت على كيانها حتى أواخر القرن التاسع عشر. وفضلا عن أن السلطان ياوزسليم بفتحه مصر حقق انتقال الخلافةالى العثمانيين. ولقد امتدت رقعة الإمبراطورية زمن السلطان سليمان القانوني من الشمال إلى القرم و من الجنوب إلى اليمن والسودان ومن الشرق إلى أواسط إيران وبحر الخزر ومن الشمال الغربي إلى فينا ومن الغرب إلى اسبانيا، وهي تمتلك نظام دولة متطور وجيش قوي ومالية كفوءة. وأخذت الإمبراطورية العثمانية منذ القرن السادس عشر تفقد تفوقها الاقتصادي والعسكري إزاء أوروبا. في القرن التاسع عشر اندلعت الحركات القومية، وتعاقبت بتحريض من روسيا وبعض الدول الأوروبية أعمال التمرد واحدة تلو الأخرى، والمسيحيون الذين انفضوا عن الإمبراطورية كونوا دولا مستقلة، ولم تنجح المحاولات الإصلاحية طوال القرن التاسع عشر في الحيلولة دون حدوث التصدع في جسم الإمبراطورية وعملية الإصلاح الدستوري الأول (المشروطية ) في زمن عبد الحميد الثاني (١٨٧٦) لم تؤت ثمارها رغم أنها أكسبت تركيا لأول مرة دستورا على الغرار الغربي. واصلا أن هذا الدستور كان قد اعد من قبل النخبة المثقفة المعروفة "بتركيا الفتاه" وفرض فرضا على عبد الحميد الثاني لتوطيد الإدارة الدستورية في الدولة العثمانية، ولم يكتب له العيش طويلا بسبب نشوب الحرب العثمانية الروسية ما بين ١٨٧٧-١٨٧٨ التي شكلت ذريعة للسلطان لإلغاء البرلمان وإنهاء الحياة الدستورية. وكان إعلان جمعية الاتحاد والترقي التي انبثقت عن تركيا الفتاة، و تطورت كمعارضة، الإصلاح الدستوري ( المشروطية ) مرة أخرى وقضائها على تمرد ٣١مايس ١٩٠٨ وثم توليـها الحكـم، جعل الإمبراطورية وجهـا لوجـه مـع مشــاكل ومخـاطر جديـدة، فالهزيمـة في معـركة طرابلس الليبية (١٩١١-١٩١٢) وعلى إثرها في معركة البلقان (١٩١٢-١٩١٣) جلبت معها ظاهرة الاتحاد و الترقي في التحكم على مجريات الأمور بشكل ديكتاتوري. وكان دخول الحرب االعثمانية:ولى إلى جانب الألمان كفرض أمر الواقع دون إمعان و تريث في عام ١٩١٤-١٩١٨ تقرير وفاة الإمبراطورية، وعقب التوقيع على معاهدة موندروس في نهاية الحرب شرعت روسيا وإنكلترا واليونان باحتلال الاراضى العثمانية.
الثقافة والحضارة العثمانية :
الإمبراطورية العثمانية التي حكمت طوال ٦٠٠ سنة ثلاثة قارات، خلفت وراءها تراثا عريقا و عظيما من الثقافة والحضارة. كما أنها حافظت وصانت القيم الثقافية والفنية والعلمية والعائدة للشعوب ما قبلها التركية منها وغير التركية، وقدمت إسهامات رائعة في تاريخ الإنسانية. والإمبراطورية ابتكرت أروع الآثار والمعالم في العمارة والمشغولات الخشبية والنحت الحجري والفخار و النقوش والمنمنمات والخط والتجليد. والإمبراطورية التي وضعت ثقلها على السياسة الدولية لقرون طوال، عاملت مواطنيها من شتى الأديان واللغات والأعراق والمتوزعين على جغرافية شاسعة، بروح التسامح والعدل، وأتاحت للأقوام المنضوية تحت لوائها فرص الحفاظ على لغاتها وثقافاتها بما حققت من جو سادت فيه حرية الوجدان والعقيدة.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: الخطوط العريضة للتاريخ التركي
ما شاء الله عليك أخي أفراسياب
الله يعطيك ألف عافي
منذ فترة قصيرة كنت أتحدث مع الغالي أقطاي وذكرت له عن رغبتي في سرد الحضارة التركية والإمبراطوريات التي قام تعبر التاريخ والتي ذكرتها بشكل مختصر
لك مني كل الشكر والإمتنان
الله يعطيك ألف عافي
منذ فترة قصيرة كنت أتحدث مع الغالي أقطاي وذكرت له عن رغبتي في سرد الحضارة التركية والإمبراطوريات التي قام تعبر التاريخ والتي ذكرتها بشكل مختصر
لك مني كل الشكر والإمتنان
وسيم حجوك- Üsteğmen
- عدد الرسائل : 617
العمر : 51
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى