تلعفر : بوش يراها نموذجا

..وأهلها يعتبرونها مدينة أشباح

لكن الكثير من سكان البلدة يجدون من الصعب عليهم الاتفاق معه في الرأي، فهم يشتمون رائحة الموت في كل أرجائها.

فبعدما <<حررت>> قوات الاحتلال الأمريكية البلدة من <<إرهابيي القاعدة>> في عدوان شنته على المدينة العام الماضي، أصبحت قوات الأمن العراقية، التي شكلت أساسا من الشيعة، هي مصدر القلق بالنسبة لسكانها.

وقالت فاطمة محمد علي (38 عاما)، وهي من الأقلية الشيعية التركمانية في تلعفر وتعمل مدرسة، <<عندما نتوقف عند نقطة تفتيش يسألوننا ما إذا كنا سنة أم شيعة. هذا أمر يبعث على القلق. نحن شعب واحد ولم ننقسم من قبل قط>>.

وقال عامل يدعى علي ابراهيم، من الشيعة التركمان أيضا، <<أقول أن بوش كاذب مئة في المئة لان مدينة تلعفر أصبحت مدينة أشباح وليست النموذج الذي يتحدث عنه بوش>>.

وقال تركماني سني يدعى رأفت احمد (35 عاما) <<في الوقت الذي أتحدث فيه الآن، يحاصر الجيش الأمريكي والعراقي منطقتنا. اذا غادرنا منازلنا قد يلقى القبض علينا>>.

وغالبية سكان تلعفر البالغ عددهم 250 الف شخص من اصول تركمانية، نصفهم من السنة والنصف الاخر من الشيعة. اما الباقون فهم من العرب السنة.

وقال سكان البلدة إن نشر قوات من أصول كردية في البلدة يعد أيضا مصدرا للتوتر. وقال متقاعد يدعى عبد الكريم العنيزي (60 عاما)، وهو من التركمان الشيعة، <<اي شخص يقول ان تلعفر هادئة وآمنة لا يعرف في الواقع شيئا لان الحقيقة انها غير امنة حتى في داخل منازلنا لأننا لا نعرف متى سيلقى القبض علينا>>.

ويصب البعض جام غضبهم على القوات الأ***كية التي طردت المسلحين. وقال أستاذ جامعي يدعى حسين محمود، من التركمان الشيعة، <<الوضع في تلعفر يتدهور ورائحة الموت في كل مكان. الناس لا يعرفون ابدا لماذا يقتلون. إنهم يعرفون فحسب أن الأمريكيين هم السبب في معاناتهم>>.
وادى سقوط قذيفة هاون أمس إلى إصابة ستة أطفال كانوا يلعبون في احد شوارع البلدة. وقالت الشرطة انه لم يتضح من الذي أطلق القذيفة.