زمرد خاتون
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زمرد خاتون
عن كتاب العقود اللؤلؤية في تاريخ المراة التركمانية
للمؤرخ الكبير محمد خير عيد
زمرد خاتون
أميرة تركمانية ابنة الأمير جاولي حاكم القدس , وعمها أتسز الخوارزمي من فادة السلاجقة, وأخوها لأمها دقاق بن تتش السلجوقي صاحب دمشق, وزوجها بوري بن طغتكين الذي ورث خلافة دمشق من والده و حكمت معه هذه المملكة سنوات.
وهي من ربات العقل و الحزم و الدين و الصلاح و البر و التقى و الاحسان, كثيرة الصوم و الصلاة و تحب العلماء و الصالحين, استنسخت الكتب و قرأت القران الكريم و حفظته على يد أبي محمد بن طاوس , وأبي بكر القرطبي, و شيدت المدرسة الخاتونية في مكان يقال له تل الثعالب غربي دمشق و اوقفت لها اوقافا كثيرة , درس فيها على البلخي و شرف الدين عبد الوهاب الحوراني و صدر الدين البصري و صدر الدين الادمي و ظلت عامرة حتى اواخر حكم المماليك فخربت و نفلت انقاضها ليعمر بها مدرسة غيرها في باب الجابية, كما بنت مسجدا كبيرا غربي دمشق عرف بمسجد الأصحاب.
لما اغتيل زوجها الامير بوري من قبل الباطنية عام 1131م تسلم ابنه شمس الملك اسماعيل,الا انه كان غير مؤهل للحكم فتولى أخوه شهاب الدين محمود الحكم .
ولما اشتد خطر الصليبين على دمشق خشيت زمرد خاتون على مصيرها و مصير الحكم مما دعاها الى مراسلة الملك التركماني عماد الدين الزنكي وهو في ناحية الموصل طالبة منه الزواج لحمايتها و حماية دولتها.
وتم الاتفاق على الزواج شرط ان تتنازل عن مدينة حمص لعماد الدين و تم ذلك بالفعل و تسلم زنكي هذه المدينة مع قلعتها.
و ارسلت زمرد خاتون وفدها الى معسكر زنكي في حمص لابرام عقد الزواج معه و بعد ان شاع خبر الزواج بين سكان دمشف وقادتها و زعمائها , اسرعوا الى مباركة هذا الحدث السعيد بغية الخلاص سلطتها و قوة حكمها ( حيث انهم لم يكونوا يستسيغوا ان تحكمهم امراة مهما كانت جيدة و عادلة.)
وبعد ان تم جهازها خرجت لعريسها المنتظر في مدينة حمص في شوال عام 1138م بموكب مهيب و ما ان بعدت عن دمشق حتى اغلقوا ابواب المدينة دونها تاركة ابنها الملك شهاب الدين محمود و الحكم و المملكة على امل العودة القريبة مع عريسها زنكي و لكن املها لم يتحقق و لم يظفر زنكي الا بامراة خرج كل شيء من يدها فارسلها الى حلب لتنتظر هناك.
و كان عماد الدين الزنكي يهدف من خلال زواجه من زمرد خاتون السيطرة على دمشق بغية توحيد الجهاد الاسلامي و طرد الصليبيين من بلاد الشام , حيث كانت حجر الرحى و ميدان المنافسة بين الصليبيين و المسلمين و كان عينا زنكي لا تنصرف عن دمشق في السعي لضمها الى بلاده , اذ لا يمكن توحيد الجهاد الاسلامي الا اذا دخلت دمشق و ما يتبعها جنوبا حتى بانياس في يده.
و لكن أمل عماد الدين الزنكي في امتلاك دمشق باء بالفشل بسببان زجلا يدعى معين الدين انر دبر اغتيال الملك شهاب الدين محمود و امسك بزمام الامور في دمشق و أضاع كل المخططات و الأحلام للزنكي و الملكة زمرد خاتون و أصبحت أحلامهما أدراج الرياح.
أما زمرد خاتون بقيت تسع سنوات بحلب و هي تنتظر و عماد الين الزنكي بعيد عنها يحارب الصليبيين في الشمال و عندما قتل لدى حصاره قلعة جعبر عادت الى دمشق و كان قد نسيها اهل دمشق و اصبحت في اعماق الماضي و تغير كل شيء فيها و لم يتعرف عليها احد فسافرت الى بغداد و من هناك سافرت مع افواج الحجاج الى الحجاز و بقيت بمكة مدة عام بعد ان حجت , ثم اقامت بالمدينة المنورة بجوار قبر الرسول صلى الله عليه و سلم الى أن ماتت عام 557ه و دفنت في البقيع بالمدينة , ولم تمت حتى قل ما بيدها من اموال و كانت في اخر حياتها تغربل القمح و الشعير و تتقوت باجرتها.
كانت رحمها الله امراة قوية في حكمها و ادارتها لمملكتها و مملكة زوجها و ابنها , محبة لوطنها و لشعبها , صادقة في ايمانها لدينها, ماتت و حب الايمان و الدين يملأن قلبها.
للمؤرخ الكبير محمد خير عيد
زمرد خاتون
أميرة تركمانية ابنة الأمير جاولي حاكم القدس , وعمها أتسز الخوارزمي من فادة السلاجقة, وأخوها لأمها دقاق بن تتش السلجوقي صاحب دمشق, وزوجها بوري بن طغتكين الذي ورث خلافة دمشق من والده و حكمت معه هذه المملكة سنوات.
وهي من ربات العقل و الحزم و الدين و الصلاح و البر و التقى و الاحسان, كثيرة الصوم و الصلاة و تحب العلماء و الصالحين, استنسخت الكتب و قرأت القران الكريم و حفظته على يد أبي محمد بن طاوس , وأبي بكر القرطبي, و شيدت المدرسة الخاتونية في مكان يقال له تل الثعالب غربي دمشق و اوقفت لها اوقافا كثيرة , درس فيها على البلخي و شرف الدين عبد الوهاب الحوراني و صدر الدين البصري و صدر الدين الادمي و ظلت عامرة حتى اواخر حكم المماليك فخربت و نفلت انقاضها ليعمر بها مدرسة غيرها في باب الجابية, كما بنت مسجدا كبيرا غربي دمشق عرف بمسجد الأصحاب.
لما اغتيل زوجها الامير بوري من قبل الباطنية عام 1131م تسلم ابنه شمس الملك اسماعيل,الا انه كان غير مؤهل للحكم فتولى أخوه شهاب الدين محمود الحكم .
ولما اشتد خطر الصليبين على دمشق خشيت زمرد خاتون على مصيرها و مصير الحكم مما دعاها الى مراسلة الملك التركماني عماد الدين الزنكي وهو في ناحية الموصل طالبة منه الزواج لحمايتها و حماية دولتها.
وتم الاتفاق على الزواج شرط ان تتنازل عن مدينة حمص لعماد الدين و تم ذلك بالفعل و تسلم زنكي هذه المدينة مع قلعتها.
و ارسلت زمرد خاتون وفدها الى معسكر زنكي في حمص لابرام عقد الزواج معه و بعد ان شاع خبر الزواج بين سكان دمشف وقادتها و زعمائها , اسرعوا الى مباركة هذا الحدث السعيد بغية الخلاص سلطتها و قوة حكمها ( حيث انهم لم يكونوا يستسيغوا ان تحكمهم امراة مهما كانت جيدة و عادلة.)
وبعد ان تم جهازها خرجت لعريسها المنتظر في مدينة حمص في شوال عام 1138م بموكب مهيب و ما ان بعدت عن دمشق حتى اغلقوا ابواب المدينة دونها تاركة ابنها الملك شهاب الدين محمود و الحكم و المملكة على امل العودة القريبة مع عريسها زنكي و لكن املها لم يتحقق و لم يظفر زنكي الا بامراة خرج كل شيء من يدها فارسلها الى حلب لتنتظر هناك.
و كان عماد الدين الزنكي يهدف من خلال زواجه من زمرد خاتون السيطرة على دمشق بغية توحيد الجهاد الاسلامي و طرد الصليبيين من بلاد الشام , حيث كانت حجر الرحى و ميدان المنافسة بين الصليبيين و المسلمين و كان عينا زنكي لا تنصرف عن دمشق في السعي لضمها الى بلاده , اذ لا يمكن توحيد الجهاد الاسلامي الا اذا دخلت دمشق و ما يتبعها جنوبا حتى بانياس في يده.
و لكن أمل عماد الدين الزنكي في امتلاك دمشق باء بالفشل بسببان زجلا يدعى معين الدين انر دبر اغتيال الملك شهاب الدين محمود و امسك بزمام الامور في دمشق و أضاع كل المخططات و الأحلام للزنكي و الملكة زمرد خاتون و أصبحت أحلامهما أدراج الرياح.
أما زمرد خاتون بقيت تسع سنوات بحلب و هي تنتظر و عماد الين الزنكي بعيد عنها يحارب الصليبيين في الشمال و عندما قتل لدى حصاره قلعة جعبر عادت الى دمشق و كان قد نسيها اهل دمشق و اصبحت في اعماق الماضي و تغير كل شيء فيها و لم يتعرف عليها احد فسافرت الى بغداد و من هناك سافرت مع افواج الحجاج الى الحجاز و بقيت بمكة مدة عام بعد ان حجت , ثم اقامت بالمدينة المنورة بجوار قبر الرسول صلى الله عليه و سلم الى أن ماتت عام 557ه و دفنت في البقيع بالمدينة , ولم تمت حتى قل ما بيدها من اموال و كانت في اخر حياتها تغربل القمح و الشعير و تتقوت باجرتها.
كانت رحمها الله امراة قوية في حكمها و ادارتها لمملكتها و مملكة زوجها و ابنها , محبة لوطنها و لشعبها , صادقة في ايمانها لدينها, ماتت و حب الايمان و الدين يملأن قلبها.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: زمرد خاتون
ماشالله ماشالله
شو هاد دكتور... ابداعات ولا أحلى
مواضيعك عنجد حلوة... مع كل الشكر
شو هاد دكتور... ابداعات ولا أحلى
مواضيعك عنجد حلوة... مع كل الشكر
nuray- Çavuş
- عدد الرسائل : 124
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 30/03/2008
رد: زمرد خاتون
الف شكر يا غالي افرسياب
والله ماشالله عليك ملحق لميت شغلة الله يحفظك ويقويك
والله ماشالله عليك ملحق لميت شغلة الله يحفظك ويقويك
Abo Deniz- Yönetici
- عدد الرسائل : 523
العمر : 37
الموقع : damascuse
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 06/03/2008
رد: زمرد خاتون
الدكتور آفراسياب رجل حديدي
والله أنا باستغرب ماشاء الله وين دراسة الدكترة وين لغة إنكليزية وين تاريخ تركي
والله هالزلمة قطعة نادرة
تقبل مروري
والله أنا باستغرب ماشاء الله وين دراسة الدكترة وين لغة إنكليزية وين تاريخ تركي
والله هالزلمة قطعة نادرة
تقبل مروري
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
رد: زمرد خاتون
طولوا بالكن يا جماعة نحن ما عم نعمل غير واجبنا
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى