نشر الإسلام لدى قومية الويغور
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نشر الإسلام لدى قومية الويغور
نشر الإسلام لدى قومية الويغور
في سينكيانغ سبع قوميات تعتنق الإسلام، منها قومية الويغور والقازاق والقرغيز والأوزبك وتاجيك والتتر وهوي. وقد تقدم الحديث عن قومية هوي من حيث نشأتها واعتناقها الإسلام في الفصل الثالث من هذا الباب. وقومية القرغيز بدأت تعتنق الإسلام في منتصف القرن العاشر. وقومية الأوزبك كان موطنها الأول في آسيا الوسطى، وبدأت تعتنق الإسلام بعد أن عبر العرب نهر أموداريا عام 670، ودخلت في سينكيانغ في القرن الثامن عشر. وقوميتا تاجيك والتتر دخلتا الإسلام في منتصف القرن العاشر. أما قوميتا الويغور والقازاق فسنتحدث عن انتشار الإسلام فيهما فيما يلي:
نشر الإسلام لدى قومية الويغور
كانت قومية الويغور أصلا إحدى قبائل الترك، وكانت تعتنق دين "سامان" أول الأمر، ثم تحولت إلى البوذية فالموني والنسطورية؛ وبدأت تعتنق الإسلام في أواسط القرن العاشر.
وفي أواخر القرن التاسع أنشأت بالتحالف مع (Geluolu) وبعض القبائل التركية الأخرى الدولة القرخانية (أي أسرة خان السوداء) في غربي سينكيانغ وآسيا الوسطى. وكانت هذه الدولة تسير على نظام "الخانين"، يقيم الخان الكبير في (Balasagun)[1]، ونائبه في طراز. وفي أواسط القرن الحادي عشر انقسمت الدولة القرخانية إلى قسمين: القسم الشرقي الذي يضم أودية الأنهر السبعة في آسيا الوسطى، وشرقي فرغانة وكاشغر؛ والقسم الغربي الذي يشمل مناطق ما وراء الأنهر السبعة والشطر الغربي من فرغانة[2]. وكان سكانها ينسبون أنفسهم إلى أهل الصين، وغالبا ما كان زعيمها يلقب (Tamghaj Kham) أي الخان الصيني.
وكان الملك الثالث للدولة القرخانية شاتوك بقلاي خان أول من أسلم، وأطلق على نفسه الاسم الإسلامي عبد الكريم. لقد أعلن إسلامه في ظروف تاريخية خاصة، إذ تدهورت أسرة تانغ عقب فتنة آن – شي، فدخل التبتيون في سينكيانغ وبسط نبلاؤهم حكما قاسيا على كاشغر ويانتشي ويويتيان (هي خوتان الحالية)، وأوقعوا أبناء الشعب في حالة يرثي لها. ومن ناحية أخرى ظلت الدولة القرخانية تعاني منذ إنشائها من غارات وتهديدات الدولة السمانية المتواجدة في آسيا الوسطى مما أدي إلى نشوء اضطرابات اجتماعية فيها، وهجرة القبائل التركية الإسلامية من آسيا الوسطى إلى غربي سينكيانغ. إذ ذاك أعلن بقلاي خان إسلامه بحزم رغبة في كسب تأييد القبائل التركية الإسلامية وطمأنة السكان الأصليين بواسطة هذا الدين الجديد والاستعانة بنفوذ الخلفاء العرب للتخلص مما كان فيه من مأزق في الداخل والخارج، وهكذا استطاع أن يوطد السلطة السياسية. وقد ترك شاتوك بقلاي خان بتغلبه على القوة المعادية له وتوطيد سلطته السياسية أثرا بالغا في نشر الإسلام بين أبناء الويغور.
وبعد وفاة شاتوك بقلاي خان عام 955 أو 956 بذل ابنه موسى جهودا عظيمة لمواصلة قضية نشر الإسلام، وقد ذكر المؤرخ العربي ابن الأثير (1160-1233) أن مائتي ألف خيمة من الأتراك قد تبنوا الإسلام عام 960[3]. وربما عنى بذلك أن عدد الأتراك المسلمين في الدولة القرخانية قد بلغ مائتي ألف خيمة حينذاك. ولو كان معدل الخيمة خمسة أفراد، فمائتا ألف خيمة تعني مليون شخص، وهذا يعني أن عدد من كان يقيم في سينكيانغ منهم ربما تراوح ما بين ثلاثمائة وأربعمائة ألف شخص. ويرى العلماء أن عام 960 هو تاريخ بدء الإسلام باعتباره دينا سائدا في الدولة القرخانية.
وفي عهد بقلاي خان هارون بن موسى بلغت الدولة القرخانية ذروتها، حيث أصبحت كاشغر قاعدة دائمة لنشر الإسلام.
وفي أوائل القرن الحادي عشر سيّر قدر خان يوسف بن هارون قوة من أربعين ألف رجل استمرت تحارب دولة يويتيان البوذية أربعة وعشرين عاما[4]، ثم انتهت الحرب بسقوط ملك يويتيان ومقتله وضم يويتيان إلى الدولة القرخانية. ولما توفي قدرخان يوسف في عام 1031 أو 1032، كان الإسلام قد حقق التفوق المطلق في كاشغر وينغجيشا ويانتشي ويويتيان، حتى إن الخلافة العربية منحت قد رخان يوسف وهو على قيد الحياة، لقب "نصير الدولة" و"سلطان الشرق".
وكانت الدولة القرخانية الإسلامية لا تكف عن التوسع نحو الخارج حتى شكلت مجابهة خطيرة بينها وبين دولة قاوتشانغ الويغورية التي تقع في منطقة توربان الحالية وتدين بالبوذية. وقد أسفر هذا الخلاف الديني والثقافي عن عداوة شديدة دامت بينهما فترة تاريخية طويلة.
وبعد عام 1132 هاجر بنو تشدان (الخاطا) من شمال الصين إلى أرض الدولة القرخانية، وأقام فيها سلطنة لياو الغربية التي تدين بالبوذية لكنها لا تقاوم الديانات الأخرى. وفي أوائل القرن الثالث عشر كان الإسلام قد وصل إلى آكسو وكوتشار. ولما اغتصب تشيو تشو لو زعيم قبيلة نيمان سلطة لياو الغربية عام 1211، أخذ يضطهد المسلمين فيها بقوة، فأثار لديهم مقاومة شديدة. ولما هاجم المنغول دولة لياو الغربية، هرب تشيو تشو لو إلى كاشغر، فهب أولئك المسلمون الذين عانوا على يده صنوف الظلم والاضطهاد يقتلون كل من احتل بيوتهم من جنوده"[5].
كان المنغول أول ما دخلوا سينكيانغ يطبقون فيها سياسة حرية الاعتقاد الديني، فتواجدت فيها المعابد والمساجد والكنائس النسطورية في آن واحد. وفي أواخر القرن الثالث عشر هاجت "فتنة هايدو ودووا"، فأسفرت عن فوضي دامت أربعين عاما وعرضت المسلمين في قاوتشانغ لنكبة عظيمة، حيث أقفرت الأراضي وفرغت الأكواخ. ولما تعرض أبناء الشعب للتشرد، أدركوا أنه لم يعد في مقدور العقيدة البوذية أن تعبر بالمخلوقات إلى عالم السعادة، وهكذا أخذت البوذية تتدهور يوما بعد يوم. فاستغل الإسلام هذه الفرصة ليتقدم نحو الشرق.
وبعد فتنة هايدو قام تشاختاي خان بضم قاوتشانغ إلى إقطاعياته التي تشمل آسيا الوسطى ومعظم أراضي سينكيانغ. وفي القرن الرابع عشر انقسمت إقطاعات تشاختاي خان إلى قسمين، قسم شرقي وآخر غربي. وقد سمي القسم الشرقي منغورستان، وكان يشمل إقطاع تشاختاي خان السابق في سيكيانغ. وفي عام 1346 اعتلي تغرول تيمور عرش دولة تشاختاي خان الشرقية، واستمر حكمه من عام 1346 حتى 1363، وفي عام 1352 أعلن إسلامه، رغبة في اكتساب التأييد والثقة من أبناء القوميات الإسلامية، فأسلم مائة وستون ألف شخص في ظل تأثيره. ولما انقرضت أسرة يوان، حدث لخدير حاج ابن تيمور، الذي اعتلى العرش ما بين عامي 1368-1399، أن أعلن الجهاد. فاحتل توربان البوذية، وقوّض ما فيها من المعابد، وألزم سكانها باعتناق الإسلام. ومع ذلك كانت البوذية لا تزال منتشرة في المناطق الواسعة شرق توربان والأماكن العديدة من شمالي سينكيانغ خلال القرن الخامس عشر. ولما أقبلت نهاية القرن السادس عشر، كان الإسلام قد انتشر في سينكيانغ بأجزائها المتعددة سوى ما احتله الوروتيون (جزء من المنغول) من المنطقة شمال جبال تيانشان.
لقد ترك الإسلام بعد انتشاره في سينكيانغ أثرا بالغا في التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته قومية الويغور، والتوحد الذي حققته في الديانة واللغة والعادات والتقاليد ونشأة الحضارة الويغورية ذات المميزات الإسلامية وما بلغته من الازدهار.
نشر الإسلام لدى قومية القازاق
يعتبر شمالي سينكيانغ أهم ديار القازاق، وتتوزع مراعيها على السفوح الشمالية من جبال تيانشان، وعلى جبال ألتاي وجبل تلبختاي وجبل برلوك وجبل زئير وجبل مائيل وألتاو وغيرها من المناطق الواسعة.
كانت قومية القازاق هي الأخرى قبيلة تركية الأصل، وقد سبق لها أن اعتنقت دين "سامان" والمجوسية والنسطورية والبوذية واليهودية. وبعد حملة طراز أخذ الإسلام يزحف نحو مروج القازاق إلى أن انتشر فيها في نهاية القرن الثامن. وفي عام 893 احتل السامانيون طراز، فلم تلبث القبائل التركية هناك، بما فيها قبيلة القازاق أن اعتنقت الإسلام؛ وصارت للسكان المسلمين في شرقي طراز مساجد في النصف الثاني من القرن العاشر[6]. وذكر ابن الأثير أن السكان الأتراك الذين عاشوا في مروج القازاق الحالية قد دخلوا الإسلام عام 1043 م (الموافق لعام 435 هـ)[7]. وفي الستينات من القرن الحادي عشر، الفترة التي توافق عهد تغرول القرخاني محمد، عبر (Aerslanteqin) نهر إيلي ونهر أمين على رأس قوات مكونة من أربعين ألف مسلم، واضطر بعض السكان في مناطق الأنهر السبعة إلى اعتناق الإسلام. وقد ذكر محمد كاشغري في قاموسه ((ديوان اللغات التركية)) أحوال الدولة القرخانية في قهر السكان غير المسلمين في شمال شرقي مروج القازاق بقوة السلاح، فقال: "وزحفنا تحت جنح الظلام ليالي متعاقبة، وعبرنا نهر يميلي، فقضينا على فلول العدو كأننا ارتوينا من الينابيع ارتواء"[8]، "وكنا منطلقين كالسيول، فقوضنا المعابد تقويضا…"[9]
وفي الفترة التي اتبع حكام لياو الغربية فيها سياسة حرية الاعتقاد الديني برز من القازاق أحمد آثروي مصلحا إسلاميا، فقام هذا الرجل الذي ولد في سلان بمروج القازاق، بتبسيط الطقوس الدينية الإسلامية وفقا للعادات والتقاليد القازاقية؛ فأدخل بعض العقائد الدينية التي كان القازاقيون يعتنقونها، وكذلك بعض الطقوس الدينية القديمة في العقيدة الإسلامية مما مكن الإسلام من الانتشار بسرعة في مختلف قبائل القازاق. وصار أحمد آثروي نفسه شيخا صوفيا وإماما للمذهب الآثروي فيما بعد. ولما توفي عام 1166 أو 1167، كان أتباعه قد حققوا جانبا عظيما من النجاح في نشر الإسلام. وفي أوائل القرن الثالث عشر كانت منطقة تشانغبالي تقف فاصلا بين الإسلام والبوذية، وهذا يعني أن الإسلام قد استطاع أن يصل إلى منطقة تشانغجي شمالي جبال تيانشان. وفي أواسط القرن الثالث عشر كان بعض الحكام المنغوليين في دولة تشاختاي خان، إما قد الإسلام وإما يتباهون بأنهم حماة الإسلام. وفي عام 1352 أسلم تغرول تيمور خان سلطان الدولة المنغورستان، وقام بدور هام في المساعدة على نشر الإسلام على نطاق أوسع وأعمق بين القازاقيين في منغورستان، ولا سيما لدى قبيلتي تشولو وكانغلي. وفي نهاية القرن السادس عشر كان الإسلام قد شمل كافة الأراضي الواقعة شمال جبال تيانشان، ما عدا المنطقة التي احتلها الوورتيون، وذلك قد ذكر قبل هذه الفقرة.
[1] (Balasagun) تدعى (Ghuz-ordo) أيضا، وهي المدينة القديمة من (Bulana) الواقعة جنوب غربي (Tumak) بجمهورية القرغيز الحالية.
[2] راجع آنبو كنفو: ((دراسة تاريخ الويغور الغربية))، الطبعة الصينية ترجمة سونغ سو ينغ وزملاؤه، دار الشعب بسينكيانغ، أورومتشي عام 1986، ص.303-312.
[3] ابن الأثير: ((الكامل في التاريخ))، بيروت جـ 8 ص 532.
[4] راجع ستيرن: ((خوتان في العصور القديمة)) ضمن ((موجز المعطيات التاريخية عن قومية الويغور))، إعداد فنغ جيا شنغ وتشنغ سو لوه ومو قوانغ وزملائهم، جـ1، دار القوميات عام 1958، ص 54.
[5] ((تاريخ المنغول لدوسانغ))، الطبعة الصينية، جـ 1 ص 81.
[6] و.و. بارتولد: ((موجز تاريخ آسيا الوسطى))، ترجمة قنغ شو مين، دار الشعب بسينكيانغ، أورومتشي، عام 1981، ص 22.
[7] ((الكامل في التاريخ))، جـ 9، ص520.
[8] محمد كاشغري: ((ديوان اللغات التركية))، الطبعة الويغورية، أورومتشي، عام 1983، جـ 2، ص 5.
[9] محمد كاشغري: ((ديوان اللغات التركية))، الطبعة الويغورية، أورومتشي، عام 1983، جـ 1 ص 343.
ممد تركماني- Çavuş
- عدد الرسائل : 104
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: نشر الإسلام لدى قومية الويغور
مقالة تستحق عليها الحب والاحترام أخ ممد
تقبل مروري
تقبل مروري
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
رد: نشر الإسلام لدى قومية الويغور
الله يرضى عليك يا اخويا ممد تركماني , كان ممكن تعدل بدون ما تنزل الملاحظة دي
رد: نشر الإسلام لدى قومية الويغور
شكرا أخي ممد على مواضيك القيمة و المعلومات المفيدة التي تقدمها لنا
وأحببت إضافة التالي عن أرض أجدادنا :
1- تحوي أرض تركستان الشرقية أكثر من 8 مليارات طن من احتياطي البترول، وتنتج منه 5 ملايين طن في العام.
2- احتياطي الأراضي التركستانية من الفحم يبلغ نصف احتياطي الصين من الفحم والسعرات الحرارية العالية جدًّا، فضلاً عن التربة الخصبة والأراضي الزراعية الوفيرة والإمكانيات المائية الهائلة.
3- يستخرج من أرض تركستان نحو 118 نوعًا من المعادن من أصل 148 نوعًا تنتجه الصين بأكملها.
تقبل مروري وتحياتي
وأحببت إضافة التالي عن أرض أجدادنا :
1- تحوي أرض تركستان الشرقية أكثر من 8 مليارات طن من احتياطي البترول، وتنتج منه 5 ملايين طن في العام.
2- احتياطي الأراضي التركستانية من الفحم يبلغ نصف احتياطي الصين من الفحم والسعرات الحرارية العالية جدًّا، فضلاً عن التربة الخصبة والأراضي الزراعية الوفيرة والإمكانيات المائية الهائلة.
3- يستخرج من أرض تركستان نحو 118 نوعًا من المعادن من أصل 148 نوعًا تنتجه الصين بأكملها.
تقبل مروري وتحياتي
وسيم حجوك- Üsteğmen
- عدد الرسائل : 617
العمر : 51
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
رد: نشر الإسلام لدى قومية الويغور
Konuları o kadar güzel ve yararlı bilgilerle süslüyorsunuz ki insan sizleri nasıl teşekkür edeceğini bilmemektedir
saygılarımla
saygılarımla
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
مواضيع مماثلة
» الأدب التركي قبل الإسلام - 1 -
» الإسلام في جمهورية تشوفاشيا
» الإسلام الديانة الأولى بروسيا
» أحببت أن أهديكم (بشائر الإسلام ) مجلة إسلامية ثقافية متميزة
» الإسلام في جمهورية تشوفاشيا
» الإسلام الديانة الأولى بروسيا
» أحببت أن أهديكم (بشائر الإسلام ) مجلة إسلامية ثقافية متميزة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى