الحياة الثقافية عند الاتراك

من طرف afrasiab الثلاثاء أبريل 08, 2008 8:39 pm

الحياة الثقافية عند الاتراك

وصلت الحياة الثقافية والفكر التركي وطراز الحياة المرتبط به إلى مستوى عالي وفعال بعد تطوره في المجتمع التركي وتأسست القيم الثقافية على جميع الموجودات والقوى العسكرية والسياسية والاقتصادية. وتمكنت الدول التي تأسست أن تحافظ على القيم الثقافية وتطورها لان ذلك من متطلبات العيش والاستمرار. وتقاربت المفاهيم التاريخية واللغات والمعتقدات في المناطق الجغرافية التي عاشوا فيها وجلبوا بيئتهم الثقافية إلى هذه المناطق . كانت الثقافات الموجودة (هون – غوك تورك – أويغور – أوغوز) كلها تعتقد بوجود إله واحد ذي مزاج ، وان هنالك قوة كبيرة خلقت الإنسان والطبيعة وكانت هذه القوة في نفس الوقت هي التي تحمي الطبيعة ونظام المجتمع . كان الغوك تورك يتصلون بالإله حسيا بقولهم "تانغري" حيث يمثل إله الأتراك، وكانوا يعتقدون أن الإله يرسل لهم سلطان كي يكون مسؤولا عنهم وينظم حياة الإنسان والمجتمع . وكانت تؤسس الدول التركية على هذه الطريقة أو الاعتقاد. كان السلطان وبعض الرجال الإداريين يعتبرون أن الماء والتراب أساس الاقتصاد وأنها أشياء مقدسة ، وأن اللغة عنصر تأسيس المجتمع التركي ودوامه.
على هذا الأساس ففي التفكير التركي اعتقاد هام وهو أنه من يفقد لغته يفقد تركيته.
في اللغة التركية العديد من اللهجات ،وكل لهجة آتية من نفس المصدر ولكن لها أسماء مختلفة فهنالك الاوغوزية والاويغورية والقرغزية وغيرها ،وتطورت لغة الكتابة خلال آلاف السنين من خلال كتابة التاريخ. بدأت الكتابة على الأحجار والصخور والجدران ومختلف الأدوات والأسلحة التي كانوا يستعملونها وكانوا يستخدمون الألوان لتزيينها ، وقبل الميلاد أصبحت لغة الكتابة عبارة عن أحرف وظهرت أولى أبجدية تركية في عهد الغوك ترك وتبعتها أبجدية الاويغور حيث كتب التاريخ بهذه الأبجديات وتمكن المجتمع التركي من جعل الفرس حيوان أليف واستخدمه كوسيلة نقل وبدأ التطور في كل مجال واستحدثت مدنية جديدة وأصبحوا بارعين في الكثير من الفنون كالموسيقى والعمارة والفلكلور والحرف واستمرت لآلاف السنين. وساهموا في الكثير من مجالات حياة الإنسان كالاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعلاقات والاتصالات والمواصلات والتعمير وخدمات السلامة والتعلم والتعليم ،وابدوا كفاءة عالية في ميدان تنظيم الجيش وإدارته واستخدموا استراتيجيات للحماية والدبلوماسية وكفاءة في استخدام الآلات الحربية ما كان بالتالي سبب في تقديم مجتمع مدني متحضر.

المجتمعات الإسلامية التركية

لقد تطورت المجتمعات الإسلامية التركية بفعل المؤثرات الناتجة عن الحياة والبنية الثقافية. ولقد كان ذلك سببا في تطور الأتراك وتقدمهم في كل مناحي الحياة. في الوقت الذي كان الأتراك فيه يستمرون في صياغة أفكارهم كانت الأفكار والفلسفة الإسلامية تتكامل.
في هذه المجتمعات أحدث الإسلام بمبادئه وقيمه الأبدية تغيرات مناسبة. لقد أعيد صياغة النظم القانونية رغم التأثير الفعال لكل من اللغتين العربية والفارسية فإن اللغة التركية قد أعيد صياغتها من جديد .
إن اللغة التركية تمتد إلى بداية عصر أبناء كارامان ويتخلل ذلك فترات من الضعف في مجال اللغة.يعد المتصوفون الأتراك من الفرق التي أسهمت في تطور وعلو وتوجيه الفكر الإسلامي في كثير من العصور. إن المجتمع التركي الأناضولي بفعل الفكر والبيئة الثقافية قد استمر في تطوره وقوته على المستوى المادي والمعنوي.
لقد أصبحت دولة الأتراك من أقوى الدول وذلك بسبب ما أقاموه من إمبراطورية عظمى عكست قوتها على جوانب عدة من الحياة العامة مثل السياسة والعدالة الاجتماعية والنظام الاجتماعي وكذلك في المجال الاقتصادي ولا سيما في النواحي العلمية كالتعليم والتعلم وفي الحياة القانونية أيضا.
لقد كانت الإمبراطورية العثمانية من بداية تأسيسها واستمرارها لمدة ستة قرون الممثل الوحيد للثقافة الإسلامية التركية. لقد تفوقت وتطورت هذه الدولة التي تعد من أقوى الدول في تلك الفترة وقد انعكست قوتها وتطورها على جوانب الحياة المختلفة ثقافية، إيمانية، العدالة، ، الموسيقى، الفن، العمارة،الفن الشعبي،التعلم والتعليم،العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية.