منتدى تركمان سورية .... من أجل تركمان َموحد....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملا خُسرو وفاته 885 / 1480 عالم ومفتي الدّولة العثمانيّة

اذهب الى الأسفل

ملا خُسرو  وفاته 885  / 1480 عالم ومفتي الدّولة العثمانيّة Empty ملا خُسرو وفاته 885 / 1480 عالم ومفتي الدّولة العثمانيّة

مُساهمة من طرف نظام الدين إبراهيم أوعلو الأحد ديسمبر 13, 2020 4:39 pm

ملا خُسرو
) وفاته 885  / 1480(
عالم ومفتي الدّولة العثمانيّة
ألفه الأستاذ الدّكتور فرحاد قوجا باللغة التركية
ترجمه من التركية: د. نظام الدين إبراهيم أوغلو

اسمه الحقيقي هو محمد. وقد سجّل الكاتب طاشكوبريزادة عند عرض سيرة حياته أن والده هو فرامورز الرومي الأصل من أمراء فرامُرْزْ،  ويُفهم من هذه العبارة أن والده من أمراء وارساق أحد أفخاذ القبيلة التّركمانية الذي يقطن في المنطقة المسماة بالولاية الرومية الواقعة بين محافظتي سيواس وطوكات. ولكن يتبين أنّ العبارة هذه لطاشكوبريزادة قد فهم خطاءاً من قبل مجدي عندما ترجم كتابه فأضاف ذيلاً له. وترجم مجدي عبارة "أمراء فَراسِيها" ب"أمراء فرانجه" وأضاف  إليها أن فرامورز قد اهتدى. وسجّل أيضاً الأستاذ سعد الدين أفندي موضّحاً تعبير كلمة رومية الأصل أنّه من أصل رومي. ومن بعد ذلك وإنطلاقاً من المعلومة الخاطئة فأخذت المصادر والمباحث الأخرى هذا الخطأ وبيّنوا أنّه من أصل رومي أو من أصل فرنك. وقد أعطى ملا خسرو في نهاية كتابه دُرر الحُكّام أنّ كنية إسم جدّه هو علي، ووجد نفس الكنية أيضاً في إحدى وثائق البيوع العائدة إلى بداية عام 843/1439 مبيّناً أنّ إسمه محمد بن فراموز بن هوجا علي (كوك بلكين، Gök bilgin.s. 172). وسجّل طاشكوبريزادة أيضاً في كتاب مفتاح السّعادة أنّ إسم جدهِ كان علي (II, 172). وكذلك ذكر السّحاوي والذي عاصر ملا خسرو أنُ إسمه محمد بن فرمامورز بن علي محي الدين خسروي (الضوء اللاّمع، VIII, 279). وذكره في بعض البحوث أنّ نسبه كردي وهذا الإختلاف حاصل بسبب الإضافة الموجودة في ذيل النّسخة المطبوعة والذي ترجمه مجدي وكتبه على أطراف كتاب الشّقاق (ص. 135) " بأن والد مولانا فراماروز من أكراد مدينة وارساق التي تقع بين مدينة سواس وطوقات وقد اشترى الأراضي هناك وإستقرّ فيها" إستناداً إلى هذه الملاحظة يظهر لنا بشكل واضح الفهم الخاطئ، علماً انّ المصادر تقول أنّ أصل مدينة وارساق من أفخاذ القبيلة التركمانية. ونتيجة إنتقاء بعض هذهِ المعلومات المضللّة الخادعة في سيرة حياة ملا خسرو يتهيأ لنا أن أصله يرجِع إلى منطقة وارساق الواقعة بين مدينة أماسيا وطوقات وكان لوالده زاوية علميّة وأنّه ولد في القرية الواقعة بين مدينتي سواس وطوقات. وأظهرت بعض المصادر أنّ هذهِ القرية تقع بجوار مدينتي يوزغات ويَرْكُويْ وبإسم قارقن.
وحسب المعلومات المعطاة من قبل طاشكوبريزادة أنّ والد ملا خسرو فرامورز ( فراموز ـ فرامرز) عندما  توفي أخذ زوج أخته خسرو إبنه محمد الصّغير السّن تحت رعايتهِ، لهذا السبب أخذ في بادئ الأمر لقب "خسرو قايني" وبعد ذلك أخذ لقب زوجة اخته (خسرو) مباشرةً وبهذا اللّقب قد عُرف (الشّقائق، ص. 116(. يبدو أنّه قد حصل على دراستهِ الإبتدائيّة في بلاد الرّوم  ومن المحتمل أنّه تقدّم وترقّى في دراستهِ تحت رعاية زوج أختهِ، وحصل على الشّهادة العلميّة من القاضي يوسف بالي إبن ملاّ فناري القاضي في مدينة بورصة. ودرس أيضاً في مدينة أدرنة على يد تلاميذ الأستاذ سعد الدّين التّفتازاني ومن بين هؤلاء برهان الدّين حيدر هروي وملاّ يكان والشّيخ حمزة وهم كانوا من علماء الدّولة العثمانيّة. بدأ أوّل وظيفتهِ الرّسميّة في مدينة أدرنة كمدرس في مدرسة شاه مَلك، وذكر أنّه قد أتيح له مهنة التّدريس في مدرسة الجلبي (الحلبيّة) في نفس المدينة أيضاً عام 839  (36ـ1435). وعندما تنازل السّلطان مراد الثّاني عن عرشهِ ونصب إبنه محمد عام (848 / 1444)، فأوُتي ملا خسرو إلى رتبة علمية دينية في الجيش (قازسكر) ولا توضيح على ذلك هل اّنه تعيّن كمدرس أم  كقاضي هناك. ومن المحتمل أنّه ترك عمله هذا بعد رجوع السّلطان المراد الثاني والجلوس على عرشه عام (850 / 1446) وأصبح قاضياً في مدينة أدرنة ما بين عام 851 ـ 854  (1447ـ1450) . ويتبيّن أنّه بصفة قاضي أدرنة قد صدّق ووقّع على بعض القرارات والحجج.(كوكبيلكين 279 ,266  Gök bilgin. s. 172,172,). ولو أخذنا بنظر الإعتبار هذه المصادر سنرى في سيرة حياته المعطاة في المراجع الأخرى أنّه لم يرجع مع السّلطان المراد الثّاني إلى مدينة أماسيا وعلى عكس ذلك بل يمكن القول أنّه بقي قاضياً في أدرنة.
ولم نعرف شيئاً عن ظروف ملا خسرو بعد رجوع السّلطان محمد إلى العرش مرّةً ثانية. ومن المحتمل انّه أثناء ذلك قد استقال من وظيفة القضاء وخصّص له راتباً تقاعدياً. و كان يعرف ملا خسرو بأنّه من ضمن الجماعة المؤيدة  للسلطان محمد الثّاني أثناء فتحه إسطنبول. وبناءاً على وفاة أوّل قاضٍ بعد فتح إسطنبول وهو خضر بيك عام )863 / 1459( فأوتي ملا خسرو إلى منصب قضاء إسطنبول، بالإضافة إلى ذلك أُعطي له قضاء منطقة غَلَطة وأُوسكدار مع التّدريس في مدارس آيا صوفيا.
وحسب معلومات المصادر أنّه في إحدى ولائم العرس أجلس عاهل الحُكم أحد عُلماء زمانهِ ملا كوراني على يمينه وملا خسرو على يساره عام 877  3)72-147( وعد هذا الجلوس أنه لا يليق بدرجته العلمية فترك إسطنبول بسبب ذلك وسافر إلى بورصة، وإشترى أرضاً بجوار مسجد الأمير سلطان بمحلة زَيْنِيلَرْ وأنشأ فيها مسجداً وكان يُعرف بإسمه ملا خسرو، وهذه المدرسة حسب درجات الوقف في أوّل الأمر كانت تُعرف بالدّرجة العشرينيّة وتحولت إلى درجة الأربعينيّة عام 1000 (1591-92) ، ثمّ تحولت إلى درجة الخمسينيّة  عام  10041595-96)   (( بالتاجي ص 312 (Baltacı, s.. وقد استدعى السلطان محمد الفاتح إلى اسطنبول ومن المحتمل أنه  تعيّن بزمن قريب من بعد عام 878-74) 1473 (في منصب مفتي إسطنبول وبقي في هذا المنصب إلى أن وافاه الأجل عام 885) 1480(. وأُخذ جنازته إلى بورصة ودُفن في حَضيرة مدرسة خسرو. وحسب المصادر نعلم انّ لملا خسرو كان له إبناً بإسم جلال الدّين و حَفيدا وقد أشتهر بلقب خسرو زادة وبإسم مصطفى.
على الرّغم من كون الوضع الماديّ لملا خسرو جيّدة إلاّ أنّه عاش حياةً متواضعةً، ويذكر أنّه كان في نظر النّاس صاحب الإحترام والإعتبار الكبيرين بسبب سلوكه الرّزين وحبّه للخير والتّقوى . ويقول ملا خسرو أنّه إستلم منصب القضاء عن غير رضىً. من جهة يتحسر بأن يمتحن بصرف أوقاته هباءاً بدون عمل ومن جهة أخرى يعلم أن دخوله إلى العمليّة التّطبيقيّة للحقوق قد وجهه إلى تأليف كتابه  (غُرر الأحكام) وذكر أن توجههِ إلى الكتابة وهذا العمل الوظيفي كان إمتحاناً خيراً له. وحسب قوله أيضاً وهو على أبواب إتمام هذهِ النّصوص وقد تخلص من منصب القضاء، وبسبب مجيء هذين النّعمتين تلوى الأخرى ولأجل الشكر عليه أن يمضي على شرحه (دُرر الحكام، ص. 1 ,3(
لقد بنى على أطراف جامع بإسم سلطان محمد الفاتح مدرسة بإسم صحن ثمان وقد حضر ملا خسرو وعلي قوشجو مع هيئة تحضير مناهج التدريس بالأضافة إلى السّلطان محمد الفاتح  والوزير الأعظم (رئيس الوزراء) محمود باشا. ((Atay.s. 79. وكان ملا خسرو من بين الشّخصيّات التي له الفضل الكبير في تأسيس المؤسّسات العلميّة العثمانيّة.
وفي المصادر تتبين أنّ السلطان محمد الفاتح كان يظهر له الإحترام والحب الشّديدين، ويُروى أنّه كان يقول له "أبو حنيفة هذا العصر". وهو أيضاً من الشّخصيّات البارزة في تاريخ الحقوق العثمانيّة. وعند قيام المناقشات العلميّة في مجلس السّلطان و كان يشترك ملا خسرو بصفة رئيس العلماء ويديرها بصفة التحكيم. لقد ألّف ملا خسرو كتب في عدة مجالات وعلى رأس هذهِ العلوم الفقه وأُصول الفقه وفي التّفسير واللّغة العربية وآدابها والشّعر وصناعة الخط أيضاً. ففي أصول الفقه ألف كتاب ميعاد الأصول ودرر الحُكّام ومع كتاب الفقه ومن بين بعض شروح وحواشي هذه الكتب قد درّس كمنهج في المدارس العثمانية (Uzun çarşılı, İlmiye Teşkilatı, s. 22  (بالإضافة إلى ذلك كان كتاب درر الحُكّام في عصر الدّولة العثمانيّة يحلّ إختلافات الحُكّام في مجال الحقوق الشّرعيّة بصورة غير رسمية وكان يجري عمله كمرجع للحقوق (1.6.45(Akgün düz,  . ومن بين التلاميذ الذين أوصلهم الزنبيللي علي جمالي أفندي وفناري حسن جلبي وملا حسن سامسوني ويوسف بن جنيد الطّوقاتي وملا محي الدّين محمد مانيسالى أوغلو وعلماء من أمثال ذلك. وبالإضافة إلى مدرستهِ في مدينة بورصة قد أنشأ جامعاً بإسمهِ في إستنبول في منطقة شيخ زادة باشي.

مؤلّفاتهِ :
له مؤلفات كثيرة لعدم سعته لم تنشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحاشية:
  أستاذ الفقه الإسلامي في كلية الإلهيّات بجامعة هيتيت بجوروم ، لقد نشرت المقالة في الموسوعة الإسلاميّة للشؤون الدينيّة التركية.
Prof. Dr Ferhat Koca. ‘’Molla Hüsrev’’ TDİA, https://islamansiklopedisi.org.tr/molla-husrev
نظام الدين إبراهيم أوعلو
نظام الدين إبراهيم أوعلو
Onbaşı

عدد الرسائل : 14
العائلة التركمانية : oğuz Bayat
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى