مؤلفات خالدة لمسلمي آسيا الوسطي وقزاقستان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مؤلفات خالدة لمسلمي آسيا الوسطي وقزاقستان
عبدالملك خليل
نشأ الإسلام في أرض العرب. ونزل القرآن الكريم بلغة عربية علي نبي عربي وبزغت شمس الإسلام علي العالم واعتنقه الملايين في بلدان أخري لأنه دين الحق والعدل والمساواة.
وكانت اللغة العربية هي السلاح الباهر في نشر الإسلام في المعمورة. غير أن الآداب الإسلامية ليست وليدة العرب وحدهم. وحري بنا أن نذكر في هذا الشهر المبارك تلك الكوكبة الرائعة من المسلمين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإسلام ونشر وشرح تعاليمه والعناية بأحاديث الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم.
و قد لا يتسع المجال هنا لذكر جميع هؤلاء. فقد أنجبت شعوب آسيا الوسطي وقزاقستان هذه الكوكبة الرائعة من العلماء الذين تركوا للمسلمين وللبشرية جمعاء العديد من المؤلفات الخالدة في ميادين المعرفة الموسوعية في التفسير والحديث والفقه والطب والفلك والفلسفة والجيولوجيا والرياضيات والجغرافيا وعلوم الطبيعة والتاريخ والترجمة وغيرها. وقد بادر المسلمون الاوائل بالتوجه إلي مناطق آسيا الوسطي وقزاقستان وروسيا عارضين علي الحكام والناس البشارة بالإسلام بوصفه الدين القويم. وقد كانت هذه البشارة قبل بقية الأديان السماوية الأخري. ولهذا فمن العلماء الذين يحتلون أماكن مرموقة هم.
محمد بن إسماعيل البخاري
فبعد انتشار الإسلام في مختلف أنحاء العالم ازداد عدد المحدثين وجامعي أحاديث النبي- صلعم- وكان الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في المقدمة من هؤلاء.
وقد ولد الإمام البخاري في عام194 هجرية في مدينة بخاري الواقعة حاليا ضمن جمهورية أوزبكستان. وقد تلقي الإمام محمد مباديء العلوم وكرس حياته كلها لجمع أحاديث النبي الكريم. ولهذا الغرض زار بعض مناطق العالم الإسلامي مثل: بغداد وخراسان والشام والحجاز ومصر والبصرة والكوفة وغيرها.
وفي كل هذه الزيارات عكف علي جمع الأحاديث النبوية وترتيبها. وقد أقام رحمه الله في المدينة المنورة بين الروضة والمنبر ست عشرة سنة. والتقي في أثناء رحلاته بأبرز العلماء الذين جمعوا ودرسوا هذه الأحاديث النبوية الشريفة.
وبفضل مقدرته الفائقة توصل إلي أرفع الدرجات في هذا الميدان. ومن المعروف أن البخاري التقي بأكثر من ألف عالم أثناء رحلاته وجمع الألوف من الأحاديث بعد أن حصل علي كمية كبيرة من أحاديث النبي من الإمام أحمد بن حنبل وقد وصل البخاري إلي بغداد في أواخر أعوام حياته حيث التقي بعدد كبير من المحدثين. وقد أدهش البخاري معاصريه بأنه كان يحفظ عن ظهر قلب حوالي600 ألف حديث من أحاديث الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم.
وفضلا عن ذلك كان يملك موهبة تفسيرها بعمق وكان يذكر اسم كل راو ويوم ولادته ووفاته وقبيلته ووضعه الاجتماعي.
و كان الإمام البخاري يمتاز بأخلاق رفيعة فعندما عاد إلي وطنه في أواخر حياته شرع في تدريس الأحاديث في الجامع الذي بناه قتيبة بن مسلم. وبعد مدة طلب منه أمير بخاري خالد بن أحمد الزهلي أن يعلم أولاده في قصر الأمير نفسه فرفض البخاري وقال العلم يؤتي إليه ولا يأتي. ولهذا السبب طرد من المدينة فذهب إلي سمرقند التي كانت توصف بأنها' سر من رأي' ونزل في قرية' خرنتك' ولم يلبث طويلا حتي توفي في ليلة عيد الفطر سنة256 هجرية و دفن هناك. ومن مؤلفات الإمام البخاري:
الجامع الصحيح والأدب المفرد وأسماء الصحابة وأفعال العباد وبدء المخلوقات وبر الوالدين وتاريخ البخاري وثلاثية' التاريخ الكبير والتاريخ المتوسط والتاريخ الصغير' وكتاب' القراءة خلف الإمام في الصلاة' وكتاب' الهبة' وغيرها.
و قد أجمع العلماء علي أن أصح الكتب بعد القرآن هو أحاديث الرسول' العظيم التي جمعها البخاري في كتاب' صحيح البخاري' وقد اهتمت الحكومة الأوزبكية بضريح الإمام البخاري وهذبته وأحاطته بأشجار الفواكه مثل التفاح والتوت وذودته بعين ماء رائقة. وقد أتيح لكاتب هذه السطور زيارة هذا الضريح مع الصديق المرحوم السيد صلاح بسيوني سفير مصر السابق في الاتحاد السوفيتي والصديق عادل الجزار سفير مصر في بريطانيا لاحقا. لهذا كثيرا ما يتوقف الزائرون والسياح في طريقهم من العاصمة طشقند إلي سمرقند للتوقف عند ضريح الإمام البخاري ليملوا أنظارهم بذكري هذا العالم الجليل وقراءة الفاتحة علي روحه السامية.
محمود الزمخشري
ولد أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري سنة467 هجرية الموافق1075 ميلادية في قرية زمخشر قرب خوارزم. وتعلم اللغة و علم الكلام وسافر إلي مكة المكرمة لتكملة بحوثه. وبعد أن قضي بعض الوقت في بيت الله الحرام متعمقا ومتعبدا ازداد نشاطه وتوسعت معارفه. وهناك كتب مؤلفه الشهير' جار الله' لأنه مكث مدة طويلة في بيت الله الحرام. وزار الزمخشري فضلا عن مكة المكرمة مدن: مرو وبخاري ونيسابور وأصفهان و بغداد ودمشق وغيرها. ويعرف عنه أنه لا يكل في البحث في العلوم وقال قبل وفاته إن قراءة الكتب والأسفار قد شيبتني' وقد خلف الزمخشري بعد وفاته أكثر من خمسين مؤلفا في مختلف فروع العلم. وأن كل مؤلفاته في تفسير القرآن والأحاديث النبوية وعلم الصرف والنحو والحساب والتعليم و الخطابة لها قيمة كبري حتي يومنا هذا. ويظهر أن مؤلفه' الكشاف' مهم جدا ويعتبر من المراجع الهامة كما ترك وراءه مجموعة من البحوث في تفسير
المعاجم والشعر والأدب والجغرافيا وغيرها.
أبو نصر الفارابي
ولد أبونصر الفارابي الانزاري سنة256 أو257 هجرية في مدينة فاراب لوالد كان قائدا عسكريا. وقد انكب علي الدراسة منذ نعومة إظفاره. فدرس اللغات العربية والفارسية والسنسكريتة. وبالتعاون مع المترجم المعروف- أبو بشر متي ترجم الفارابي عددا من أعمال الفيلسوف اليوناني أرسطو وكتب عليها
تعليقات فذة. ولقب بعد ذلك ب' المعلم الثاني' و' أرسطو الشرق'.
ومن أجل تطوير معارفه سافر إلي سمرقند وبخاري وهرات ومرو وكابول و حران وحلب والشام و. يرها. وفي سنة336 هجرية توفي في بلدة صغيرة في ضاحية لدمشق. وقد كتب الفارابي أكثر من160 رسالة منها:
1- رسالة في أعضاء الإنسان
2- رسالة في أعضاء الحيوان
3- رسالة في الرد علي جالينوس عما ناقض فيه أرسطو.
4- رسالة في آراء أهل المدينة الفاضلة.
5- تعليقات
6- رسالة في تحصيل السعادة.
7- رسالة في عيون المسائل
8- رسالة المفارقة
9- رسالة معاني العقل.
وقد صمدت هذه المؤلفات لاختبارات الزمان أكثر من ألف عام.
وكان الشيخ الفارابي داعية كبيرا من أجل أخوة البشر وتقدم العلوم وصنع الخير وسعادة الإنسان.
الطبيب والفيلسوف أبو علي بن سينا
يعتبر ابن سينا من أشهر أطباء وفلاسفة المسلمين. ولد سنة980 هجرية في قرية أفشنه بالقرب من بخاري في أوزبكستان حيث قضي فيها طفولته. و عندما بلغ16-17 سنة حصل علي معارف واسعة خاصة في ميدان الطب.
ويشار إليه بأنه الذي عالج الأميرالساماني نوح المنصور من مرض عضال فحصل علي ترخيص بالدخول إلي المكتبة الملكية الغنية بالمؤلفات. ورأي في هذه المكتبة كتبا لم يسمع بها من قبل ساعدته في تعميق معارفه في مجال الطب والفلسفة. و قد اختار أبو علي بن سينا العيش في عاصمة خوارزم حيث كان يعمل علماء كبار مثل البيروني وغيره. وقد عمل ابن سينا معه12 سنة. وشرع في كتابة مؤلفه الشهير' القانون في الطب' وكتاب' الشفاء'.
وأصبح كتاب القانون في الطب عملا أساسيا في عصره. وتكتسب مؤلفات ابن سينا الأخري' الأرجوزه في الطب' و' لسان العرب' وكتاب الإنصاف' وغيرها أهمية بالغة.
و قد أجريت مسابقة روسية إيرانية منذ سنوات بعد العثور علي جمجمته وصمم بموجبها وجهه تصدر متحف افتتح في أوزبكستان يحتوي علي نماذج من مؤلفاته الطبية والعلمية والفلسفيه و لايزال المعرض مفتوحا لألوف الزوار الذين يزورون أوزبكستان.
أبو عيسي الترمذي
ولد أبو عيسي محمد بن عيسي الترمذي صاحب أحد' الصحاح الستة' المعروفة لأحاديث النبي- صلعم- سنة209 هجرية في مدينة ترمز. ويعرف عنه منذ شبابه الولع بأحاديث الرسول ولهذا الغرض سافر إلي الحجاز وزار العراق وخراسان وغيرها. وتعلم الترمذي علي كبار الأئمة في عصره مثل
الإمام البخاري والإمام مسلم وأبي داود وقتيبة بن سعيد وغيرهم. وظل مكبا علي القراءة حتي أصيب الإمام الترمزي بالعمي في أواخر عمره. وقد توفي في سنة179 هجرية في ترمذ. ومن مؤلفاته:-
1- كتاب السنن
2- كتاب التاريخ
3- كتاب الشمائل النبوية
4- كتاب الزهد
5- كتاب الأسماء..
وهناك مئات بل ألوف من كبار علماء المسلمين والأئمة والحكماء
الذين أنجبتهم البشرية في مختلف أصقاع العالم.
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: مؤلفات خالدة لمسلمي آسيا الوسطي وقزاقستان
سلمت الأنامل د أفراسياب علماء عظام بالفعل قدموا للبشرية الكثير الكثير وقد أحببت أن أذكر ما قيل عن صحيح البخاري والذي يعتبره الكثيرون من أهل العلم أصح كتاب بعد القرآن :
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
وهذه صورة لضريح الإمام البخاري في سمرقند :
تقبل مروري وإحترامي
صحــيح البخــاري لـو أنصفـــــوه ـــــــــــ ما خــط إلا بمــاء الــذهــــــــب
هــو الفـرق بيـن الهـدى والعمـى ــــــــــ هــو السـد بيـن الفتـى والعطـب
أســانيد مثــل نجــوم السـمــــــاء ــــــــــــ أمــام متــون كمثـــــل الشــهب
بهــا قـام مـيزان ديـن الرســــول ـــــــــــــ ودان بــه العجــم بعــد العـــرب
فيــا عالمــا أجــمع العـالمـــــون ــــــــــــــ عــلى فضـل رتبتـه فـي الــرتب
وهذه صورة لضريح الإمام البخاري في سمرقند :
تقبل مروري وإحترامي
وسيم حجوك- Üsteğmen
- عدد الرسائل : 617
العمر : 51
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
مواضيع مماثلة
» خالدة أديب آديوار
» الكيانات الحضارية الإسلامية في آسيا
» جمهوريات آسيا الوسطى .. مدن وعلماء
» حرب نفوذ مستعرة على غاز آسيا الوسطى
» من رواد الصحوة الإسلامية فى آسيا الوسطى عبد القادر داموللا الكاشغرى
» الكيانات الحضارية الإسلامية في آسيا
» جمهوريات آسيا الوسطى .. مدن وعلماء
» حرب نفوذ مستعرة على غاز آسيا الوسطى
» من رواد الصحوة الإسلامية فى آسيا الوسطى عبد القادر داموللا الكاشغرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى