منتدى تركمان سورية .... من أجل تركمان َموحد....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلم هاشم اتاسي ح8

اذهب الى الأسفل

العلم هاشم اتاسي ح8 Empty العلم هاشم اتاسي ح8

مُساهمة من طرف هيثم رشاد كاخي الإثنين أغسطس 04, 2008 3:57 pm

توفي الرئيس الجليل رحمه الله في السابع عشر من جمادى الآخرة عام 1380 للهجرة الموافق للسادس من كانون الأول عام 1960[85]، ومن مفارقات الدهر أن الأتاسي نفي إلى جزيرة أرواد في شهر كانون الأول، وتم إبرام المجلس النيابي السوري للمعاهدة التي جلبها من فرنسا في هذا الشهر، وتولى منصبه الرئاسي الأول في نفس الشهر، وتولى منصبه الرئاسي الثاني في ذات الشهر، واستقال من منصبه الرئاسي الثالث في ذلك الشهر، واستقال من رئاسته الثانية لمجلس الوزراء في هذا الشهر، وقام انقلاب الشيشكلي الأول خلال مدة رئاسته في كانون الأول أيضاً.

وخرجت سورية المفجوعة كلها تسير في جنازة أبيها وزعيمها، وشيع جنازة الزعيم الوطني الكبير جمع هائل من الناس والجماهير أمّوا مدينة حمص من كل الأطراف في موكب شعبي ضخم، ونزلت حمص وفود المدن والأسر والقبائل من سائر الأركان، وحضر الجنازة العديد من وجوه الوطن وأعيانه، ومشى خلفها الوزراء، ونائب رئيس الجمهورية نورالدين كحالة، والفريق جمال الفيصل، وأرسل جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية المتحدة آنذاك، عبدالحميد سراج، رئيس المجلس التنفيذي في الإقليم الشمالي، مندوباً عنه في تشييع جنازة الأتاسي[86]. وقد ألقى فيضي الأتاسي، ابن أخيه، كلمة ممثلاً بها آل الأتاسي رثى بها الزعيم الراحل، كما رثاه الشاعر الكبير وصديقه الأديب الوزير بدوي الجبل، وتسابق الأعلام والساسة والأدباء والصحافيون والكتاب في تأبينه، وبكى الشعب الأتاسي إذ كانت صدمته بوفاة زعيمه عظيمة وأي صدمة، ووري الثرى، رحمه الله، في مقبرة أسرته آل الأتاسي في باب التركمان، رحمه الله وبوأه مكانة عالية في جنان خلده.

وخلدته بلاده فأصدرت طوابعاً عليها صورته عام 1938م، وأطلقت اسمه على إحدى مدارس حمص الثانوية الرئيسية للبنين وعلى أحد شوارعها، كما صدر أمر من قبل الرئيس حافظ الأسد، وقبل موته بأشهر قلائل عام 2000، بتسمية الحديقة التي ستقام حول مسجد آل الأتاسي بحديقة هاشم الأتاسي كما مر معنا في الفصل السابق، وبإقامة نصب تذكاري للرئيس الجليل.

قيل في الرئيس الجليل:

قالالمؤرخ والصحفي المعروف عبدالغني العطري وقد ترجم له في كتابه "عبقريات وأعلام": "أجمعت كل القلوب على حبه واحترامه. ضم بين جناحيه كل صفات الحكمة والعقل والنزاهة والزهد والبساطة. كان محباً لوطنه، مقدراً لمواطنيه، بعيد النظر، صائب الرأي، متزناً، وحكيماً. لم يكن له عدو أو خصم بين جميع الأحزاب والسياسيين، ربما لأنه لم يكن يعادي أحداً أو يضمر السوء لأحد. كان زاهداً بالحكم، يلجأ إليه من بيدهم الحل والعقد ليستشيرونه في الأمور الصعبة، والمواقف الحرجة، وكانوا يعملون بنصحه وإرشاده وتوجيهه. كان رمزاً للوحدة الوطنية، يستظل بظله المتخاصمون، ويهتدي بهديه المختلفون والمتنازعون. كان يلقب عن جدارة "بالرئيس الجليل" و "أبو الدستور"[87]. وكان يعتبر جميع أفراد الشعب إخوته وأبناءه وأحفاده. إنه حقاً أبو الشعب، وراعيه، والحريص على مصلحته"[88].

وقال مؤرخحمص منير الخوري عيسى أسعد مترجماً له في كتابه "تاريخ حمص": "ويعتبر هاشم الأتاسي المعلم الأول للوطنيين في دنيا البلاد السورية ورائدهم وقدوتهم المثلى في عالم النضال والتضحية والبذل وأشدهم إخلاصاً وتمسكاً بالمبادئ القويمة ومن أجملهم خُلُقاً وخَلقاً وترفعاً عن الصغائر"[89].

وقال فوزي أمين صاحب النقاد مترجماً له في "وجوه": "فخامة السيد هاشم الأتاسي: فخامة رئيس الجمهورية السورية الجليل، وأبو الوطنيين في هذه البلاد التي مشت في ركاب رصانته، وأخلاقه السمحاء، وجهاده الطويل، مدة تزيد عن الخمسين سنة. يُذكر اسمه الكريم فينحني السوريون إجلالاً لمجده، ويحيون في فخامته العقيدة الوطنية التي لم تلن طيلة نصف قرن، ويحيون في فخامته النبل والمروءة والعطف الأبوي العظيم"[90].

وقال المؤرخ فائز سلامة في كتاب "أعلام العرب في السياسة والأدب" في ترجمة قديمة للأتاسي في الثلاثينات من القرن العشرين: "هاشم بك الأتاسي: خواصه وصفاته: كان في قديم الزمان لبني اسرائيل شيء اسمه تابوت العهد توضع فيه عصا موسى واللوحان المخطوطان وأثواب الكهنة، فيحملونه في محارباتهم ويمشون وراءه فيحرزون النصر الذي وعد به الرب شعبه على الأعداء ويظفرون به. والرئيس الجليل هو تابوت العهد المقدس من هيئة العصبة الوطنية، يحضرونه جلساتهم فيهتدون إلى خير الأمور ويأتمون به، كأنه علم في رأسه نار، فلا يجهد نفسه بأن يتكلم أو يكتب، وإنما على الجماعة تسطير البيانات وإذاعة البلاغات الصادرة عن مكتب الكتلة تحت توقيعه بعد عرضها عليه وأخذ موافقته والتصديق منه. وفي المجالس والمؤتمرات التي يحضرها يسود النظام، ويلقي عليها مطارف الأبهة والجلال فيزيد المقام رونقاً وكمالاً، ولعل أحسن صفاته وأشرف خصائصه أنك إذا أغضبته فلا يغضب: وأما السائل فلا ينهر وأما اليتيم فلا يقهر. شيخ وقور، مهيب الشكل، رضي الخلق. نسبه: هو سليل بيت المجد والشرف والعريق في القدم، ابن المرحوم خالد أفندي الأتاسي، مفتي حمص وأحد علمائها الأفاضل". وقال في موضع آخر من ترجمته: "أقوال الناس فيه: شهد له أخصامه بأنه عنوان الكرامة والانسانية، وضميره أنقى من ثلج الجبال، وكفه أطهر من ماء السماء، ولسانه ما تحدث مرة بالباطل، وقلبه بغير ذكر الله ومصلحة الوطن ما شغل!...والفضل ما شهدت به الأعداء"[91].


وقال الصحفي عدنان الملوحي في مقدمة ترجمته للأتاسي في "وطنيون وأوطان": "هو الرئيس الجليل كما أطلق عليه هذا الإسم عليه، نظراً لجلالة قدره وعظيم جهاده في سبيل وطنه، إنه الرئيس هاشم الأتاسي الذي ترأس وفد سورية إلى باريس عام 1936، ولكن الحكومة الفرنسية اليمينية الإستعمارية يومئذٍ نكلت بكل عهودها ووعودها ولم تذعن لمطالب سورية في الإستقلال، فعاد الوفد إلى دمشق، وأعلن الرئيس هاشم الأتاسي استئناف النضال ضد الإستعمار وسارت البلاد كلها وراءه، فقد كان زاهداً في حكم ورئاسة وسلطة لا تكون نابعة من إرادة الشعب ورغبته الحقيقية في الإستقلال الوطني والسيادة"، وقال: "وكان الرئيس هاشم الأتاسي، في الحقيقة، حلال المشاكل التي كانت تتعثر فيها الحياة الديمقراطية في البلاد، في عهود الإنقلابات والدكتاتوريات، فكان الرئيس الزاهد والصادق والنزيه والعفيف والشريف والطيب وصاحب الخلق الكريم، وهو سليل أسرة كبيرة معروفة مشهورة في مدينة حمص، وكان رحمه الله كبيرها ورئيسها"، وقال: "كان الرئيس الجليل هاشم الأتاسي، شديداً على الإستعمار عنيداً في عدائه له، وكان ديمقراطياً أصيلاً لا يرضى بالانحراف عن جادة الديمقراطية وطريقها، وأذكر أنه كلما أطل انقلاب بوجهه الأسود على البلاد في ظلام الليل، حمل الرئيس هاشم الأتاسي درب طريقه، كما يقولون، وغادر القصر الجمهوري في المهاجرين إلى مدينة حمص وأغلق عليه باب منزله ورفض أي حوار مع أي مغامر وانقلابي انقض على الديمقراطية وقضى عليها في ليل"، وقال: "رحم الله الرئيس الجليل هاشم الأتاسي رحمة واسعة، فقد كان مناضلاً باسلاً ومجاهداً عظيماً كريماً وصادقاً أمينا"[92].

وقال المؤرخ نجاة قصاب حسن في مقدمة ترجمته للرئيس الجليل في كتاب "صانعوا الجلاء في سورية": "هذا الرجل المهيب بطلعته، الصادق، النافذ البصر والبصيرة، النزيه دائماً وحتى المبالغة أحياناً، والدمث الهادئ الرقيق الذي لا يقبل وساطة ولا تنازلاً عن الأمور السليمة والسلوك العالي، هذا الرجل الكبير بكل معنى الكلمة، سناً وقدراً وتجربة ومراكز عالية تسنمها، وهو من مواليد 1873 في مدينة حمص، ومن عائلة اشتهرت بالعلم والتقوى وبعدد رجالها الكبير حتى يقال عنهم تظرفاً أنهم قبيلة، واشتهرت كذلك بكثرة من برزوا منها في الحياة الاجتماعية والعلمية، فقد كان جده يتولى منصب المفتي في حمص، وخلفه في ذلك والده خالد ثم أخوه الطاهر". وقال: "كان المغفور له السيد هاشم الأتاسي رجلاً مقتدراً ذكياً شهدت له جميع مواقفه بأنه يملك من المكانة والعمر والصلابة ما يجعله الأول بين أقرانه، وكان له دور فعال في رقابة الإدارة، وليس أدل على ذلك من أن اسمه كان الأول بين الموقعين على جميع البيانات السياسية التي صدرت قبل تأسيس الكتلة الوطنية ومنذ هذا التأسيس، وكلها بيانات مصيرية وذات موقف شجاعه يستدعي المسؤولية في مواجهة عدو لا يغفر لأحد أن يعارضه، وأنه انتخب بالاجماع رئيساً للكتلة الوطنية، وإلى جانبه المناضل الكبير ابراهيم هنانو الذي أعطي لقب الزعيم". وقال: "وفي عام 1936، وبعد الاضراب الخمسيني الذي نال سمعة عالمية واضطر الفرنسيون إلى دعوة وفد للمفاوضة على معاهدة بين فرنسا وسورية، كان الرئيس الأتاسي هو الرجل المختار بالبداهة وطبائع الأمور رئيساً للوفد، وكان محل احترام الأعداء حتى أن الجنرال ديغول زاره في بيته طالباً منه قبول الرئاسة فأبى. وبالاختصار، فقد كان الرئيس هاشم الأتاسي في كل حياته في مقدمة الصف الوطني صلابة ومركزاً واحتراماً ومقدرة على معالجة الأمور باستقامة، فإذا لم يرتح ضميره إلى موقف غادر الحكم بشجاعة وبلا تردد، ولم تستطع أي قوة أن ترهبه أو تحمله على التراجع في حياته كلها"[93].

ورثاه مجدد الشام والمراقب العام للأخوان المسلمين ونائب دمشق الداعية المصلح المجاهد الشيخ العلامة الدكتور مصطفى حسني السباعي، أحسن الله عقابه وأجزل ثوابه، في مجلته "حضارة الإسلام"، ننقل بعض كلماته فيها من كتاب "أعلام المسلمين: مصطفى السباعي" للدكتور عدنان محمد زرزور، قال السباعي: "انطفأت شعلة من شعل الجهاد العنيد النبيل الذي أضاء للعرب عامة ولأبناء الإقليم السوري خاصة طريقهم إلى الحرية قرابة سبعين عاماً منذ تولى العمل الحكومي بعد تخرجه من حقوق استانبول عام 1894م إلى أن لقي ربه في الشهر الأخير من عام 1960م. تاريخ أمة، وأمجاد شعب، وعنوان كفاح، ورمز استقامة، ومثل نزاهة، ذلك هو الفقيد العظيم: هاشم الأتاسي. قاد هاشم الأتاسي معركة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي في سورية مع عدد من إخوانه في وقت كان الاستعمار يرمي بأثقاله على البلاد، والأمة تغلي غليان المحموم من وطأة الطغاة المستعمرين وأذنابهم، فوجدَتْ فيه القائد الأمين، والربان الماهر، والزعامة الحكيمة التي لا تضطرب عند اصطراع الأهواء، ولا تجبن عند اشتداد الأنواء، وسلمت له برئاسة الجمعية التأسيسية عام 1928م، ثم برئاسة الجمهورية عام 1936م، فاشتد إيمانها بقيادته وزعامته للقضية الوطنية وللحكم الوطني في حين تزعزت ثقتها في كثيرين ممن كانوا يتعاونون معه في الكفاح السلبي، ثم في دور البناء الإيجابي، وما كاد يغادر منصة رئاسة الجمهورية طائعاً مختاراً عام 1939م بعد ما بدا من سوء نوايا الفرنسيين وتصميمهم على جعل استقلال سورية أمراً شكلياً يخفي وراءه أبشع مطامع الاستعمار الفرنسي وأخسها حتى أصبح هاشم الأتاسي زعيم الأمة غير منازَع، وبطل القضية الوطنية غير متهم ولا مغموز في سيرته وإخلاصه". وأضاف رحمه الله: "لقد قدر لي أن أعرف الفقيد العظيم وما تنطوي عليه نفسه الكبيرة من شمم ونقاء خلال السنوات التي انقضت بين وضع الدستور السوري في الجمعية التأسيسية عام 1949م وبين انتهاء رئاسته الثانية (بل الرابعة) للجمهورية عام 1955م، وشهد الله ما رأيت أنبل منه نفساً، ولا أصفى منه وطنية، ولا أبعد منه بصيرة، ولا أعف منه يداً ولساناً" رحمه الله. وأضاف على هذه النبذة المؤلف الدكتور زرزور قوله: "ونحن نقول: لقد قدر لمدينة حمص، واسطة العقد في بلاد الشام، أن تهب لهذه البلاد في أخطر مراحل تاريخها الحديث: رجل الوطنية والعروبة الرئيس هاشم الأتاسي، ورجل الوطنية والعروبة والدعوة الإسلامية الشيخ مصطفى السباعي". وقد كان السيد السباعي قبل تأبينه للرئيس الجليل يشيد به في مقالاته وخطبه ومحاضراته، فقد قال في محاضرة ذات مرة عام 1360 من الهجرة في القاهرة ونقلت الكلمة في مجلة الفتح: "حتى إنني لأذكر أنني زرت منذ ثلاثة أعوام فخامة الرئيس الجليل هاشم بك الأتاسي زعيم الكتلة الوطنية ورئيس الجمهورية المستقيل، وجرّنا الحديث إلى مصر وأهلها، فإذا بالرئيس الجليل يفيض قلبه إعجاباً بنهضة مصر، ويثني الثناء المستطاب على المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، ويقدر في الرئيس الفقيد صفات البطولة والإخلاص والرجولة التي كانت تملأ جوانب نفسه الكريمة"[94].

هيثم رشاد كاخي
هيثم رشاد كاخي
Çavuş

عدد الرسائل : 115
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى