الطباعة والطابعة في العهد العثماني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الطباعة والطابعة في العهد العثماني
بواكير المطابع الاسلامية في البلاد العثمانية
أ. الاستانة
يتفق الباحثون على ان اختراع المطبعة يعود للالماني يوحنا غوتنبرغ عندما بدأ العمل باختراعه سنة 1436م وجعله موضع التنفيذ سنة 1450م، وبعد هذا التاريخ بأقل من اربعين عاما دخلت الطباعة الى الدولة العثمانية، فقد احضر احد اليهود الى الاستانة مطبعة وحروفا عبرية لينشر بها كتب ديانته، وقد خشي السلطان بايزيد الثاني من ذلك فاصدر عام 1485 امرا يحرم على غير اليهود استخدام هذا الاختراع، وفي سنة 1515م جدد السلطان سليم الاول امر والده.
ويذكر جرجي زيدان(5) ان هذه المطبعة نشرت باللغة العبرية بعض الكتب العربية، مثل التوراة العربية ترجمة سعيد الفيومي سنة 1551م، اما المطبعة بالحروف العربية فمؤرخو الدولة العثمانية ومنهم تاريخ جودت يذكر ان الدولة عرفت الطباعة العربية بسعي ابن السفير التركي في باريس، ويدعى سعيد افندي ابن محمد افندي المشهور (بيكرمي سكز جلبي) وقد اصبح سعيد فيما بعد صدرا اعظم وكان قد شاهد المطبعة في باريس وعرف منافعها، وعندما عاد الى الاستانة اتصل برجال الفكر والادباء وفاتحهم في امر انشاء مطبعة، وكان في عاصمة الدولة وقتئذ رجل هنغاري الاصل اعتنق الاسلام وسمى نفسه ابراهيم افندي المجري، كان معروفا بالذكاء والالمعية ولمعرفته الواسعة بالعلوم العلمية والرياضية، وقد حصل على ثقة كبار رجال الدولة ككاتب قدير، فانعمت عليه براتب جزيل يسمى (متفرقة دركاه عالي) فسمي ابراهيم هذا ابراهيم متفرقة نسبة الى تلك المكافأة، وقد عرض سعيد افندي امر المطبعة على ابراهيم متفرقة(6) هذا فرحب بالفكرة وقرر مساعدة من يشرع بتنفيذها مما كان من سعيد افندي الا ان كتب تقريرا بذلك الى صهر السلطان ابراهيم باشا ورجاه ان يسعى في الحصول على الاذن بطبع كتب الحكمة واللغة والتاريخ والطب والهيئة على ان يتعهد بعدم طبع كتب الفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام ونحو ذلك.
وافتى شيخ الاسلام عبدالله سنة 1129 - 1716 م بجواز استخدام المطبعة في العلوم المذكورة، ولم تؤسس المطبعة الا بعد صدور الفرمان السلطاني بالترخيص الى سعيد افندي وابراهيم متفرقة بانشاء مطبعة، وذكرت المصادر ان متفرقة هو الذي سبك الحروف العربية.
نص فتوة اجازة طبع الكتب:
(ما قولكم دام فضلكم في ما يقوله زيد ويدعيه عمرو من انه يقدر على نقش صور كلمات وحروف المؤلفات في العلوم الالية: القواميس والمنطق والحكمة والفلك وجمعها في قالب وطبعها على الورق، واستحصال نسخ كثيرة من هذه الكتب، فهل يجوز له ذلك شرعا، افتونا مأجورين) وقد افتى له بجواز ذلك شيخ الاسلام في ذلك الزمان واليك صورة الفتوى:
(ان زيداً الذي برع في صناعة الطبع اذا نقش صحيحا على الورق فإنه يحصل على نسخ كثيرة من غير عناء وتعب وهذا مما يستوجب رخص اثمان الكتب والمؤلفات ومن ثم تتداولها الايادي وبذلك تعم الفائدة وتشمل كل طبقات الناس وعليه يجوز شرعا الطبع على الوجه المذكور ويستحسن تأليف لجنة لتصحيح الكتب المراد نقشها والله اعلم).
وقد توفى ابراهيم متفرقة سنة 1158 هـ - 1744 م فخلفه ابراهيم افندي القاضي الى ان توفي هذا ايضا فتعطلت المطبعة عشرين عاما لاهمال الحكومة لامرها واعيد فتحها سنة 1198 هـ - 1783م.
هذا ولم يبد سلاطين ال عثمان الاهتمام بالطباعة بسبب الخوف من ان تتشوه او تتحرف الكتب الدينية حتى ان السلطان سليم خان الاول لما جلس على سرير الملك ايد منشور ابيه بايزيد الثاني المنشور سنة 1485م والذي يحظر على رعايا الدولة العثمانية استخدام المطبوعات بامر عال اصدره سنة 1515م ولكن ذلك لم يكن ليحول دون انتشار الطباعة في البلاد العثمانية الا مؤقتاً.
وتعتبر هذه المطبعة اول مطبعة اسلامية نشرت كتبا عربية في الاستانة، واصدرت عام 1728 تاريخ الحاج خليفة (1004- 1067 هـ) بعنوان (تحفة الكبار في اسفار البحار) وهو باكورة مطبوعاتها العربية، اما اشهر المطابع العربية في تلك العاصمة فمطبعة (الجوائب) التي اسسها عام 1861 احمد فارس الشدياق اللبناني ونشر فيها تصانيف عربية جليلة كالجاسوس على القاموس وديوان البحتري وديوان الطغرائي ورسائل الخوارزمي والهمذاني ومنتخبات الجوائب... الخ.
ب ـ باقي البلاد العثمانية
واقدم مطبعة اسلامية عربية في البلد المصري هي مطبعة بولاق الذائعة الصيت انشأها عام 1822 محمد علي باشا رأس العترة المالكة، وقد استغنينا عن تعداد مطبوعاتها الوافرة لانها اشهر من نار على علم، واقدم مطبعة اسلامية عربية في بلاد المغرب اسسها عام 1860 محمد الصادق باشا باي تونس (1860 - 1882) وتعد باكورة منشوراتها جريدة (الرائد التونسي) التي برزت للوجود بتاريخ 20 تموز 1860 (1277 هـ ). وقد كلف الباي المشار اليه مستعربا فرنسيا يقال له منصور كرلتي لاخراج مشروع المطبعة والجريدة الى الوجود.
واقدم المطابع الاسلامية في بيروت (مطبعة جمعية الفنون) التي انشأها سنة 1292 للهجرة (1874م) الشيخ عبدالقادر قباني، ونشر فيها جريدته (ثمرات الفنون) وهي باكورة جميع الصحف الاسلامية في هذه الحاضرة، واول ما طبع فيها كتاب (كشف الارب عن سر الادب) نظم الشيخ ابراهيم الاحدب، وكتاب (اطواق الذهب في المواعظ والخطب) للزمخشري الذي شرحه يوسف الاسير.
333. بواكير المطابع الحجرية في الشرق
يكاد لا يتجاوز عدد المطابع الحجرية في الشرق عدد الانامل، واقدمها عهدا (المطبعة الكاثوليكية) التي اسسها الاباء اليسوعيون في اول تشرين الاول 1848 ببيروت، وتألفت في بداية امرها من مطبعة حجرية صغيرة، ثم اضاف اليها مؤسسها ادوات خشبية للكبس والخياطة والتجليد صنعها فرديناند بوناجينا (ت 1860) احد رهبانهم الايطالي الاصل، ومن اقدم مطبوعاتها براءات بابوية وديوان المطران جرمانس فرحات امثال لقمان الحكيم، ولما استحضر الاباء اليسوعيون عام 1854 مطبعة عربية على الحروف اهملوا المطبعة الحجرية. فارسلوها الى مدرستهم في غزير حيث طبعوا كتاب (نخب الملح وغرة المنح) وجددوا فيها طبع (امثال لقمان الحكيم).
وثانية المطابع الحجرية انشأها الشاعر اللبناني صاحب السيف والقلم حنا بك الاسعد (1820 - 1897) المنتمي الى ال ابي صعب وهم من مزرعة بيت ابي صعب في البترون(7)، وقد نشر فيها سنة 1853 بخطه الجميل شرح المعلقات للزوزني واتخذ مركزا لها قصر (بتدين) دار الامارة اللبناني في عهد الامير بشير الكبير (1788 - 1840). وكان حنا بك الاسعد متوليا الكتابة في ديوان الامير المباشر اليه باللغتين العربية والتركية، وقد ذهب في خدمته الى مالطة والاستانة ولم يرجع الى لبنان الا في سنة 1849 اي قبيل وفاة مولاه الامير الكبير (ت 1850). وقد وصفه احد الشعراء بهذين البيتين:
لحنا قد اقر العرب طراً بفوز بالسباق لدى الرهبان
له شهد اليراع بحسن خط كما سجد الحسام مع السنان
ومن اسماء بعض اوائل المطبوعات التي طبعت في المشرق العربي
1. المزامير - عمودين سرياني فعربي - دير مار قزحيا - لبنان 1610.
2. الانجيل - حلب 1706.
3. مزامير داود - حلب 1706.
4. ميزان الزمان - مطبعة الشوير - لبنان 1733.
5. البرهان الصحيح في حقيقة السيد المسيح - الشماس عبدالله الزاخر 1764، طبع في مطبعة مار يوحنا الصابغ بالشوير في لبنان وقد الفه في حلب سنة 1731 كما ورد في ص 6 من الكتاب نفسه اي قبل قليل من مغادرته حلب الى لبنان.
6. معجم عربي - ايطالي - المطبعة الاهلية - بولاق - مصر 1822.
7. بحث المطالب اليسوعية تأليف جرمانيوس فرحات/ المطبعة الاميركية - مالطة ثم في بيروت 1836 م وقد اعادت المطبعة اليسوعية في بيروت طبعه سنة 1865.
8. فصل الخطاب في اصول لغة الاعراب الشيخ ناصيف اليازجي، ط1 في 168 صفحة بيروت 1836، وتوجد في خزانتي نسخة من هذه الطبعة القديمة ط2 في 255 صفحة منقحة بيروت 1866.
9. مطالع شموس السير في وقائع كارلوس الثاني عشر - فولتير - ترجمة محمد مصطفى - بولاق 1843.
10. مختصر التعليم المسيحي - بالايطالية والعربية - القدس 1847.
11. مجمع البحرين - ناصيف اليازجي - المطبعة الاميركية - بيروت 1850.
12. الملكة سمير اميس (مسرحية) مطبعة القديس جاورجيوس - بيروت 1851.
13. شرح المعلقات للزوزني - طبع حجر - مطبعة بيت الدين ودير القمر - لبنان 1853.
14. مصباح الطالب في عبث المطالب - المعلم بطرس البستاني - بيروت 1854.
15. مجموع الادب في فنون العرب - الشيخ ناصيف اليازجي - بيروت 1855.
16. اخبار الاعيان في جبل لبنان - طنوش شدياق 1859.
17. مقامات السيوطي - شهاب الدين السيوطي - طبع حجر - مصر 1858م - 1275هـ.
18. ديوان ابي الطيب المتنبي - ضبطه وعلق حواشيه المعلم بطرس البستاني - بيروت المطبعة السورية 1860.
19. كتاب الصرف وكتاب النحو - المعلم بطرس البستاني - بيروت 1862.
20 - حديقة الافراح لازالة الاتراح - احمد بن محمد الانصاري - مصر 1865م - 1282 هـ.
21. جنيفاف - تعريف ميخائيل جهشان - المطبعة الوطنية بيروت 1865.
22. الجمانة في شرح الخزانة - الشيخ نصيف اليازجي - بيروت 1866.
أ. الاستانة
يتفق الباحثون على ان اختراع المطبعة يعود للالماني يوحنا غوتنبرغ عندما بدأ العمل باختراعه سنة 1436م وجعله موضع التنفيذ سنة 1450م، وبعد هذا التاريخ بأقل من اربعين عاما دخلت الطباعة الى الدولة العثمانية، فقد احضر احد اليهود الى الاستانة مطبعة وحروفا عبرية لينشر بها كتب ديانته، وقد خشي السلطان بايزيد الثاني من ذلك فاصدر عام 1485 امرا يحرم على غير اليهود استخدام هذا الاختراع، وفي سنة 1515م جدد السلطان سليم الاول امر والده.
ويذكر جرجي زيدان(5) ان هذه المطبعة نشرت باللغة العبرية بعض الكتب العربية، مثل التوراة العربية ترجمة سعيد الفيومي سنة 1551م، اما المطبعة بالحروف العربية فمؤرخو الدولة العثمانية ومنهم تاريخ جودت يذكر ان الدولة عرفت الطباعة العربية بسعي ابن السفير التركي في باريس، ويدعى سعيد افندي ابن محمد افندي المشهور (بيكرمي سكز جلبي) وقد اصبح سعيد فيما بعد صدرا اعظم وكان قد شاهد المطبعة في باريس وعرف منافعها، وعندما عاد الى الاستانة اتصل برجال الفكر والادباء وفاتحهم في امر انشاء مطبعة، وكان في عاصمة الدولة وقتئذ رجل هنغاري الاصل اعتنق الاسلام وسمى نفسه ابراهيم افندي المجري، كان معروفا بالذكاء والالمعية ولمعرفته الواسعة بالعلوم العلمية والرياضية، وقد حصل على ثقة كبار رجال الدولة ككاتب قدير، فانعمت عليه براتب جزيل يسمى (متفرقة دركاه عالي) فسمي ابراهيم هذا ابراهيم متفرقة نسبة الى تلك المكافأة، وقد عرض سعيد افندي امر المطبعة على ابراهيم متفرقة(6) هذا فرحب بالفكرة وقرر مساعدة من يشرع بتنفيذها مما كان من سعيد افندي الا ان كتب تقريرا بذلك الى صهر السلطان ابراهيم باشا ورجاه ان يسعى في الحصول على الاذن بطبع كتب الحكمة واللغة والتاريخ والطب والهيئة على ان يتعهد بعدم طبع كتب الفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام ونحو ذلك.
وافتى شيخ الاسلام عبدالله سنة 1129 - 1716 م بجواز استخدام المطبعة في العلوم المذكورة، ولم تؤسس المطبعة الا بعد صدور الفرمان السلطاني بالترخيص الى سعيد افندي وابراهيم متفرقة بانشاء مطبعة، وذكرت المصادر ان متفرقة هو الذي سبك الحروف العربية.
نص فتوة اجازة طبع الكتب:
(ما قولكم دام فضلكم في ما يقوله زيد ويدعيه عمرو من انه يقدر على نقش صور كلمات وحروف المؤلفات في العلوم الالية: القواميس والمنطق والحكمة والفلك وجمعها في قالب وطبعها على الورق، واستحصال نسخ كثيرة من هذه الكتب، فهل يجوز له ذلك شرعا، افتونا مأجورين) وقد افتى له بجواز ذلك شيخ الاسلام في ذلك الزمان واليك صورة الفتوى:
(ان زيداً الذي برع في صناعة الطبع اذا نقش صحيحا على الورق فإنه يحصل على نسخ كثيرة من غير عناء وتعب وهذا مما يستوجب رخص اثمان الكتب والمؤلفات ومن ثم تتداولها الايادي وبذلك تعم الفائدة وتشمل كل طبقات الناس وعليه يجوز شرعا الطبع على الوجه المذكور ويستحسن تأليف لجنة لتصحيح الكتب المراد نقشها والله اعلم).
وقد توفى ابراهيم متفرقة سنة 1158 هـ - 1744 م فخلفه ابراهيم افندي القاضي الى ان توفي هذا ايضا فتعطلت المطبعة عشرين عاما لاهمال الحكومة لامرها واعيد فتحها سنة 1198 هـ - 1783م.
هذا ولم يبد سلاطين ال عثمان الاهتمام بالطباعة بسبب الخوف من ان تتشوه او تتحرف الكتب الدينية حتى ان السلطان سليم خان الاول لما جلس على سرير الملك ايد منشور ابيه بايزيد الثاني المنشور سنة 1485م والذي يحظر على رعايا الدولة العثمانية استخدام المطبوعات بامر عال اصدره سنة 1515م ولكن ذلك لم يكن ليحول دون انتشار الطباعة في البلاد العثمانية الا مؤقتاً.
وتعتبر هذه المطبعة اول مطبعة اسلامية نشرت كتبا عربية في الاستانة، واصدرت عام 1728 تاريخ الحاج خليفة (1004- 1067 هـ) بعنوان (تحفة الكبار في اسفار البحار) وهو باكورة مطبوعاتها العربية، اما اشهر المطابع العربية في تلك العاصمة فمطبعة (الجوائب) التي اسسها عام 1861 احمد فارس الشدياق اللبناني ونشر فيها تصانيف عربية جليلة كالجاسوس على القاموس وديوان البحتري وديوان الطغرائي ورسائل الخوارزمي والهمذاني ومنتخبات الجوائب... الخ.
ب ـ باقي البلاد العثمانية
واقدم مطبعة اسلامية عربية في البلد المصري هي مطبعة بولاق الذائعة الصيت انشأها عام 1822 محمد علي باشا رأس العترة المالكة، وقد استغنينا عن تعداد مطبوعاتها الوافرة لانها اشهر من نار على علم، واقدم مطبعة اسلامية عربية في بلاد المغرب اسسها عام 1860 محمد الصادق باشا باي تونس (1860 - 1882) وتعد باكورة منشوراتها جريدة (الرائد التونسي) التي برزت للوجود بتاريخ 20 تموز 1860 (1277 هـ ). وقد كلف الباي المشار اليه مستعربا فرنسيا يقال له منصور كرلتي لاخراج مشروع المطبعة والجريدة الى الوجود.
واقدم المطابع الاسلامية في بيروت (مطبعة جمعية الفنون) التي انشأها سنة 1292 للهجرة (1874م) الشيخ عبدالقادر قباني، ونشر فيها جريدته (ثمرات الفنون) وهي باكورة جميع الصحف الاسلامية في هذه الحاضرة، واول ما طبع فيها كتاب (كشف الارب عن سر الادب) نظم الشيخ ابراهيم الاحدب، وكتاب (اطواق الذهب في المواعظ والخطب) للزمخشري الذي شرحه يوسف الاسير.
333. بواكير المطابع الحجرية في الشرق
يكاد لا يتجاوز عدد المطابع الحجرية في الشرق عدد الانامل، واقدمها عهدا (المطبعة الكاثوليكية) التي اسسها الاباء اليسوعيون في اول تشرين الاول 1848 ببيروت، وتألفت في بداية امرها من مطبعة حجرية صغيرة، ثم اضاف اليها مؤسسها ادوات خشبية للكبس والخياطة والتجليد صنعها فرديناند بوناجينا (ت 1860) احد رهبانهم الايطالي الاصل، ومن اقدم مطبوعاتها براءات بابوية وديوان المطران جرمانس فرحات امثال لقمان الحكيم، ولما استحضر الاباء اليسوعيون عام 1854 مطبعة عربية على الحروف اهملوا المطبعة الحجرية. فارسلوها الى مدرستهم في غزير حيث طبعوا كتاب (نخب الملح وغرة المنح) وجددوا فيها طبع (امثال لقمان الحكيم).
وثانية المطابع الحجرية انشأها الشاعر اللبناني صاحب السيف والقلم حنا بك الاسعد (1820 - 1897) المنتمي الى ال ابي صعب وهم من مزرعة بيت ابي صعب في البترون(7)، وقد نشر فيها سنة 1853 بخطه الجميل شرح المعلقات للزوزني واتخذ مركزا لها قصر (بتدين) دار الامارة اللبناني في عهد الامير بشير الكبير (1788 - 1840). وكان حنا بك الاسعد متوليا الكتابة في ديوان الامير المباشر اليه باللغتين العربية والتركية، وقد ذهب في خدمته الى مالطة والاستانة ولم يرجع الى لبنان الا في سنة 1849 اي قبيل وفاة مولاه الامير الكبير (ت 1850). وقد وصفه احد الشعراء بهذين البيتين:
لحنا قد اقر العرب طراً بفوز بالسباق لدى الرهبان
له شهد اليراع بحسن خط كما سجد الحسام مع السنان
ومن اسماء بعض اوائل المطبوعات التي طبعت في المشرق العربي
1. المزامير - عمودين سرياني فعربي - دير مار قزحيا - لبنان 1610.
2. الانجيل - حلب 1706.
3. مزامير داود - حلب 1706.
4. ميزان الزمان - مطبعة الشوير - لبنان 1733.
5. البرهان الصحيح في حقيقة السيد المسيح - الشماس عبدالله الزاخر 1764، طبع في مطبعة مار يوحنا الصابغ بالشوير في لبنان وقد الفه في حلب سنة 1731 كما ورد في ص 6 من الكتاب نفسه اي قبل قليل من مغادرته حلب الى لبنان.
6. معجم عربي - ايطالي - المطبعة الاهلية - بولاق - مصر 1822.
7. بحث المطالب اليسوعية تأليف جرمانيوس فرحات/ المطبعة الاميركية - مالطة ثم في بيروت 1836 م وقد اعادت المطبعة اليسوعية في بيروت طبعه سنة 1865.
8. فصل الخطاب في اصول لغة الاعراب الشيخ ناصيف اليازجي، ط1 في 168 صفحة بيروت 1836، وتوجد في خزانتي نسخة من هذه الطبعة القديمة ط2 في 255 صفحة منقحة بيروت 1866.
9. مطالع شموس السير في وقائع كارلوس الثاني عشر - فولتير - ترجمة محمد مصطفى - بولاق 1843.
10. مختصر التعليم المسيحي - بالايطالية والعربية - القدس 1847.
11. مجمع البحرين - ناصيف اليازجي - المطبعة الاميركية - بيروت 1850.
12. الملكة سمير اميس (مسرحية) مطبعة القديس جاورجيوس - بيروت 1851.
13. شرح المعلقات للزوزني - طبع حجر - مطبعة بيت الدين ودير القمر - لبنان 1853.
14. مصباح الطالب في عبث المطالب - المعلم بطرس البستاني - بيروت 1854.
15. مجموع الادب في فنون العرب - الشيخ ناصيف اليازجي - بيروت 1855.
16. اخبار الاعيان في جبل لبنان - طنوش شدياق 1859.
17. مقامات السيوطي - شهاب الدين السيوطي - طبع حجر - مصر 1858م - 1275هـ.
18. ديوان ابي الطيب المتنبي - ضبطه وعلق حواشيه المعلم بطرس البستاني - بيروت المطبعة السورية 1860.
19. كتاب الصرف وكتاب النحو - المعلم بطرس البستاني - بيروت 1862.
20 - حديقة الافراح لازالة الاتراح - احمد بن محمد الانصاري - مصر 1865م - 1282 هـ.
21. جنيفاف - تعريف ميخائيل جهشان - المطبعة الوطنية بيروت 1865.
22. الجمانة في شرح الخزانة - الشيخ نصيف اليازجي - بيروت 1866.
الهوامش:
(1) للمزيد راجع كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين/ تأليف الفيكنت فيليب دي طرازي/ المجلد الثالث، ص 862.
(2) اطرب الشعر واطيب النثر، للاب شيخو، قسم2، صفحة 193.
(3) للمزيد راجع الملحق (7) من هذا الكتاب، الخاص بأوائل الصحف في العالم العربي والغربي.
(4) ربما تكون المطبعة التي انشأها والي بغداد داوود باشا في نفس التاريخ والتي تم فيها طبع جرنال العراق.
(5) للمزيد راجع تاريخ اداب اللغة العربية الجزء الرابع، ص 44.
(6) يقول مصطفى جواد عنه (عرف عند الغربيين بـ (ابراهيم بصمجي) كان عاقلا ذكيا عالي النفس عالما بالصناعة والطباعة والاداب وكان يجيد الفرنسية والايطالية والتركية واسس اول مطبعة في الاستانة، طبعت ستة عشر كتابا في اللغة والتاريخ من اهمها (كلشن خلفا) و(تاريخ تيمورلنك) وكلاهما للمؤلف نفسه وطبع (صحاح الجوهري) و(فرهنك شعوري) بالفارسية، وتواريخ الدولة العثمانية لمؤلفين رسميين، للمزيد راجع العزاوي، الجزء الخامس، تاريخ العراق بين احتلالين، ص 312، من اوراق رفعت عبدالرزاق (رسائل مصطفى جواد سنة 1938).
(7) للمزيد راجع كتابنا مباحث في اوائل المطبوعات.
(1) للمزيد راجع كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين/ تأليف الفيكنت فيليب دي طرازي/ المجلد الثالث، ص 862.
(2) اطرب الشعر واطيب النثر، للاب شيخو، قسم2، صفحة 193.
(3) للمزيد راجع الملحق (7) من هذا الكتاب، الخاص بأوائل الصحف في العالم العربي والغربي.
(4) ربما تكون المطبعة التي انشأها والي بغداد داوود باشا في نفس التاريخ والتي تم فيها طبع جرنال العراق.
(5) للمزيد راجع تاريخ اداب اللغة العربية الجزء الرابع، ص 44.
(6) يقول مصطفى جواد عنه (عرف عند الغربيين بـ (ابراهيم بصمجي) كان عاقلا ذكيا عالي النفس عالما بالصناعة والطباعة والاداب وكان يجيد الفرنسية والايطالية والتركية واسس اول مطبعة في الاستانة، طبعت ستة عشر كتابا في اللغة والتاريخ من اهمها (كلشن خلفا) و(تاريخ تيمورلنك) وكلاهما للمؤلف نفسه وطبع (صحاح الجوهري) و(فرهنك شعوري) بالفارسية، وتواريخ الدولة العثمانية لمؤلفين رسميين، للمزيد راجع العزاوي، الجزء الخامس، تاريخ العراق بين احتلالين، ص 312، من اوراق رفعت عبدالرزاق (رسائل مصطفى جواد سنة 1938).
(7) للمزيد راجع كتابنا مباحث في اوائل المطبوعات.
aslan oglu- Üst çavuş
- عدد الرسائل : 237
العمر : 47
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 14/04/2008
رد: الطباعة والطابعة في العهد العثماني
بواكير المطابع النصرانية في الشرق
يذكر الاستاذ دي طرازي(1) بصدد بداية الطباعة العربية في الشرق انه اذا انتقلنا من البحث عن المطابع العربية في الغرب الى البحث عنها في الشرق قلنا ان جبل لبنان هو السباق الى ذلك، اذ فيه تأسست اول مطبعة عربية، وامتدت الطباعة بعد ذلك الى سائر انحاء الشرق كسوريا ومصر وفلسطين والعراق وما بين النهرين وغيرها، فاقدم مطبعة برزت للوجود في الشرق هي مطبعة دير قزحيا بلبنان، وقد نشرت عام 1610 كتاب (المزامير) في حقلين متقابلين: احدهما في اللغة العربية بحروف كرشونية والاخر في اللغة السريانية.
يذكر الاستاذ دي طرازي(1) بصدد بداية الطباعة العربية في الشرق انه اذا انتقلنا من البحث عن المطابع العربية في الغرب الى البحث عنها في الشرق قلنا ان جبل لبنان هو السباق الى ذلك، اذ فيه تأسست اول مطبعة عربية، وامتدت الطباعة بعد ذلك الى سائر انحاء الشرق كسوريا ومصر وفلسطين والعراق وما بين النهرين وغيرها، فاقدم مطبعة برزت للوجود في الشرق هي مطبعة دير قزحيا بلبنان، وقد نشرت عام 1610 كتاب (المزامير) في حقلين متقابلين: احدهما في اللغة العربية بحروف كرشونية والاخر في اللغة السريانية.
واول مطبعة عربية انتجت في الشرق كتبا عربية بحروف عربية هي المطبعة التي جلبها الى حلب بطريرك الروم الملكيين اثناسيوس الثالث (1685 - 1724) من آل دباس، فانه سافر عام 1698 واحضر تلك المطبعة من بكرش (بخارست) الى حلب، ثم نشر فيها عام 1706 كتاب الانجيل مزينا بصورة الانجليين الاربعة(2)، وبعد مطبعتي قزحيا وحلب قامت مطبعة دير الشوير بلبنان، اسسها وحفر حروفها الشماس عبدالله زاخر (1680 - 1748) العلامة النابغة، وكان باكورة مطبوعاتها كتاب (ميزان الزمان) سنة 1734 وقد اتيح لنا ان تعهدنا هذه المطبعة القديمة التي توقفت عن العمل (والكلام للاستاذ طرازي)، فاعجبنا حرص الرهبان على صيانة مطبوعاتها وجميع ادواتها وعلى حفظها سالمة دون ان يفقد شيء من بقاياها، وهي مرتبة في غرفها الاصلية ترتيبا تاما يستوجب الثناء على القائمين بحراستها، ورابع مطبعة عربية عرفها الشرق هي مطبعة القديس جاور جيوس للروم الارثوذكس ببيروت، انشأها الشيخ يونس نقولا جبيلي المشهور بابي عسكر (ت 1787) وكان ذا ثروة واسعة ونفوذ عظيم لدى الجزار، واول ما نشرته هذه المطبعة هو كتاب المزامير فالسواعية فالفنادق سنة 1751، وخامس مطبعة في الشرق انشئت في الاسكندرية سنة 1800 في اثناء الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال نابليون بونابرت، وبها طبعت جريدة (التنبيه) بتاريخ 6 كانون الاول سنة 1800 وهي باكورة جميع الجرائد العربية في العالم اجمع (3).
اما سادس مطبعة عربية في الشرق فقد جلبها عام 1816 (4) من لندن الى دير الشرفة بلبنان المطران بطرس جروة الذي نصب بعد ذلك بطريكا انطاكيا (1820 - 1851) على السريان الكاثوليك ومن مطبوعاتها العربية كتاب (مجمع الشرفة المعقود) سنة 1888 وكتاب (المباحث الجلية في اليترجيات الشرقية والغربية) للبطريرك اغناطيوس افرام رحماني.
اما سادس مطبعة عربية في الشرق فقد جلبها عام 1816 (4) من لندن الى دير الشرفة بلبنان المطران بطرس جروة الذي نصب بعد ذلك بطريكا انطاكيا (1820 - 1851) على السريان الكاثوليك ومن مطبوعاتها العربية كتاب (مجمع الشرفة المعقود) سنة 1888 وكتاب (المباحث الجلية في اليترجيات الشرقية والغربية) للبطريرك اغناطيوس افرام رحماني.
aslan oglu- Üst çavuş
- عدد الرسائل : 237
العمر : 47
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 14/04/2008
رد: الطباعة والطابعة في العهد العثماني
إن قصة تأخر دخول الطباعة إلى بلاد المسلمين تدل على مدى تحجر المؤسسة الدينية في ذلك الوقت , وهذا الأمر يجب أن ننتبه إليه ونحذر من أخطاره
مواضيع مماثلة
» قصيدتان من العهد الصفوي
» الفن العثماني
» التراث العثماني حولنا
» تاريخ العرب في الأرشيف العثماني
» تركيا تودّع العثماني الأخير
» الفن العثماني
» التراث العثماني حولنا
» تاريخ العرب في الأرشيف العثماني
» تركيا تودّع العثماني الأخير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى