علاقة السومريون بالتركمان منذ الازل
صفحة 1 من اصل 1
علاقة السومريون بالتركمان منذ الازل
علاقة السومريون بالتركمان منذ الازل
---1 البداية
في البداية وقبل الغوص في اعماق التاريخ الشائك لابد ان نقف وقفة قصيرة عند باب التسمية ل(سومر) من حيث المعنى والدلالة التاريخية ليطلع القاريء العزيز على امور هامة وثمينة ربما كانت خافية عليه عن السومريين التركمان كل هذه الفترات الطويلة لسبب اواخر لحاجة في نفس يعقوب..
أ) التسمية: ان اصل تسمية (سومر) متاتية من (سيوم) التركية بمعنى (الحب) و(يير) بمعنى (الارض) لتصبح (ارض الحب) لشدة تعلق السومريين بالارض وحبهم للحياة والابداع المستمر لتعرف مع تقادم الازمنة واختلاف الادوار وصعوبة التلفظ اختصارا ب(سومر) الحالية.
ب) موطنهم: ان جميع علماء السومريات في العالم اصبحوا اليوم على قناعة تامة وبما لا يقبل الشك بقوة انتماء السومريين عامة الى سلالة (اورال- الطاي) التركية وهناك تشابها كبيرا بين اللغة السومرية واللغة التركية وخاصة التركمانية سواء من ناحية القواعد اللغوية او وجود كلمات مشتركة مشتقة تنتمي الى نفس المصدر، كما لاننسى هنا ايضا اتفاق العلماء والمؤرخين على ان اللغة السومرية لغة (التصاقية) لاعلاقة لها باللغات السامية او الارية وانتمائها جملة وتفصيلا الى العائلة اللغوية التي تنتمي اليها اللغة التركية. والالتصاقية هنا ان جذور معالمه لاتتغير عندما تعبرعن ازمان الفعل المعروفة ولاتتاثر بنوعية الفاعل، وان المفردة تبقى كما هي في كل الازمان والافعال والاسماء مع اضافة مقطع له يقول المؤرخ الكبير (طه باقر) في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة) ان البشرية بدات من بلاد (تركستان) وان اقدم حضارة قامت في العالم هي الحضارة السومرية التي بدات من شمال العراق اولا تلتها حضارة الجنوب لاحقا.
ان الموطن الاصلي للسومرين اذن وقبل هجرتهم الى العراق على مراحل عديدة هي اواسط اسيا في المنطقة المحصورة بين صحراء (قرة قورم) شمال الهند وبحيرة (بلكاش) غرب سلسلة جبال (الطاي) والمعروفة اليوم بدولة (قرغستان) غرب الصين الحالية. والتركمان كما تعرفون هم اسلاف السومريين الاوائل بناة اقدم حضارة في العالم .
ج) هجرتهم صوب الغرب: يرجع العديد من المؤرخين سبب ترك (السومريين) الاوائل لموطن اجدادهم وسط اسيا قبل (12000) ق.م والتوجه غربا الى جملة اسباب علمية وواقعية في المقدمة منها :
اولا: العصور الجليدية التي غطت النصف الشمالي من الكرة الارضية بالكامل كانت اخرها العصر الجليدي الرابع (فورم) مما حدا بهم البحث عن مناطق معتدلة اقل برودة من مناطقهم الاصلية الجامدة ولقرون عديدة ، علما ان اخر العصور الجليدية التي ضربت النصف الشمالي من الكرة الارضية انتهت قرابة (10000) ق.م. نقلا عن كتاب (تاريخ العراق القديم ) لمؤلفه الدكتور (فوزي رشيد)
ثانيا: الطوفان المذكور في الكتب السماوية والذي كما تقول بعض الروايات اغرق الجزيرة العربية والعراق والشام وحواليهما فقط بالكامل وشله لكل مايمت صلة بالحياة فيهما دون رحمة الا ما اناجاهم الله تعالى بقدرته الواسعة، حيث شجع هذا الظرف الاستثنائي بخلو المنطقة من البشر وتوقف اسباب الحياة فيها السومريين الاوائل الاندفاع صوب هذه المنطقة الدافئة نوعا ما والغنية بامكانياتها ومواردها لتعويض ما يمكن تعويضه. فحدث ما حدث لاحقا باستقرارهم وعلى مراحل العراق وتاسيسهم لاركان اقدم حضارة عرفتها البشرية الاوهي الحضارة السومرية قبل (6000) عام.
د) مراحل تقدم السومريين صوب العراق:
المرحلة الاولى
بدات هذه المرحلة اواخر ايام العصر الجليدي الرابع (فورم) وتحديدا (12000) ق.م بعد ان ياسوا هم ودوابهم من العيش في ظل درجات حرارة متدنية جدا ففضلوا الهجرة قسرا صوب الغرب وكانت محطتهم الاولى هضبة (توران) جنوب شرق بحيرة (ارال) الواقعة جنوب جمهورية (كازخستان) الحالية ليسموا بمرور الايام ب(التورانيين) لاستيطانهم الهضبة المترامية الاطراف لقرون عديدة.
المرحلة الثانية
بدات هذه المرحلة مع انتهاء الطوفان الذي ضرب الشرق الادنى والجزيرة العربية قرابة (4000) عام ق.م بخروج مجاميع من السومريين من هضبة (توران) صوب(خراسان) اقصى شمال دولة (ايران) الحالية تبعتها ولفترة قصيرة (المرحلة الثالثة) بخروجهم من (خراسان) صوب منطقة (الجزيرة) الواقعة جنوب (تركيا) الحالية شمال بلاد الرافدين ليقيموا هناك نواة اول حضارة عرفتها المنطقة والمعروفة ب(حلف) مع انحسار الطوفان بداية الالف الخامس ق.م.
المرحلة الرابعة
تبدا هذه المرحلة بدخول السومريين (العراق الشمالي) والاستقرار فيه بعد استراحة قصيرة لهم في منطقة (الجزيرة) الانف الذكر وبنائهم مباشرة لاكبر القلاع والمدن والقرى الزراعية في المنطقة كقلعتي (اربيل وكركوك) وقرى (مطارة وجرمو) الزراعيتين، وليقيموا في العراق بزرع نواة اول واقدم حضارة عرفتها البشرية انذاك قرابة (4000) ق.م وهي الحضارة السومرية وهذا ما ايده الدكتور (فوزي رشيد) في كتابه (تاريخ العراق القديم)
المرحلة الخامسة والاخيرة
تبدا هذه المرحلة بنزوح مجاميع من السومريين صوب السهل الرسوبي (جنوب العراق) والذي تكون لتوه بعد انحسار المياه عن المنطقة باتجاه الخليج بعد ان كانت تغمرها مياه الاهوار والمستنقعات، لياسسوا ثانية حضارة اخرى امتدادا لحضارة الشمال العريقة واختراعهم الكتابة
المسمارية قرابة (3200) ق.م والتي تعتبر وليومنا هذا قمة الانجازات التي قدمتها الحضارة السومرية للانسانية جمعاء ويكفينا فخرا كوننا ابناء هذه الحضارة العريقة.
لقد فضل السومريين الاوائل استيطان العراق الشمالي وبالذات منطقتي (اربيل وكركوك) قبل نزوحهم الى العراق الجنوبي بعد ان كثروا للاسباب التالية :
1. تشابه طبيعة ومناخ المنطقتين (اربيل وكركوك) لنفس طبيعة ومناخ بلاد تركستان (المتموجة).
2. كثرة الانهار والجداول في المنطقة وصلاحية اراضيها للزراعة الديمية
3. كانت المياه والمستنقعات تغمر العراق الجنوبي في الكامل في حينه.
عرف السومريون بعد استيطانهم المدن والقرى الزراعية (اكنجي) اي المزارع (AKENGE) وسمي الاخرون الذين فضلوا حياة الترحال (كوجر) اي المهاجر (KOGR) والتسميتان تركمانيتان يتم تداولهما ليومنا هذا.
2) من اين اتت تسمية (العراق)
المتتبع تاريخيا للتسميات التي اطلقت زورا على وطننا الام (العراق) السومري الاصل يرى بأم عينيه اليوم تحاشي العديد من الكتاب والمؤرخين ذكر اسم (العراق) السومري لاسباب شخصية او فئوية ضيقة والتعويض عنه بذكر ما لذ لهم وطاب من التسميات الهامشية والمبهمة كوادي الرافدين وميزوبوتاميا واكد وبابل وشنعار وبلاد الرافدين.
ناسين او متناسين انه ما يصح الا الصحيح، علما ان التسمية السومرية للعراق كانت (ايراك) بمعنى (البعيد) في اللغة السومرية التركمانية لبعد العراق عن بلاد تركستان الموطن الاصلي للسومريين والمتاتية من الرد على السؤال الذي يوجهه دوما التركستاني لاخيه الزائر السومري القادم من العراق عن وجهتهم اولا حال خروجهم مع ذكر اسم البلد الذي فضلوا الاستقرار فيه نهاية مطافهم بعد تركهم لموطن ابائهم واجدادهم الاولين (تركستان) لياتي الجواب (ايراك) اي منطقة (بعيدة) ليحرف بمرور الزمن الى (عراق) الحالي والممتد جذوره لاكثر من (6000) عام خلت نقلا عن كتاب (لغة العرب) لمؤلفه البرفيسور (هرزفلد).
3) اوجه التشابه التاريخي واللغوي بين السومرين والتركمان
استوطن السومريون التركمان العراق مع بدء الخليقة ثانية بزوال اثار ونتائج (الطوفان) الذي اغرق المنطقة قبل اكثر من (6000) عام خلت ليضعوا ومع الساعات الاولى لاستقرارهم فيه اللبنة الاولى في بنيان العراق الشامخ باقامة دولة الحضارة والاصالة التاريخية فيه مع بداية فجر الانسانية النير اقام السومريون في العراق العديد من السلالات ودويلات المدن التركمانية وهي :
أ) سلالة (لكش) ومركزها مدينة(اور) والتسميتان تركمانيتان الاولى (لا- قوش) بمعنى (الطير العالي) والثانية بمعنى (الكبير) قرابة (2200) ق.م ومن اشهر ملوكهم (جود-ايا) والصحيح هو (جوت-اي) التركمانية بمعنى (القمران).
ب) سلالة (سلالة اور الثالثة) قرابة (2100) ق.م ومن اشهر ملوكهم (اور-نامو) بمعنى العالم او المشرع. والتسمية هنا ايضا تركمانية اتت من (اور) بمعنى (الكبير) و(نامه) بمعنى (الكتاب) لاشتهار (اورنامو) بسن اول واقدم شريعة عرفتها البشرية قبل (4000) عام
ج) حكومات مستقلة في قلعتي (اربيل وكركوك) حكمتا المنطقة حيث تزامنت فترة حكمها مع حكم الملك (حمورابي) بابل عام (1790) ق.م حيث خضعتا بدورهما لاحقا لمملكته ايضا، وكما لاننسى هنا ان (الحوريين) و(الياقوتيين) التركمان حكموا العراق الشمالي للاعوام (1500) و(850) ق.م.
ان جميع المصادر التاريخية تؤكد اليوم على صحة التشابه الذي جمع السومرين مع التركمان في اوجه الحياة المختلفة في المقدمة منها (اللغة) الهوية والاسم للقومية الاصيلة. ادناه اهم اوجه التشابه بين السومريين والتركمان وكالاتي :
أ) التشابه الموجود في مفردات اللغة السومرية واللغة التركمانية وبشكل لايعقل لتصل اليوم (350) مفردة. منها على سبيل المثال :
بالطه- بلطه بمعنى (القامة او الطبر(
انا- ننا بمعنى(الام(
اي- اي بمعنى(القمر(
اكر- اغر بمعنى(ثقيل(
ار- ار بمعنى(الرجل(
بار- بار بمعنى(الثمر(
ايب- ايب بمعنى(الحبل(
كش- قوش بمعنى(الطير(
اش- اج بمعنى(افتح(
بي- بو بمعنى(هذا(
اكاش- اغاج بمعنى(الشجرة(
وما خفي فهي اعظم، علما ان اللغة السومرية تكتب من اليمين الى اليسار على شاكلة مثيلاتها اللغات التركية على عكس اللغات الاكدية والاشورية والبابلية التي تكتب من اليسار نقلا عن كتاب (التركمان- السومريون) للباحث (بك مراد غراي(
ب) التشابه الموجود بين الاثار واللقى السومرية التي وجدت في العراق ومثيلاتها التي وجدت في بلاد (تركمنستان) كالاسلحة والادوات النحاسية والتماثيل والاواني الفخارية.
ج) الابحاث (الفيزيوكونمية) وتشمل (شكل الراس- لون الشعر- طول الوجه- اللحى) والتطابق الكلي بين السومريين والتركمان في المعالم اعلاها وكالاتي:
1. شكل الراس (كتلوي) لدى الجانبين على عكس الاقوام السامية والارية والهندية حيث تكون طويلة الراس .
2. الوجوه مستديرة والانوف بارزة والجباه منسرحة لكلا الطرفين على عكس الاقوام والامم الاخرى.
3. الطول معتدل مع ضخامة في الصدر لكلا الجماعتين.
د) التشابه في الزي والملابس ومنها على سبيل المثال الملبس وغطاء الراس (الساية والجمداني) الذي كان يلبسه ملك سلالة (لكش) التركمانية (جوت- اي) وغطاء الراس المستخدم من قبل المراة السومرية (لجك) والشائع لبسها في المجتمع التركماني ليومنا هذا.
ه) الحيوانات والدواب المستخدمة في الاشتغال والتنقل كالخيول والحمير ولهم يعود الفضل في ادخال هذه الحيوانات الى العراق.
6)بناء (العكادة) الذي اشتهرت به المدن التركمانية (كركوك- اريبل- تلعفر) تاريخيا هو امتداد لبناء (العكادة) الذي وجد في المدن السومرية (اور- اريدو- لكش)
هنا رب سائل يسال عن بقايا السومريين في العراق واين حل بهم الدهر لياتي الرد كما يلي هو في انصهارهم على مر التاريخ مع الاقوام الاخرى التي حكمت المنطقة كالاكديين والاشوريين والبابليين وغيرهم عدا المجاميع السومرية التي فضلت السكن في مدن العراق الشمالي (كركوك واربيل ونينوى) حيث ظلت محتفظة بلغتها القومية.
4) التركمان قبل الاسلام وايام الخلافة الراشدية
يخطا من يتصور ان التركمان استوطنوا العراق بعد الدعوة الاسلامية بهكذا سنوات عجاف، ناسين وهنا الطامة الكبرى ان التركمان تواجدوا في بلد ابو الانبياء (ايراك) قبل الدعوة المحمدية لاكثر من(200) عام وتحديدا عام (410)م ومما يؤيد هذا الكلام ذهاب البرفيسور (حسام الدين اماسلي) عام (1920)م بالدعوة ان التركمان سكنوا العراق الجنوبي على ضفاف نهر الفرات مع عام (410)م قبالة الحيرة عاصمة دولة المناذرة وتحديدا قبيلتي (بات اوق) و(بان اوق) التركمانيتين بعد ان ساءت العلاقات بين الدولة الساسانية وحليفتها المناذرة وحاجة ال ساسان الى امكانياتهم القتالية هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكن ان يشكل التركمان كونهم الطرف الثالث في المعادلة عامل توازن قوي في النطقة.
يعتبر الصحابي التركماني (باصلوخان) من احفاد قادة القبيلتين التركمانيتين اعلاهما حيث تزامن فترة قيادته لهما ظهور الدعوة المحمدية عام (610)م ليهادن القائد خالد ابن الوليد في حملته لتحرير بلاد الشام عبر العراق من رجس الروم في معركة (اليرموك) عام (13)هـ تبعها تحرير العراق من الفرس الاكاسرة عام(14)هـ بقيادة القائد (سعد بن ابي وقاص) ليعلن (باصلوخان) هو وعشيرته اسلامهما حال الانتهاء من معركة القادسية وليشارك بكل جدية واخلاص ومعه اتباعه في كل المعارك الجهادية التي جرت خارج الجزيرة العربية تريد نشر الدين الاسلامي الحنيف، ليظل رضوان الله عليه ومعه اتباعه وابنه (جميل خان) سيوفا مشرعة بيمين الخلفاء الراشدين وال البيت الاطهار حتى وفاته ايام حكم معاوية بن ابي سفيان الاموي عام (55)هـ علما ان دولة الخلافة الراشدية كانت قد اناطت لابنه (جميل) مسؤولية الاشراف على الدواوين الاسلامية قرابة (25) عاما لاخلاصه وتفانيه في العمل. كما لاننسى هنا الاشارة الى الدور الذي لعبه الصحابي التركماني (عبد الله بن مبارك) في خدمة الدين الحنيف وترسيخ اركانه ايام ملازمته للخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم. ومن ملة التركمان ايضا الصحابية الجليلة (سمية) ام عمار بن ياسر واول شهيدة في الاسلام حيث كانت تسمى وهي جارية ب(بامبوغ) بمعنى (القطن) ليتحول اسمها مع زواجها للصحابي (ياسر) الى (سمية) ليقول الرسول (ص) عنها وعن عائلتها لشدة ماتحملوه من اذى وعذاب في سبيل الدين الحنيف (صبرا يا ال ياسر ان موعدكم الجنة) ومن التركمان ايضا (قنبر) مولى الامام علي (ع) والسيدة (بانو) زوجة الامام الحسين (ع) ام الامام زين العابدين(ع) والغلام التركي (دورماز) مولى وقاري القران للامام الحسين (ع) والذي استشهد في حضنه يوم الطف ومنهم ايضا القائد (وضاح التركي) الرافض مع سبق الاصرار اوامر القيادة الاموية بمقاتلة جيش الامام ابو عبد الله الحسين (ع) في كربلاء عام (61)هـ.
غيض من فيض عن هكذا رجال تخشاهم الموت ويقشعر الجسد لسماعه بهم لمواقفهم العظيمة والجليلة في خدمة الاسلام وتثبيت اركانه ولله الحمد.
---1 البداية
في البداية وقبل الغوص في اعماق التاريخ الشائك لابد ان نقف وقفة قصيرة عند باب التسمية ل(سومر) من حيث المعنى والدلالة التاريخية ليطلع القاريء العزيز على امور هامة وثمينة ربما كانت خافية عليه عن السومريين التركمان كل هذه الفترات الطويلة لسبب اواخر لحاجة في نفس يعقوب..
أ) التسمية: ان اصل تسمية (سومر) متاتية من (سيوم) التركية بمعنى (الحب) و(يير) بمعنى (الارض) لتصبح (ارض الحب) لشدة تعلق السومريين بالارض وحبهم للحياة والابداع المستمر لتعرف مع تقادم الازمنة واختلاف الادوار وصعوبة التلفظ اختصارا ب(سومر) الحالية.
ب) موطنهم: ان جميع علماء السومريات في العالم اصبحوا اليوم على قناعة تامة وبما لا يقبل الشك بقوة انتماء السومريين عامة الى سلالة (اورال- الطاي) التركية وهناك تشابها كبيرا بين اللغة السومرية واللغة التركية وخاصة التركمانية سواء من ناحية القواعد اللغوية او وجود كلمات مشتركة مشتقة تنتمي الى نفس المصدر، كما لاننسى هنا ايضا اتفاق العلماء والمؤرخين على ان اللغة السومرية لغة (التصاقية) لاعلاقة لها باللغات السامية او الارية وانتمائها جملة وتفصيلا الى العائلة اللغوية التي تنتمي اليها اللغة التركية. والالتصاقية هنا ان جذور معالمه لاتتغير عندما تعبرعن ازمان الفعل المعروفة ولاتتاثر بنوعية الفاعل، وان المفردة تبقى كما هي في كل الازمان والافعال والاسماء مع اضافة مقطع له يقول المؤرخ الكبير (طه باقر) في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة) ان البشرية بدات من بلاد (تركستان) وان اقدم حضارة قامت في العالم هي الحضارة السومرية التي بدات من شمال العراق اولا تلتها حضارة الجنوب لاحقا.
ان الموطن الاصلي للسومرين اذن وقبل هجرتهم الى العراق على مراحل عديدة هي اواسط اسيا في المنطقة المحصورة بين صحراء (قرة قورم) شمال الهند وبحيرة (بلكاش) غرب سلسلة جبال (الطاي) والمعروفة اليوم بدولة (قرغستان) غرب الصين الحالية. والتركمان كما تعرفون هم اسلاف السومريين الاوائل بناة اقدم حضارة في العالم .
ج) هجرتهم صوب الغرب: يرجع العديد من المؤرخين سبب ترك (السومريين) الاوائل لموطن اجدادهم وسط اسيا قبل (12000) ق.م والتوجه غربا الى جملة اسباب علمية وواقعية في المقدمة منها :
اولا: العصور الجليدية التي غطت النصف الشمالي من الكرة الارضية بالكامل كانت اخرها العصر الجليدي الرابع (فورم) مما حدا بهم البحث عن مناطق معتدلة اقل برودة من مناطقهم الاصلية الجامدة ولقرون عديدة ، علما ان اخر العصور الجليدية التي ضربت النصف الشمالي من الكرة الارضية انتهت قرابة (10000) ق.م. نقلا عن كتاب (تاريخ العراق القديم ) لمؤلفه الدكتور (فوزي رشيد)
ثانيا: الطوفان المذكور في الكتب السماوية والذي كما تقول بعض الروايات اغرق الجزيرة العربية والعراق والشام وحواليهما فقط بالكامل وشله لكل مايمت صلة بالحياة فيهما دون رحمة الا ما اناجاهم الله تعالى بقدرته الواسعة، حيث شجع هذا الظرف الاستثنائي بخلو المنطقة من البشر وتوقف اسباب الحياة فيها السومريين الاوائل الاندفاع صوب هذه المنطقة الدافئة نوعا ما والغنية بامكانياتها ومواردها لتعويض ما يمكن تعويضه. فحدث ما حدث لاحقا باستقرارهم وعلى مراحل العراق وتاسيسهم لاركان اقدم حضارة عرفتها البشرية الاوهي الحضارة السومرية قبل (6000) عام.
د) مراحل تقدم السومريين صوب العراق:
المرحلة الاولى
بدات هذه المرحلة اواخر ايام العصر الجليدي الرابع (فورم) وتحديدا (12000) ق.م بعد ان ياسوا هم ودوابهم من العيش في ظل درجات حرارة متدنية جدا ففضلوا الهجرة قسرا صوب الغرب وكانت محطتهم الاولى هضبة (توران) جنوب شرق بحيرة (ارال) الواقعة جنوب جمهورية (كازخستان) الحالية ليسموا بمرور الايام ب(التورانيين) لاستيطانهم الهضبة المترامية الاطراف لقرون عديدة.
المرحلة الثانية
بدات هذه المرحلة مع انتهاء الطوفان الذي ضرب الشرق الادنى والجزيرة العربية قرابة (4000) عام ق.م بخروج مجاميع من السومريين من هضبة (توران) صوب(خراسان) اقصى شمال دولة (ايران) الحالية تبعتها ولفترة قصيرة (المرحلة الثالثة) بخروجهم من (خراسان) صوب منطقة (الجزيرة) الواقعة جنوب (تركيا) الحالية شمال بلاد الرافدين ليقيموا هناك نواة اول حضارة عرفتها المنطقة والمعروفة ب(حلف) مع انحسار الطوفان بداية الالف الخامس ق.م.
المرحلة الرابعة
تبدا هذه المرحلة بدخول السومريين (العراق الشمالي) والاستقرار فيه بعد استراحة قصيرة لهم في منطقة (الجزيرة) الانف الذكر وبنائهم مباشرة لاكبر القلاع والمدن والقرى الزراعية في المنطقة كقلعتي (اربيل وكركوك) وقرى (مطارة وجرمو) الزراعيتين، وليقيموا في العراق بزرع نواة اول واقدم حضارة عرفتها البشرية انذاك قرابة (4000) ق.م وهي الحضارة السومرية وهذا ما ايده الدكتور (فوزي رشيد) في كتابه (تاريخ العراق القديم)
المرحلة الخامسة والاخيرة
تبدا هذه المرحلة بنزوح مجاميع من السومريين صوب السهل الرسوبي (جنوب العراق) والذي تكون لتوه بعد انحسار المياه عن المنطقة باتجاه الخليج بعد ان كانت تغمرها مياه الاهوار والمستنقعات، لياسسوا ثانية حضارة اخرى امتدادا لحضارة الشمال العريقة واختراعهم الكتابة
المسمارية قرابة (3200) ق.م والتي تعتبر وليومنا هذا قمة الانجازات التي قدمتها الحضارة السومرية للانسانية جمعاء ويكفينا فخرا كوننا ابناء هذه الحضارة العريقة.
لقد فضل السومريين الاوائل استيطان العراق الشمالي وبالذات منطقتي (اربيل وكركوك) قبل نزوحهم الى العراق الجنوبي بعد ان كثروا للاسباب التالية :
1. تشابه طبيعة ومناخ المنطقتين (اربيل وكركوك) لنفس طبيعة ومناخ بلاد تركستان (المتموجة).
2. كثرة الانهار والجداول في المنطقة وصلاحية اراضيها للزراعة الديمية
3. كانت المياه والمستنقعات تغمر العراق الجنوبي في الكامل في حينه.
عرف السومريون بعد استيطانهم المدن والقرى الزراعية (اكنجي) اي المزارع (AKENGE) وسمي الاخرون الذين فضلوا حياة الترحال (كوجر) اي المهاجر (KOGR) والتسميتان تركمانيتان يتم تداولهما ليومنا هذا.
2) من اين اتت تسمية (العراق)
المتتبع تاريخيا للتسميات التي اطلقت زورا على وطننا الام (العراق) السومري الاصل يرى بأم عينيه اليوم تحاشي العديد من الكتاب والمؤرخين ذكر اسم (العراق) السومري لاسباب شخصية او فئوية ضيقة والتعويض عنه بذكر ما لذ لهم وطاب من التسميات الهامشية والمبهمة كوادي الرافدين وميزوبوتاميا واكد وبابل وشنعار وبلاد الرافدين.
ناسين او متناسين انه ما يصح الا الصحيح، علما ان التسمية السومرية للعراق كانت (ايراك) بمعنى (البعيد) في اللغة السومرية التركمانية لبعد العراق عن بلاد تركستان الموطن الاصلي للسومريين والمتاتية من الرد على السؤال الذي يوجهه دوما التركستاني لاخيه الزائر السومري القادم من العراق عن وجهتهم اولا حال خروجهم مع ذكر اسم البلد الذي فضلوا الاستقرار فيه نهاية مطافهم بعد تركهم لموطن ابائهم واجدادهم الاولين (تركستان) لياتي الجواب (ايراك) اي منطقة (بعيدة) ليحرف بمرور الزمن الى (عراق) الحالي والممتد جذوره لاكثر من (6000) عام خلت نقلا عن كتاب (لغة العرب) لمؤلفه البرفيسور (هرزفلد).
3) اوجه التشابه التاريخي واللغوي بين السومرين والتركمان
استوطن السومريون التركمان العراق مع بدء الخليقة ثانية بزوال اثار ونتائج (الطوفان) الذي اغرق المنطقة قبل اكثر من (6000) عام خلت ليضعوا ومع الساعات الاولى لاستقرارهم فيه اللبنة الاولى في بنيان العراق الشامخ باقامة دولة الحضارة والاصالة التاريخية فيه مع بداية فجر الانسانية النير اقام السومريون في العراق العديد من السلالات ودويلات المدن التركمانية وهي :
أ) سلالة (لكش) ومركزها مدينة(اور) والتسميتان تركمانيتان الاولى (لا- قوش) بمعنى (الطير العالي) والثانية بمعنى (الكبير) قرابة (2200) ق.م ومن اشهر ملوكهم (جود-ايا) والصحيح هو (جوت-اي) التركمانية بمعنى (القمران).
ب) سلالة (سلالة اور الثالثة) قرابة (2100) ق.م ومن اشهر ملوكهم (اور-نامو) بمعنى العالم او المشرع. والتسمية هنا ايضا تركمانية اتت من (اور) بمعنى (الكبير) و(نامه) بمعنى (الكتاب) لاشتهار (اورنامو) بسن اول واقدم شريعة عرفتها البشرية قبل (4000) عام
ج) حكومات مستقلة في قلعتي (اربيل وكركوك) حكمتا المنطقة حيث تزامنت فترة حكمها مع حكم الملك (حمورابي) بابل عام (1790) ق.م حيث خضعتا بدورهما لاحقا لمملكته ايضا، وكما لاننسى هنا ان (الحوريين) و(الياقوتيين) التركمان حكموا العراق الشمالي للاعوام (1500) و(850) ق.م.
ان جميع المصادر التاريخية تؤكد اليوم على صحة التشابه الذي جمع السومرين مع التركمان في اوجه الحياة المختلفة في المقدمة منها (اللغة) الهوية والاسم للقومية الاصيلة. ادناه اهم اوجه التشابه بين السومريين والتركمان وكالاتي :
أ) التشابه الموجود في مفردات اللغة السومرية واللغة التركمانية وبشكل لايعقل لتصل اليوم (350) مفردة. منها على سبيل المثال :
بالطه- بلطه بمعنى (القامة او الطبر(
انا- ننا بمعنى(الام(
اي- اي بمعنى(القمر(
اكر- اغر بمعنى(ثقيل(
ار- ار بمعنى(الرجل(
بار- بار بمعنى(الثمر(
ايب- ايب بمعنى(الحبل(
كش- قوش بمعنى(الطير(
اش- اج بمعنى(افتح(
بي- بو بمعنى(هذا(
اكاش- اغاج بمعنى(الشجرة(
وما خفي فهي اعظم، علما ان اللغة السومرية تكتب من اليمين الى اليسار على شاكلة مثيلاتها اللغات التركية على عكس اللغات الاكدية والاشورية والبابلية التي تكتب من اليسار نقلا عن كتاب (التركمان- السومريون) للباحث (بك مراد غراي(
ب) التشابه الموجود بين الاثار واللقى السومرية التي وجدت في العراق ومثيلاتها التي وجدت في بلاد (تركمنستان) كالاسلحة والادوات النحاسية والتماثيل والاواني الفخارية.
ج) الابحاث (الفيزيوكونمية) وتشمل (شكل الراس- لون الشعر- طول الوجه- اللحى) والتطابق الكلي بين السومريين والتركمان في المعالم اعلاها وكالاتي:
1. شكل الراس (كتلوي) لدى الجانبين على عكس الاقوام السامية والارية والهندية حيث تكون طويلة الراس .
2. الوجوه مستديرة والانوف بارزة والجباه منسرحة لكلا الطرفين على عكس الاقوام والامم الاخرى.
3. الطول معتدل مع ضخامة في الصدر لكلا الجماعتين.
د) التشابه في الزي والملابس ومنها على سبيل المثال الملبس وغطاء الراس (الساية والجمداني) الذي كان يلبسه ملك سلالة (لكش) التركمانية (جوت- اي) وغطاء الراس المستخدم من قبل المراة السومرية (لجك) والشائع لبسها في المجتمع التركماني ليومنا هذا.
ه) الحيوانات والدواب المستخدمة في الاشتغال والتنقل كالخيول والحمير ولهم يعود الفضل في ادخال هذه الحيوانات الى العراق.
6)بناء (العكادة) الذي اشتهرت به المدن التركمانية (كركوك- اريبل- تلعفر) تاريخيا هو امتداد لبناء (العكادة) الذي وجد في المدن السومرية (اور- اريدو- لكش)
هنا رب سائل يسال عن بقايا السومريين في العراق واين حل بهم الدهر لياتي الرد كما يلي هو في انصهارهم على مر التاريخ مع الاقوام الاخرى التي حكمت المنطقة كالاكديين والاشوريين والبابليين وغيرهم عدا المجاميع السومرية التي فضلت السكن في مدن العراق الشمالي (كركوك واربيل ونينوى) حيث ظلت محتفظة بلغتها القومية.
4) التركمان قبل الاسلام وايام الخلافة الراشدية
يخطا من يتصور ان التركمان استوطنوا العراق بعد الدعوة الاسلامية بهكذا سنوات عجاف، ناسين وهنا الطامة الكبرى ان التركمان تواجدوا في بلد ابو الانبياء (ايراك) قبل الدعوة المحمدية لاكثر من(200) عام وتحديدا عام (410)م ومما يؤيد هذا الكلام ذهاب البرفيسور (حسام الدين اماسلي) عام (1920)م بالدعوة ان التركمان سكنوا العراق الجنوبي على ضفاف نهر الفرات مع عام (410)م قبالة الحيرة عاصمة دولة المناذرة وتحديدا قبيلتي (بات اوق) و(بان اوق) التركمانيتين بعد ان ساءت العلاقات بين الدولة الساسانية وحليفتها المناذرة وحاجة ال ساسان الى امكانياتهم القتالية هذا من جهة ومن جهة اخرى يمكن ان يشكل التركمان كونهم الطرف الثالث في المعادلة عامل توازن قوي في النطقة.
يعتبر الصحابي التركماني (باصلوخان) من احفاد قادة القبيلتين التركمانيتين اعلاهما حيث تزامن فترة قيادته لهما ظهور الدعوة المحمدية عام (610)م ليهادن القائد خالد ابن الوليد في حملته لتحرير بلاد الشام عبر العراق من رجس الروم في معركة (اليرموك) عام (13)هـ تبعها تحرير العراق من الفرس الاكاسرة عام(14)هـ بقيادة القائد (سعد بن ابي وقاص) ليعلن (باصلوخان) هو وعشيرته اسلامهما حال الانتهاء من معركة القادسية وليشارك بكل جدية واخلاص ومعه اتباعه في كل المعارك الجهادية التي جرت خارج الجزيرة العربية تريد نشر الدين الاسلامي الحنيف، ليظل رضوان الله عليه ومعه اتباعه وابنه (جميل خان) سيوفا مشرعة بيمين الخلفاء الراشدين وال البيت الاطهار حتى وفاته ايام حكم معاوية بن ابي سفيان الاموي عام (55)هـ علما ان دولة الخلافة الراشدية كانت قد اناطت لابنه (جميل) مسؤولية الاشراف على الدواوين الاسلامية قرابة (25) عاما لاخلاصه وتفانيه في العمل. كما لاننسى هنا الاشارة الى الدور الذي لعبه الصحابي التركماني (عبد الله بن مبارك) في خدمة الدين الحنيف وترسيخ اركانه ايام ملازمته للخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم. ومن ملة التركمان ايضا الصحابية الجليلة (سمية) ام عمار بن ياسر واول شهيدة في الاسلام حيث كانت تسمى وهي جارية ب(بامبوغ) بمعنى (القطن) ليتحول اسمها مع زواجها للصحابي (ياسر) الى (سمية) ليقول الرسول (ص) عنها وعن عائلتها لشدة ماتحملوه من اذى وعذاب في سبيل الدين الحنيف (صبرا يا ال ياسر ان موعدكم الجنة) ومن التركمان ايضا (قنبر) مولى الامام علي (ع) والسيدة (بانو) زوجة الامام الحسين (ع) ام الامام زين العابدين(ع) والغلام التركي (دورماز) مولى وقاري القران للامام الحسين (ع) والذي استشهد في حضنه يوم الطف ومنهم ايضا القائد (وضاح التركي) الرافض مع سبق الاصرار اوامر القيادة الاموية بمقاتلة جيش الامام ابو عبد الله الحسين (ع) في كربلاء عام (61)هـ.
غيض من فيض عن هكذا رجال تخشاهم الموت ويقشعر الجسد لسماعه بهم لمواقفهم العظيمة والجليلة في خدمة الاسلام وتثبيت اركانه ولله الحمد.
bayir-bucak- Çavuş
- عدد الرسائل : 173
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
مواضيع مماثلة
» هم السومريون
» الحضارات التركمانية عبر التاريخ - السومريون ( 1 )
» علاقة الرسول بالأشعة الحمراء والفوق بنفسجية
» الحضارات التركمانية عبر التاريخ - السومريون ( 1 )
» علاقة الرسول بالأشعة الحمراء والفوق بنفسجية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى