أسطورة شو
+2
pars
Aktay Türkmen
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة شو
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أسعد الله أوقاتكم أخواتي وإخوتي الأعزاء أعضاء منتدى تركمان سوريا، أود بدايةً أن أبارك لكم شهر رمضان الفضيل أعاده الله علينا وعلى وطننا وأمتنا التركية والإسلامية جمعاء بكامل البركة والخير العميم، اللهم آمين... كما أود أن أهدي هذه الأسطورة الرائعة (أسطورة شو التركمانية) أحد أساطير تاريخنا التركي العظيم إلى أخي العزيز أبو بكر بَرَق المحترم شاكرين له كل ما يبذله من جهود تنحني لها الهامات.. أدامه الله وحفظه وسدد له خطاه
مع خالص محبتي واحترامي للجميع
دمشق، مساكن برزة، آقطاي توركمان
السبت 30/08/2008
أسطورة شو
نقلها إلى العربية
آقطاي توركمان
Aktay82@yahoo.com
كان هنالك قلعةٌ تدعى قلعة شو، وتقع تلك القلعة بجوار مدينة بلاسغون، وقد تم إنشاء تلك القلعة من قبل خاقانٍ شاب يدعى شو، كما كان للخاقان شو قصر داخل مدينة بلاسغون، وما بين القلعة والقصر امتلك الخاقان الشاب جيشاً من أكبر وأقوى جيوش ذلك العصر، كانت المدينة ثريّةً، وفي كلّ يوم كان ثلاثمائة وخمسٌ وستون من قادة الجيش والأمراء يتناوبون في القصر الخاقاني.
وقد توافقت هذه الأحداث مع خروج الملك المقدوني المشهور (إسكندر المقدوني) لغزو الشرق، تقدم الملك المقدوني في آسيا ليتوغل في قلب فارس (إيران) استطاع الملك المقدوني هزيمة جميع الجيوش التي واجهته كما استطاع السيطرة على مساحاتٍ واسعة من البلاد، وصل إسكندر المقدوني حتى سمرقند وتجاوزها ليبدأ بالتقدم في بلاد الترك.
في تلك الأثناء انطلق مخبري الخاقان الشاب (شو) ليخبروا الخاقان شو عن توجه الإسكندر المقدوني نحو مدينة بلاسغون وقلعة شو، فقالوا له:
الملك الذي يدعى إسكندر، أتى مع جيشه من الغرب وبدأ الاقتراب نحونا لقد أخضع ذلك الملك جميع البلاد التي واجهته وسواها الأرض، فماذا تأمروننا يا جلالة الخاقان؟ هل سنحاربه..؟.
بدا على الخاقان وكأنه لم يأبه لما قاله المخبرين، لأن الخاقان كان قد أعد مسبقاً أربعين فارساً شجاعاً وأرسلهم إلى ضفاف نهر (هوجند) ليقوموا بالاستطلاع ولأن تمركز الفرسان على ضفاف نهر هوجند كان بشكل سريّ ومموه فلم يكن مخبري الخاقان على علم بذلك، لذا استغربوا كثيراً من عدم تأثر أو انزعاج الخاقان من الخبر الذي أحضروه إليه، لقد كان قلب الخاقان مرتاحٌ للغاية.
كان للخاقان حوض مصنوع من الفضّة، صنع ذلك الحوض على أيدي أبرز المهرة والحرفيين، وكان يمكن نقل ذلك الحوض إلى أي مكانٍ يرغبه الخاقان، ولهذا السبب فقد كان ذلك الحوض يرافق الخاقان دوماً حتى ولو خرج إلى الحرب، وحيث يستقر في مكان لأخذ قسطٍ من الراحة، كان يأمر فيُملئ الحوض بالماء، ويأمر فيتم إحضار البطّ والإوز إلى الحوض الفضي المملوء بالماء، كان يحب اللهو مع البطّ والإوز، كان الجلوس والاستمتاع بمشاهدة البطّ والإوز وهم يسبحون داخل ذلك الحوض يدخل الراحة إلى قلب الخاقان، وأثناء جلوسه واستراحته كان يرتب الخطط الحربية ويفكر بمستقبل شعبه.
وعندما أتى مخبري الخاقان مرّة أخرى، كان الخاقان مازال جالساً يستمتع بمشاهدة البط والإوز وهم يسبحون داخل الحوض، سأل المخبرون الخاقان /كيف تأمرون..؟ هل سنقوم بمحاربة الإسكندر..؟./ ووقفوا ينتظرون الإجابة، وأثناء انتظارهم الإجابة طلب الخاقان منهم أن ينظروا إلى الحوض وما فيه من إوزّ وبط، وقال لهم: هل ترون جمال الإوز والبط وهو يسبح في الحوض..؟ انظروا إليهم كيف يغطسون في الماء ويخرجون.
نظر المخبرون إلى الخاقان مستغربين منه ما قال، ونظروا إليه نظرة شكّ، فكروا ضمنياً وقالوا في أنفسهم، /على ما يبدو أن الخاقان ليس على استعداد ولا يدري بما ينبغي فعله/.
وفي هذه الأثناء كان الإسكندر قد عبر نهر هوجند، والوقت كان يقترب من منتصف الليل، كان على ضفاف نهر هوجند الأربعون فارس الذين يعتمد عليهم الخاقان يقومون بالدوريات المعتادة، رؤوا في تلك الأثناء جيوش الإسكندر قاموا وبسرعة البرق بامتطاء خيولهم والمجيء إلى قلعة شو، أخبروا الخاقان في وقتٍ متأخر من الليل بأن الإسكندر قد عبر نهر هوجند متقدّماً نحو مدينة بلاسغون.
الخاقان الذي لم يرتعش له جفن أثناء سماع الأخبار من المخبرين، قام بعد إبلاغه من قبل فرسانه بالأخبار بإعطاء أمر بقرع طبول الهجرة وأخذ الشرق وجهةً لطريق هجرةٍ سريعة.
لقد فاجئ هذا الأمر الشعب , خاف الشعب وذلك لأن الخاقان ( كما اعتقد الشعب) لم يكن جهز لأي شيء من هذا القبيل في نهار اليوم عينه فكيف له أن يعلن الهجرة في هذا الوقت المتأخر من الليل؟.
جمع الشعب ما كان في متناول يده, وامتطوا على ما وجدوه من خيول و لحقوا بالخاقان نحو طريق الهجرة, وعندما حل الصباح أصبحت المدينة خاوية على عروشها, كانت تظهر من بعيد على أنها فارغة تماماً كالسهل الأجرد ورغم أن جميع أفراد الشعب قد تبعوا الخاقان شو, فإن أثنين وعشرين فارساً لم يجدوا ما يمتطوه فقاموا بالالتجاء إلى قلعة شو ومكثوا فيها.
هؤلاء الاثنان وعشرين فارساً وأثناء تفكرهم بما ينبغي عليهم القيام به, انضم إليهم شخصين آخرين كانا قد جمعا أمتعتهما ووضعوها على أكتافهما, كانا مرهقين من تلك الأمتعة لكن لم يبدو عليهم الرغبة في الوقوف, نصح عشرون من الفرسان هذين الشخصين بالبقاء مثلهم في القلعة علاوة على أنهم قد أخبروهما أن الإسكندر لا يستطيع المكوث هنا فترة طويلة وسيعود من حيث أتى عاجلاً أو آجلاً خاصة أن هذه الأرض هي وطننا نحن وستبقى لنا.
قبل الشخصان البقاء و أصبح اسمهما (قالاج) وبات أولاد وأحفاد هذين الشخصين يسمون (قالاجي),
لكن هذين الشخصين لم يثبتا كما الاثنان والعشرون الآخرين وقررا المغادرة فيما بعد ولم يلقيا الإسكندر.
جاء الإسكندر و لقي الاثنان والعشرون فارساً وعندما رآهم قال لهم (ترك مانند) أي أنهم أشباه الترك ولهذا السبب فإن من انحدر من سلالة الاثنين وعشرين فارساً هؤلاء بات يطلق عليهم اسم التركمان.
فيما لا يطلق على سلالة الشخصين اللذين غادرا المجموعة اسم (تركمان), لذا بات الترك يطلقون على الاثنان والعشرين عشيرة من الأربعة والعشرين اسم التركمان فيما لم يطلق على العشيرتين الباقيتين هذا الاسم, بل باتوا يعرفون باسم (قالاج).
وكان في تلك الأثناء قد وصل الخاقان شو إلى حدود الصين و عندما وصل الخاقان شو إلى إقليم الأتراك الأيغور المحاذي للصين, رأى بأنه بات قادرا على مواجهة الإسكندر وجهاً لوجه و ذلك لسببين:
أنه ابتعد عن مركز قوة الإسكندر وأصبح قريبا من إخوانه الأتراك الأيغور, لذا أصبح أقوى من الإسكندر.
قام الخاقان شو بتقسيم جيشه وانتقى الشباب منهم في مجموعة خاصة و أراد إرسالهم لمقاتلة الإسكندر فاعترض الوزير على إرسال مجموعة الفتيان هذه, وذلك لعدم وجود أي شخص كبير في السن وذو تجربة بينهم، خاصة وأن إخفاق هذه الفرقة سيكون لها عواقب وخيمة, رأى الخاقان شو الصواب في رأي وزيره وقام بتعيين قائد للفرقة ذو تجربة وعمر متقدّم.
التقت هذه الوحدة من الجنود مع الوحدة التي كان الإسكندر قد أرسلها, فقام الأتراك بمهاجمة جيش الإسكندر ليلاً وسالت في هذه المعركة الكثير من الدماء ولكن القضية كانت قضية حياة أو موت.
استطاع الفرسان الأتراك هزيمة جند الإسكندر وقام أحد الفرسان الأتراك بضرب أحد جند الإسكندر بضربة سيف شطرته إلى قسمين من الأعلى إلى الأسفل, سقطت على أثرها النقود الذهبية التي كانت مربوطة على خصر الجندي التابع لجيش الإسكندر في دمائه، ومع بزوغ صباح اليوم التالي وأثناء توجه الشمس نحو كبد السماء بدأت النقود الذهبية باللمعان و قد رأى الفرسان الأتراك لمعان الذهب في الدم فبات كل منهم ينظر للآخر ويقول :
( ألتون قان .. ألتون قان ) أي دم ذهبي .. دم ذهبي.
ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا أصبح الجبل المحاذي لساحة المعركة يعرف باسم جبل (آلتون قان), وبعد هذه المعركة لم يتحارب الإسكندر مع الخاقان شو وعقد معه اتفاقية سلام, وكانت اتفاقية السلام تلك تحتوي على بنود ترضي الطرفين، فبدأ الأتراك ببناء المدينة تلو الأخرى وأسكنوا فيها الأتراك الأيغور أولاً وشعوبا تركية أخرى, فيما عاد الخاقان شو إلى مدينة بلاسغون ورمم قلعة شو وزاد من تحصيناتها وطور المدينة وبعد ذلك قام بوضع رصد سحري للمدينة و القلعة, ولقوة هذا الرصد لم يبقى شخص إلا و سمع به وحتى طير اللقلق كان عندما يصل إلى المدينة لا يستطيع أن يتجاوزها وأن يذهب إلى ما بعدها ولم يستطع بعد ذلك أحد أن يتخطى تلك المدينة.
المصدر:
İslamlık O'ncesi Türk Tarihi Destanları
أساطير التاريخ التركي قبل الإسلام
Aktay Türkmen- Baş çavuş
- عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
رد: أسطورة شو
الشكر كل الشكر لك اخي اقطاي على هذه الترجمة الكافية والوافية لاسطورة رائعة نفخر بها نحن كشعب تركي
رد: أسطورة شو
عودة رائعة استاذي أقطاي تركمان أوغلو , وعتبي عليك لأنك قطعت اخبارك عني .
اود أن اذكر أن هناك عوائل تركستانية في الحجاز تعود نسبتهم الى مدينة خوجند ولقبهم هو الخجندي مما يعني وجود هذه المدينة الى يومنا الحاضر
اود أن اذكر أن هناك عوائل تركستانية في الحجاز تعود نسبتهم الى مدينة خوجند ولقبهم هو الخجندي مما يعني وجود هذه المدينة الى يومنا الحاضر
رد: أسطورة شو
ماأحلى الرجوع إليك باحثنا العظيم أقطاي
والهامات تنحني لأمثالكم
والهامات تنحني لأمثالكم
أبوبكر برق- Üsteğmen
- عدد الرسائل : 637
العمر : 56
الموقع : حمص - باباعمرو
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
رد: أسطورة شو
الله يعطيك ألف عافية استاذ أقطاي و شكرا على جهودك .
turan- Ast çavuş
- عدد الرسائل : 99
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
رد: أسطورة شو
اسطورة قمة في الروعة و المتعة , مشكور اخ اقطاي
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى