الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
بعمر الورد
كانوا، وكان الهواء الطلق سجنا لهم. لم يدركوا أن الريح التي طيرت طائراتهم الورقية
هي وهي فقط من ستحمل جنازة قضيتهم في غياب مشرع اجتماعي عادل..
حالات الطلاق التي تصــل إلى
المحاكـم الشرعية، وأسماع المصلحين، والمرارة التي تتحدث بها صغيرات أُجبرن على الزواج في سن مبكرة..
كلها أمور ليست
جديدة على المجتمع السوري، الذي اعتبر الزواج من الصغيرة في فترة من الفترات
حدثاً اجتماعياً لا يستحق الالتفات إليه، شأنه شأن بقية نواحي الحيــاة
اليومية! لكن الأمر بدأ بالتغير الآن مع الآراء التي باتت تؤكد ضرورة معالجة هذه
القضية بتعديل المادة السادسة عشرة من قانون الأحوال الشخصية ووضع إجراءات صارمة
تمنع الزواج قبل سن الثامنة عشر وتطالب بتحييد رجال الدين عن الشؤون المدنية وحصر
الزواج والطلاق بالمحاكم.
الأرقام تتحدث
سجلت إحصائيات المكتب المركزي
للإحصاء فيما يخص قضايا الطلاق الصادرة عن المحاكم الشرعية في سوريا (15298) حالة طلاق خلال العام
الماضي. وتسجل الإحصائيات أن النسبة الأعلى من حالات الطلاق موجودة في المدن
الكبرى. فـ (35.1% من حالات الطلاق موجودة في دمشق) ثم حلب (14.4%)في حين سجلت السويداء
أقل نسبة طلاق (0.16%).
وتلحظ الإحصائيات أن (5.30%) من
حالات الطلاق التي يشهدها المجتمع السوري ناتجة عن الفرق بين سن الزوجين حيث الزوج أكبر من زوجته
بستة عشر عاما وما فوق.
من هذه الأرقام المتواضعة نستطيع أن
نستنتج أن الطلاق الناتج عن الزواج من قاصر يتركز في الأرياف والمدن النائية وهي المناطق التي لم تصلها
المشاريع التنموية التي تطلقها الحكومة ولا وحدات الاتحاد العام النسائي فظلت المرأة
فيها تعيش على الهامش وبقيت أسيرة الجهل والأمية الذي دفعها إلى الزواج في أعمار
مبكرة مازالت فيها طفلة من (13 حتى 16 عام) فاستحقت بجدارة لقب الضحية.
إن زواج القاصر
من أهم الموضوعات وذلك يعود لأن هذا النوع من الزواج يحرم القاصر في الغالب من
حقها في الاستمرار في التعليم ويعرضها لمشاكل اجتماعية وصحية في وقت مبكر
لا يتناسب مع عمرها العقلي. و إن سن الزواج المبكر يتيح فترة خصوبة كبيرة
وبالتالي زيادة سكانية أصبحت الآن تشكل مشكلة في سوريا وتسهم بامتصاص معظم
الإجراءات التنموية والخدماتية التي توفرها الدولة وزواج الصغيرة مناقض
للدستور في الجمهورية العربية السورية حيث ينص الدستور على أن تمام الأهلية هو بلوغ سن
الثامنة عشرة للشاب والفتاة والأهلية هي قدرة الإنسان على أداء واجباته وممارسة
حقوقه فالزواج دون هذا السن يكون ناقص الإرادة إضافة إلى أن طبيعة العلاقات
التربوية في ظل العولمة وانتشار الفضائيات يتطلب وعي وثقافة من المرأة أكثر من أي
وقت مضى وهو ما يتناقض مع سن الزواج المبكر بل يتطلب نضج وقدرة على التعامل مع
الأشياء بشكل حضاري).
و مثل هذه الظواهر الاجتماعية
المؤسفة يجب توعية المجتمع في كل التجمعات والوحدات و دعم تعليم الفتاة والحد من
التسرب من المدارس وخاصة في مراحل التعليم الأساسي و إلى تهيئة المرأة في المجتمع لزواج
عقلاني تكون إرادتها فيه
غير مغيبة لكونها الحاضنة والمربية للجيل).
النص القانوني
يلوي ذراعنا
إن المادة /18/ من قانون الأحوال
الشخصية تحدد عمر الزواج ب 18 عام للشاب و17عام للفتاة.في حين أن هناك مادة أخرى
تلوي ذراعنا !!حيث يرد في المادة/ 16/ من القانون ذاته يحق للقاضي أن يزوج فتاة
بعمر الثالثة عشرة من شاب بعمر الخامسة عشرة) ونتساءل لما هذه المادة في قانون الأحوال
الشخصية؟؟
الزوجة الصغيرة:
من اللعب إلى فراش الزوجية
(تزويج القاصر
مرتبط بنظرة المجتمع إلى المرأة ودورها في الإسهام في بناءه لذا نجد أن هذه
الظاهرة متمركزة في الأرياف النائية والقرى التي تسكنها الأمية ويحاصرها التخلف) لذا
فان مبررات تزويج
القاصر لا تخرج في الغالب عن «ستر» البنت والنظر إليها كجسد ولم ينظر إليها كمرحلة
عمرية يجب أن تكتمل وتأخذ حقها إضافة إلى الخوف من عنوستها وفي أحيان أخرى متاجرة
الآباء ببناتهم وإلقاءهم بزيجات تحمل بذور الفشل لقاء صفقة مالية). تزويج القاصر هو تعد على طفولتها، وقفز على
الترتيب العمري والتطور الطبيعي للإنسان سببه الفهم الخاطئ للزواج المرتكز فقط على
الإشباع الجسدي، وهو ما يبتعد عن المفهوم الحقيقي للزواج الذي يرتكز على التفاهم
والمشاركة والتكافؤ. فالقاصرات يجبرن على مفارقة اللعب إلى فراش الزوجية
باكراً حيث منزل زوج قد لا ينظر إلى طفولتها بقدر ما ينظر إلى أنوثتها. فالطفلة لم تعد
لديه سوى زوجة، يجب عليها الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية بعيداً عن أية اعتبارات
أخرى و عدم قدرة الفتاة أو الطفلة على تحمل مسؤولية
الزواج والتكيف مع الأوضاع الجديدة فمن الصعب عليها تولي مسؤولية بيت وأطفال، وهي
لا تزال طفلة، وتفكيرها محدود في التعاطي مع الحياة بشكل عام
ظاهرتان
متناقضتان
في المجتمع السوري اليوم ظاهرتان
متناقضتان ففي الوقت الذي نشهد فيه تأخرا في سن الزواج أو عزوفا عنه نشهد في الوقت ذاته
زواجا من قاصرات! وهنا يحق لنا القول أن الزواج مؤسسة قائمة على المشاركة
وتفهم الأخر وتشترط الوعي والنضج النفسي والعاطفي والحالة الاقتصادية الجيدة.. فأين
الزواج في المجتمع السوري من الشروط التي تقتضيها هذه المؤسسة
ابو جيفارا
.
كانوا، وكان الهواء الطلق سجنا لهم. لم يدركوا أن الريح التي طيرت طائراتهم الورقية
هي وهي فقط من ستحمل جنازة قضيتهم في غياب مشرع اجتماعي عادل..
حالات الطلاق التي تصــل إلى
المحاكـم الشرعية، وأسماع المصلحين، والمرارة التي تتحدث بها صغيرات أُجبرن على الزواج في سن مبكرة..
كلها أمور ليست
جديدة على المجتمع السوري، الذي اعتبر الزواج من الصغيرة في فترة من الفترات
حدثاً اجتماعياً لا يستحق الالتفات إليه، شأنه شأن بقية نواحي الحيــاة
اليومية! لكن الأمر بدأ بالتغير الآن مع الآراء التي باتت تؤكد ضرورة معالجة هذه
القضية بتعديل المادة السادسة عشرة من قانون الأحوال الشخصية ووضع إجراءات صارمة
تمنع الزواج قبل سن الثامنة عشر وتطالب بتحييد رجال الدين عن الشؤون المدنية وحصر
الزواج والطلاق بالمحاكم.
الأرقام تتحدث
سجلت إحصائيات المكتب المركزي
للإحصاء فيما يخص قضايا الطلاق الصادرة عن المحاكم الشرعية في سوريا (15298) حالة طلاق خلال العام
الماضي. وتسجل الإحصائيات أن النسبة الأعلى من حالات الطلاق موجودة في المدن
الكبرى. فـ (35.1% من حالات الطلاق موجودة في دمشق) ثم حلب (14.4%)في حين سجلت السويداء
أقل نسبة طلاق (0.16%).
وتلحظ الإحصائيات أن (5.30%) من
حالات الطلاق التي يشهدها المجتمع السوري ناتجة عن الفرق بين سن الزوجين حيث الزوج أكبر من زوجته
بستة عشر عاما وما فوق.
من هذه الأرقام المتواضعة نستطيع أن
نستنتج أن الطلاق الناتج عن الزواج من قاصر يتركز في الأرياف والمدن النائية وهي المناطق التي لم تصلها
المشاريع التنموية التي تطلقها الحكومة ولا وحدات الاتحاد العام النسائي فظلت المرأة
فيها تعيش على الهامش وبقيت أسيرة الجهل والأمية الذي دفعها إلى الزواج في أعمار
مبكرة مازالت فيها طفلة من (13 حتى 16 عام) فاستحقت بجدارة لقب الضحية.
إن زواج القاصر
من أهم الموضوعات وذلك يعود لأن هذا النوع من الزواج يحرم القاصر في الغالب من
حقها في الاستمرار في التعليم ويعرضها لمشاكل اجتماعية وصحية في وقت مبكر
لا يتناسب مع عمرها العقلي. و إن سن الزواج المبكر يتيح فترة خصوبة كبيرة
وبالتالي زيادة سكانية أصبحت الآن تشكل مشكلة في سوريا وتسهم بامتصاص معظم
الإجراءات التنموية والخدماتية التي توفرها الدولة وزواج الصغيرة مناقض
للدستور في الجمهورية العربية السورية حيث ينص الدستور على أن تمام الأهلية هو بلوغ سن
الثامنة عشرة للشاب والفتاة والأهلية هي قدرة الإنسان على أداء واجباته وممارسة
حقوقه فالزواج دون هذا السن يكون ناقص الإرادة إضافة إلى أن طبيعة العلاقات
التربوية في ظل العولمة وانتشار الفضائيات يتطلب وعي وثقافة من المرأة أكثر من أي
وقت مضى وهو ما يتناقض مع سن الزواج المبكر بل يتطلب نضج وقدرة على التعامل مع
الأشياء بشكل حضاري).
و مثل هذه الظواهر الاجتماعية
المؤسفة يجب توعية المجتمع في كل التجمعات والوحدات و دعم تعليم الفتاة والحد من
التسرب من المدارس وخاصة في مراحل التعليم الأساسي و إلى تهيئة المرأة في المجتمع لزواج
عقلاني تكون إرادتها فيه
غير مغيبة لكونها الحاضنة والمربية للجيل).
النص القانوني
يلوي ذراعنا
إن المادة /18/ من قانون الأحوال
الشخصية تحدد عمر الزواج ب 18 عام للشاب و17عام للفتاة.في حين أن هناك مادة أخرى
تلوي ذراعنا !!حيث يرد في المادة/ 16/ من القانون ذاته يحق للقاضي أن يزوج فتاة
بعمر الثالثة عشرة من شاب بعمر الخامسة عشرة) ونتساءل لما هذه المادة في قانون الأحوال
الشخصية؟؟
الزوجة الصغيرة:
من اللعب إلى فراش الزوجية
(تزويج القاصر
مرتبط بنظرة المجتمع إلى المرأة ودورها في الإسهام في بناءه لذا نجد أن هذه
الظاهرة متمركزة في الأرياف النائية والقرى التي تسكنها الأمية ويحاصرها التخلف) لذا
فان مبررات تزويج
القاصر لا تخرج في الغالب عن «ستر» البنت والنظر إليها كجسد ولم ينظر إليها كمرحلة
عمرية يجب أن تكتمل وتأخذ حقها إضافة إلى الخوف من عنوستها وفي أحيان أخرى متاجرة
الآباء ببناتهم وإلقاءهم بزيجات تحمل بذور الفشل لقاء صفقة مالية). تزويج القاصر هو تعد على طفولتها، وقفز على
الترتيب العمري والتطور الطبيعي للإنسان سببه الفهم الخاطئ للزواج المرتكز فقط على
الإشباع الجسدي، وهو ما يبتعد عن المفهوم الحقيقي للزواج الذي يرتكز على التفاهم
والمشاركة والتكافؤ. فالقاصرات يجبرن على مفارقة اللعب إلى فراش الزوجية
باكراً حيث منزل زوج قد لا ينظر إلى طفولتها بقدر ما ينظر إلى أنوثتها. فالطفلة لم تعد
لديه سوى زوجة، يجب عليها الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية بعيداً عن أية اعتبارات
أخرى و عدم قدرة الفتاة أو الطفلة على تحمل مسؤولية
الزواج والتكيف مع الأوضاع الجديدة فمن الصعب عليها تولي مسؤولية بيت وأطفال، وهي
لا تزال طفلة، وتفكيرها محدود في التعاطي مع الحياة بشكل عام
ظاهرتان
متناقضتان
في المجتمع السوري اليوم ظاهرتان
متناقضتان ففي الوقت الذي نشهد فيه تأخرا في سن الزواج أو عزوفا عنه نشهد في الوقت ذاته
زواجا من قاصرات! وهنا يحق لنا القول أن الزواج مؤسسة قائمة على المشاركة
وتفهم الأخر وتشترط الوعي والنضج النفسي والعاطفي والحالة الاقتصادية الجيدة.. فأين
الزواج في المجتمع السوري من الشروط التي تقتضيها هذه المؤسسة
ابو جيفارا
.
yachar kamal- Ast çavuş
- عدد الرسائل : 87
الموقع : http://alhor.net
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 15/04/2008
رد: الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
بارك الله بك أخي يشار
موضوع رائع تستحق عليه كل التقدير
تقبل مروري
موضوع رائع تستحق عليه كل التقدير
تقبل مروري
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
رد: الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
مشكور أخ lonely wolf على هذا الثناء
yachar kamal- Ast çavuş
- عدد الرسائل : 87
الموقع : http://alhor.net
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 15/04/2008
رد: الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
موضوع اجتماعي هام أرجو من جميع الأخوة قرائته
لك شكري واحترامي أخ يشار
لك شكري واحترامي أخ يشار
Aktay Türkmen- Baş çavuş
- عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
رد: الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
مشكور أخي يشارعلى المقالة الرائعة
و حالياً في شاب بيكونوا مع أمهاتهم في الطريق أو السوق و بنظن أنهم أخ و أخت و ليس أبن و والدة
تشكر على مجهودك أخ يشار
و حالياً في شاب بيكونوا مع أمهاتهم في الطريق أو السوق و بنظن أنهم أخ و أخت و ليس أبن و والدة
تشكر على مجهودك أخ يشار
bozkurt oglu- Üst çavuş
- عدد الرسائل : 215
العمر : 36
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 13/04/2008
رد: الزوجة الصغيرة: من اللعب إلى فراش الزوجية
شكرأ لكما :
bozkurt oglu Aktay Türkmen
على متابعة الموضوع
bozkurt oglu Aktay Türkmen
على متابعة الموضوع
yachar kamal- Ast çavuş
- عدد الرسائل : 87
الموقع : http://alhor.net
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 15/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى