الإسكيت ( iskitler )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الإسكيت ( iskitler )
الإسكيت ( iskitler ):
تعد منطقة تنغري داغلاري و فرغانة و كاشغر في تركستان الموطن الأصلي لشعب الاسكيت حيث هاجروا في القرن السابع قبل الميلاد نحو الغرب و بدء اسمهم بالظهور في القرن الثالث قبل الميلاد في أنحاء أوروبا.
تم العثور على بعض اللقى الأثرية العائدة للاسكيت اثناء الحفريات التي جرت على مقربة من مدينة ألمه اتا القزقية ( الكازاخستانية) و كان من أهم المكتشفات الاثرية انية كتب عليها بأحرف تتشابه بشكل كبير مع الحروف التركية الأورخونية الينسائية حيث اخرجت هذه الانية من احد القبور العائدة للفترة الاسكيتية , وتم في عام 1970 م قراءة ما كتب على هذه الانية من قبل الباحث سليمانوف على الشكل التالي :
Xan uya üç otuzı yok boltı utıgsa tozıldı
يقابلها بالتركية :
Hanın üç oğlu yırmıüç yaşında yok olup adı sanı da yok oldu
والتي تعني " توفي أبناء الملك الثلاثة في عمر الثالثة و العشرين و بوفاتهم اندثر اسم الشعب و شهرته".
ومن خلال النظر الى اسماء الاشخاص لدى الاسكيت نستطيع ان نلاحظ التقارب مع التركية فاسم Karthasis على سبيل المثال وهو اسم أخو الملك الإسكيتي ( والرأي عائد ل Heredot ) ويقابله بالتركية Kardeş أي الأخ.
وبالنظر الى الطبيعة السيسيولوجية ( نظام التعايش الاجتماعي ) التي عاشها الاتراك لا نجد حصول اختلافات كبيرة في انماطهم الحياتية شرقا و غربا فسيسيولوجيا الإسكيت على الحدود الأوروبية غربا هي نفسها الهونية على الحدود الصينية شرقا فالأنماط المعيشية في السهوب التركية ( Türk bozkırlarında ) قلما تختلف سواء كانت شمال البحر الأسود ( Kara Denız ) أم شمال بحر الخزر ( Xazar denızı ) أو حتى في قلب منغوليا و تركستان فجميعهم كانوا يقطنون بخيام دائرية قبابية و تسمى ( otağ ) وتصنع من اللباد ( keçe ) و يشربون القمز ( Kimiz رائب لبن الخيل المخمر ) ويجففون اللبن ليحصلوا على اللبن المخثر (Kurut ) علاوة على ان التقارب لم يكن محصورا في الناحية السيسيولوجية فحسب بل تعداها الى الناحية الفيزيولوجية فقد وصف المؤرخون اليونان سمات و صفات الشعب الاسكيتي بكثرة إضافة الى رسم فنانيهم لوجوه و اجساد الاسكيت على المزهريات التي كانوا يصنعون , و بالمقارنة مع الشرق نرى كيف قام المؤرخون الصينيون بوصف الهون و سماتهم و قيام الفنانين الصينيين برسم وجوه الهون, وبالنتيجة نرى بأن ما رسم من قبل الفنانين اليونان متشابه الى حد بعيد مع ما رسمه الفنانون الصينيون , فالوجوه الاسكيتية على المزهريات اليونانية ستذكرنا حتما بالهون و الكوك ترك و المغول على الرسومات الصينية.
واذا أجرينا مقارنة في العادات و التقاليد (Gelenekler ) بين الاتراك الاسكيت و الاتراك الهون فسنجدها يكادا يدنوان الى التطابق, مما يدل فعليا ان منشأ ثقافة الشعبين واحدة , و مثال ذلك ان الفرسان و النبالة الهون و الاسكيت ( ıskıt ve hun okçu atlıları ) كانوا يرتدون البناطيل ( em ) والجزم (Edik ) ويستخدمون ركاب السرج ( Üzengı ) كما ان طقوس دفن الاموات الموجودة لدى الاسكيت هي نفسها الموجودة لدى باقي الترك و المغول فالموت عندهم شرف للشخص المتوفى وعند الدفن تقدّم خيول الميت و خدّامه كأضاحي لتدفن مع الميت وعندما يموت الملك يحفر قبره ( Kurgan ) على شكل مربع حيث يوضع جسده بعد ان يحنط على عربة و يحلق المشاركون في مراسم الدفن ( Gömme törenı ) رؤوسهم من الاطراف و يتم قص شحمتا أذن الملك لتنزل معه في نفس القبر كما يتم دفن بعض الاشياء المتعلقة به معه , و قد لوحظ وجود جميع هذه العادات التركية أثناء التنقيب في مقابر الاسكيت حيث تم الكشف في مقابرهم عن اجساد محنطة , كما تم استخراج عشرات الخيول التي زينت اذانها بتويينات مختلفة , وقطعت اذنابها (Kuyruklari) و أعرافها (Yerleri ) وهذه هي مدلولات الحداد (Yas ) في العادات التركية القديمة , الحادثة التي ستذكرنا بجنازة سليمان بيك بن احمد بيك ( والأخير هو الاخ الاكبر للسلطان ياوز سليم العثماني) المتوفى عام 1513 م , حيث أخرجت أمام الجنازة خيول مقطوعة الاذناب و قد افلبوا سروجها و كسروا اقواسه ووضعوها مع عمامته على نعشه و كانت هذه عاداتهم في الجنائز , الامر الذي يؤكد استمرار هذه العادات اللتركية القديمة حتى العهد العثماني.
تقديم القرابين لدى الاسكيت ( iskitler'de adak sunmak ):
عند قيام أحد أبناء الاسكيت بتقديم أضحية او قربانا (adak) للرب كان يربط الارجل الامامية للاضحية و يقوم بالوقوف خلف الاضحية ممسكا الحبل الذي ربط به الارجل الامامية للاضحية ثم يقوم بسحب الحبل ليوقع الاضحية أرضا و بعد وقوعها يقوم بالدعاء لله , ويقوم بلف الحبل على عنق الضحية مدخلا عصا بين الحبلين , وعند إدارة العصا يشد الحبل على عنق الضحية فتختنق , ليقوم بسلخ الاضحية و طبخ لحمها.
وبحسب ما روى ( Heredot ) كان للاسكيت قسما للتأخي ( قانداشلاشماق Kandaşlaşmak ) , فكانوا يضعون الشراب داخل كأس من الفخار و يقومون أثناء القسم بتشطيب أجسادهم بواسطة الة حادة و ملىء الكأس الذي وضعوا به الشراب دما , ثم يقومون بتغطيس أطراف سيف عريض و رؤوس سهامهم و فأس داخل هذه الدم المسال و بعد دعاء طويل يأتي القسم الذي سيؤاخي بين الطرفين و بعدها يتم شرب الشراب ( Kimiz ) الذي امتزج بالدم (Kan) .
وبناء على ذلك أكد الباحث زكي وليدي طوغان على تركية الاسكيت , حتى ان اسم الاسكيت هو دمج لكلمة Saka وهم قبيلة تركية و حرف ال t الذي يعبر عن ملحق الجمع لديهم.
عاش الإسكيت ابتداء من المئة الثامنة قبل الميلاد و توسعوا في اسيا و اوروبا و تقدموا بين اعوام 750 – 700 ق.م ليعبروا نهر الاورال و يتقدموا نحو روسيا و بنو دولة حكمت مساحات شاسعة لكنها استخدمت طريقة الحكم المركزي الذي كان مركزه تركستان, و نستطيع قراءة ذلك في الادبيات التركية و الفارسية حيث سيمر معنا في الادبيات التركية اسم تونكا الب ار (Tunğa alp er) المعروف في الادبيات الفارسية باسم أفراسياب و الذي يعتبر من الابطال الاسطوريين في التاريخ التركي حيث شهد الاسكيت في عهده فترة من الازدهار و النمو فبنيت في عهده مدن في التركستان أهمها طهمورث ( القهندر Kunduhur) ومرو ( Merv) كما قامت ابنته ( قاز Kaz ) ببناء مدينة قزوين وأصل هذه التسمية ( قاز أيني Kaz oyunun ) أي ملعب قاز , وبنت قلعة بوادي إيلا (ila ) فسمي الوادي باسمها ( قاز سفي Kaz suyu ) أي ماء قاز , كما كانت مدينة قم و التي تعني بالتركية الرمل من احب المدن للأميرة قاز , و التي قتل زوجها سياوش في مدينة دزروبين و معنى اسمها مدينة و قلعة و التي سميت فيما بعد ينكند (Yenkend ) وتقع هذه قرب بخارى , كما بنى برسغان بن ألب أر تونكا مدينة سميت على اسمه ايضا ( برسغان Bursağan ) , وبنى بارمان بن ألب أر تونكا مدينة سميت على اسمه ايضا (Barman ) , وتقول الروايات و الأساطير و التركية أن تونكا ألب أر هو جد الملوك الأتراك و كبيرهم , ومن أهم ما قاله مخاطبا أحد الرعاة عندما لم يحييه أثناء عبوره و إنني أوردت هذه الابيات تماما كما جاءت في التركية القديمة:
كوروب نيجيك قاجماديك * يمار سوفيك كه جمه ديك
تفارلاريك سه جمه ديك * يسين سه ني أربوري
تفارلاريك سه جمه ديك * يسين سه ني أربوري
وتعني : رأيتني فلماذا لم تهرب * عن طريق اجتياز نهر يمار * أو لم تنتقي أفضل ما عندك من الحلال لتهديني اياه * اذهب فلتأكلك الذئاب.
وقد قيل في التعبير عن الحزن بسبب وفاته:
ألب أر تونكا الديمو * ايسيز أزون قلديمو
أذلك أوجن ألديمو * أمدي يرك يرتلور
أذلك أوجن ألديمو * أمدي يرك يرتلور
وتعني:
هل مات الملك ألب أر تونكا ( أفراسياب) , وبقي هذه العالم السيئ دونه , وهل أخذ الزمان ثأره منه و لقد حان الأن الوقت كي يتقطع الفؤاد حزنا عليه.
كما كان لتونكا ألب أر أثرا واضحا في الثقافة الفارسية حيث شغل مكانة كبيرة في ملحمة الشاهنامه ( كتاب الملوك) الذي وصف الحروب و المعارك التي كانت تدور رحاها بين الترك و الفرس.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: الإسكيت ( iskitler )
أكثر من رائع دكتور
لك ألف شكر على هذه المعلومات القيمة
تقبل مروري
لك ألف شكر على هذه المعلومات القيمة
تقبل مروري
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى