كتاب ديوان لغات الترك، المقدّمة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كتاب ديوان لغات الترك، المقدّمة
كتاب ديوان لغات الترك
للشيخ محمود بن الحسين الكاشغري القارلوقي
كتب عام 466 هجرية
تنضيد: آقطاي توركمان أوغلو
المُـــــــــــــــقـدِّمـــة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه العون
الحمد لله ذي الفضل الجزيل والصنع الجميل ,الذي أرسل جبريل على تبيان وتفصيل الى محمد بتنزيل مبينا فيه التحريم والتحليل حتى نهج السبيل ونصب المنار والدليل في زمان أصحه عليل وأفصحه كليل، صل الله عليه وعلى آله الغر البهاليل وسلم تسليماً
أما بعد فقال العبد محمود بن الحسين بن محمد، لم رأيت أن الله تعالى قد أطل شمس الدولة في بروج الاتراك وأدار بملكهم دائرة الافلاك، فسماهم التُّرك، وولاهم الملك، وجعلهم ملوك العصر، ووضع في يدهم أزمة أهل الدهر، فقيضهم على الخلق، وأيدهم على الحق، وأعز من انتمى إليهم، وسعى بين يديهم، ونال منهم بلغة في المراد، وسَلِمَ من معرة أوباش العباد، حِقّ لكل ذي لبّ التمسك بحالهم، توقياً عن وقع نبالهم، ولا ذريعة لديهم أحسن من التراطن بلسانهم، لإصغائهم إليه أسماعهم، واستمالة جناهم، فإذا اعتصم به عدوه من فرقهم، وآمنوه من فَرَقهم، فيلوذ به غيره، ويكشف عنه ضيره، ولقد سمعت عن ثقةٍ من أئمة بخارى وإمامٍ آخر من أهل نيسابور، كلاهما رويا بإسنادٍ لهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه لما ذكر أشراط الساعة وفتن آخر الزمان، وخروج التُّرك الغزّية فقال: (تعلموا لسان التُّرك فإن لهم ملكاً طوالاً)، فالرواية برفع الطاء، فلإن صح هذا الحديث والعهدة عليهما، فيكون تعلمه واجباً، ولإن لم يصحَّ فالعقل يقتضيه، فإنّي نقبت بلادهم وفيافيهم واقتبست لغاتهم وقوافيهم، تركية وتركمانية أوغزية وجكلية ويغمائية وقرقيزية، مع كوني من أفصحهم لساناً، وأوضحهم بياناً، وأحذقهم جناناً، وأعرقهم مَحتِداً، وأثقبهم سناناً، حتى استقام عندي لغة كل طائفة منهم احسن قوام، وألَّفته أبلغ تأليف، في أزين نظام.
ووضعت كتابي هذا مستعيناً بالله تعالى موسّماً بديوان لغات الترك ليكون ذكراً مخلداً، وذخراً مؤبداً، برسم الحضرة المقدسة النبوية الإمامية الهاشمية العباسية، سيدنا ومولانا أبي القاسم عبد الله بن محمد المقتدى بأمر الله أ*** المؤمنين وخليفة ربّ العالمين أطال الله بقاءه في عزّ دائم ممدود، وعمر ناعم مسعود، وأرسى قواعد سلطانه بعزّ تمتد سوابق المجد في ساحته، وأعلى نواهي برهانه في مكارم يحيى الانام من جود راحته، وجدّ س*** النجم، وعزمٍ صائب السهم، وولي مقرونٍ بعز النصر، وعدوٍّ ممنون بذل القهر، ولا أخلى من المسلمين ظله وجماله، وقدرته وفضله وجلاله.
ووضعته مرتباً على ولاء حروف المعجم، موشحاً بحكمة أو سجع أو مثل أو شعر أو رجز أو نثر، حتى لينت وعرها، وبينت غورها وقعرها، وقاسيت سنواتٍ من برحائها، حتى أنخت كل كلمة محلها، وأنهضتها من عدوائها، ليصادفها في مبركها طالبها، ويرصدها في مسلكها راغبها، وحصرت هذه اللغة بأسرها في ثمانية كتب،
أولها منها كتاب الهمز، قدمناه تيمناً بكتاب الله تعالى
والثاني كتاب السالم
والثالث كتاب المضاعف
والرابع كتاب المثال
والخامس كتاب ذوات الثلاثة
والسادس كتاب ذوات الاربع
والسابع كتاب الغنّة
والثامن كتاب الجمع بين الساكنين
وجعلت كل كتابٍ من هذه الكتب شريحين أسماءاً وأفعالاً، وقدمت الاسماء على الافعال، ثم قفوتها بالأفعال مبوّبةً على مراتبها، الاولى فالأولى، واستعرت ألقاب هذه الكتب والأبواب من العربية اصطلاحاً لمعرفة الناس بها، ولقد تخالج في صدري أن أبنيّ الكتاب كما بنى الخليل كتاب العين، وأذكر المستعمل والمهمل معاً، لأُعلم أن لغات الترك تجاري العربية كفرسي رهانٍ، فكانت تلك الطريقة أوعب إلا أن هذا البناء أصوب لما أن مأخذه أقرب، والناس فيه أرغب، فأثبت المستعمل، وأهملت المهمل طلباً للإختصار.
فهذه صورة المستعمل والمهمل ليعرف مجاريه في التركية.
آرق – النهر (مستعمل)
آقُر – الاسطبل (مستعمل)
قار – الثلج (مستعمل)
قَرا – الأسود (مستعمل)
رَقا – (مهمل)
راق – حرف تفضيل (مستعمل)
اَزُق – الزاد (مستعمل)
اَقُز – (مهمل)
قُزى – الحمل (مستعمل)
قيز – الجارية (مستعمل)
زِقى – (مهمل)
زيق – (مهمل)
قيل الخطوة تدل على المسير، فعلى هذا ينقاس الرباعي وما زاد عليه.
فملت إلى هذا الترتيب طلباً للتخفيف وتقصيراً للتأليف، وبرزت بتصنيفٍ لم أُسبق إليه، وتأليفٍ لم يوقف عليه، وأدرجت الأصول بعللٍ أوضحتها وأقيسةٍ فيها اقترحتها ليكون المؤلف على الطريقة المثلى والمصنف بالإقتداء أولى، وجعلته للمتاوق فيه هادياً، ولسابقه تالياً، وفي التطرّق إليه منهجاً، وعند التصعيد له معرجاً، ثم إنّي مُؤثل لكل فرقة منه جرثومةً تتفرع منها الكلم، لأن في اختصار المبسوط تتولد فيها الحكم، ونثرت فيها شواهد من أشعارهم التي تفوهوا بها في إيذانهم بالامور وإشعارهم.
وكذلك الأمثال التي ضربوها على مدارج الحكمة في الكربة والنعمة، حتى بلّغ القائل الناقل وأوصل الناقل الحامل، وجمعت فيه الأشياء المذكورة، واللغات المشهورة، فبلغ الكتاب في الجودة نهايتها، وتذرى في اللطافة غايتها.
والله أسأل التوفيق فيما نويت وقلبي عليه طويت ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
للشيخ محمود بن الحسين الكاشغري القارلوقي
كتب عام 466 هجرية
تنضيد: آقطاي توركمان أوغلو
المُـــــــــــــــقـدِّمـــة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه العون
الحمد لله ذي الفضل الجزيل والصنع الجميل ,الذي أرسل جبريل على تبيان وتفصيل الى محمد بتنزيل مبينا فيه التحريم والتحليل حتى نهج السبيل ونصب المنار والدليل في زمان أصحه عليل وأفصحه كليل، صل الله عليه وعلى آله الغر البهاليل وسلم تسليماً
أما بعد فقال العبد محمود بن الحسين بن محمد، لم رأيت أن الله تعالى قد أطل شمس الدولة في بروج الاتراك وأدار بملكهم دائرة الافلاك، فسماهم التُّرك، وولاهم الملك، وجعلهم ملوك العصر، ووضع في يدهم أزمة أهل الدهر، فقيضهم على الخلق، وأيدهم على الحق، وأعز من انتمى إليهم، وسعى بين يديهم، ونال منهم بلغة في المراد، وسَلِمَ من معرة أوباش العباد، حِقّ لكل ذي لبّ التمسك بحالهم، توقياً عن وقع نبالهم، ولا ذريعة لديهم أحسن من التراطن بلسانهم، لإصغائهم إليه أسماعهم، واستمالة جناهم، فإذا اعتصم به عدوه من فرقهم، وآمنوه من فَرَقهم، فيلوذ به غيره، ويكشف عنه ضيره، ولقد سمعت عن ثقةٍ من أئمة بخارى وإمامٍ آخر من أهل نيسابور، كلاهما رويا بإسنادٍ لهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه لما ذكر أشراط الساعة وفتن آخر الزمان، وخروج التُّرك الغزّية فقال: (تعلموا لسان التُّرك فإن لهم ملكاً طوالاً)، فالرواية برفع الطاء، فلإن صح هذا الحديث والعهدة عليهما، فيكون تعلمه واجباً، ولإن لم يصحَّ فالعقل يقتضيه، فإنّي نقبت بلادهم وفيافيهم واقتبست لغاتهم وقوافيهم، تركية وتركمانية أوغزية وجكلية ويغمائية وقرقيزية، مع كوني من أفصحهم لساناً، وأوضحهم بياناً، وأحذقهم جناناً، وأعرقهم مَحتِداً، وأثقبهم سناناً، حتى استقام عندي لغة كل طائفة منهم احسن قوام، وألَّفته أبلغ تأليف، في أزين نظام.
ووضعت كتابي هذا مستعيناً بالله تعالى موسّماً بديوان لغات الترك ليكون ذكراً مخلداً، وذخراً مؤبداً، برسم الحضرة المقدسة النبوية الإمامية الهاشمية العباسية، سيدنا ومولانا أبي القاسم عبد الله بن محمد المقتدى بأمر الله أ*** المؤمنين وخليفة ربّ العالمين أطال الله بقاءه في عزّ دائم ممدود، وعمر ناعم مسعود، وأرسى قواعد سلطانه بعزّ تمتد سوابق المجد في ساحته، وأعلى نواهي برهانه في مكارم يحيى الانام من جود راحته، وجدّ س*** النجم، وعزمٍ صائب السهم، وولي مقرونٍ بعز النصر، وعدوٍّ ممنون بذل القهر، ولا أخلى من المسلمين ظله وجماله، وقدرته وفضله وجلاله.
ووضعته مرتباً على ولاء حروف المعجم، موشحاً بحكمة أو سجع أو مثل أو شعر أو رجز أو نثر، حتى لينت وعرها، وبينت غورها وقعرها، وقاسيت سنواتٍ من برحائها، حتى أنخت كل كلمة محلها، وأنهضتها من عدوائها، ليصادفها في مبركها طالبها، ويرصدها في مسلكها راغبها، وحصرت هذه اللغة بأسرها في ثمانية كتب،
أولها منها كتاب الهمز، قدمناه تيمناً بكتاب الله تعالى
والثاني كتاب السالم
والثالث كتاب المضاعف
والرابع كتاب المثال
والخامس كتاب ذوات الثلاثة
والسادس كتاب ذوات الاربع
والسابع كتاب الغنّة
والثامن كتاب الجمع بين الساكنين
وجعلت كل كتابٍ من هذه الكتب شريحين أسماءاً وأفعالاً، وقدمت الاسماء على الافعال، ثم قفوتها بالأفعال مبوّبةً على مراتبها، الاولى فالأولى، واستعرت ألقاب هذه الكتب والأبواب من العربية اصطلاحاً لمعرفة الناس بها، ولقد تخالج في صدري أن أبنيّ الكتاب كما بنى الخليل كتاب العين، وأذكر المستعمل والمهمل معاً، لأُعلم أن لغات الترك تجاري العربية كفرسي رهانٍ، فكانت تلك الطريقة أوعب إلا أن هذا البناء أصوب لما أن مأخذه أقرب، والناس فيه أرغب، فأثبت المستعمل، وأهملت المهمل طلباً للإختصار.
فهذه صورة المستعمل والمهمل ليعرف مجاريه في التركية.
آرق – النهر (مستعمل)
آقُر – الاسطبل (مستعمل)
قار – الثلج (مستعمل)
قَرا – الأسود (مستعمل)
رَقا – (مهمل)
راق – حرف تفضيل (مستعمل)
اَزُق – الزاد (مستعمل)
اَقُز – (مهمل)
قُزى – الحمل (مستعمل)
قيز – الجارية (مستعمل)
زِقى – (مهمل)
زيق – (مهمل)
قيل الخطوة تدل على المسير، فعلى هذا ينقاس الرباعي وما زاد عليه.
فملت إلى هذا الترتيب طلباً للتخفيف وتقصيراً للتأليف، وبرزت بتصنيفٍ لم أُسبق إليه، وتأليفٍ لم يوقف عليه، وأدرجت الأصول بعللٍ أوضحتها وأقيسةٍ فيها اقترحتها ليكون المؤلف على الطريقة المثلى والمصنف بالإقتداء أولى، وجعلته للمتاوق فيه هادياً، ولسابقه تالياً، وفي التطرّق إليه منهجاً، وعند التصعيد له معرجاً، ثم إنّي مُؤثل لكل فرقة منه جرثومةً تتفرع منها الكلم، لأن في اختصار المبسوط تتولد فيها الحكم، ونثرت فيها شواهد من أشعارهم التي تفوهوا بها في إيذانهم بالامور وإشعارهم.
وكذلك الأمثال التي ضربوها على مدارج الحكمة في الكربة والنعمة، حتى بلّغ القائل الناقل وأوصل الناقل الحامل، وجمعت فيه الأشياء المذكورة، واللغات المشهورة، فبلغ الكتاب في الجودة نهايتها، وتذرى في اللطافة غايتها.
والله أسأل التوفيق فيما نويت وقلبي عليه طويت ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: كتاب ديوان لغات الترك، المقدّمة
مشكور على موضوع afrasiab
وكمان أخ أقطاي
بيبرس
وكمان أخ أقطاي
بيبرس
بيبرس- Üst çavuş
- عدد الرسائل : 208
تاريخ التسجيل : 22/03/2008
رد: كتاب ديوان لغات الترك، المقدّمة
شكراً أخي د أفراسياب
رحم الله الإمام الكاشغري
وجزاك الله يا أستاذ أقطاي كل خير على جهودك لإحياء تراثنا وإرثنا الحضاري الكبير
تقبلوا مروري وتحياتي
رحم الله الإمام الكاشغري
وجزاك الله يا أستاذ أقطاي كل خير على جهودك لإحياء تراثنا وإرثنا الحضاري الكبير
تقبلوا مروري وتحياتي
وسيم حجوك- Üsteğmen
- عدد الرسائل : 617
العمر : 51
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
رد: كتاب ديوان لغات الترك، المقدّمة
شكراً لك أخي أفراسياب على النقل وكل الشكر للأخوة على مرورهم الكريم
Aktay Türkmen- Baş çavuş
- عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
مواضيع مماثلة
» مين بدو كتاب ديوان لغات الترك
» ديوان لغات الترك كاملاً
» محمود الكاشغري صاحب (ديوان لغات الترك)
» مناقب الترك
» اسم الترك ووطنهم الأم
» ديوان لغات الترك كاملاً
» محمود الكاشغري صاحب (ديوان لغات الترك)
» مناقب الترك
» اسم الترك ووطنهم الأم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى