منتدى تركمان سورية .... من أجل تركمان َموحد....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأميرة نور علي نور

+2
أبوبكر برق
afrasiab
6 مشترك

اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف afrasiab الأحد أبريل 06, 2008 6:24 pm

عن كتاب العقود اللؤلؤية في تاريخ المراة التركمانية

للمؤرخ الكبير محمد خير عيد




الأميرة نور علي نور

زوجة الأمير جهان خان شقيق الملك برهان الدين خان ملك تركستان الشرقية التي كانت احدى اقسام الامبراطورية التيمورية الكبرى في اواسط القرن الرابع عشر الميلادي .

كانت من ربات العقل و الذكاء ومن ذوات الرأي و الحزم و العفة و الايمان, عرفت بهدوئها و رباطة جأشها و جمالها الأخاذ و الابتسامة التي لا تفارقها.

وقيل أيضا أنه كان يفوح منها العطر أينما سارت وفي أي مكان حلت دون ان تتعطر او تمس العطر حتى أطلق عليها الصينيون ( شانغ بي ) أي المرأة المعطرة.

عندما أصاب تركستان الشرقية الانقسامات الداخلية و التنافس على السلطة وجدتها الحكومة الصينية فرصة سانحة لاحتلال هذه المنطقة فأرسلت جيشا كبيرا في اواسط القرن الثامن عشر ميلادي بقيادة جي زاوخوي, احتل هذا الجيش الجزء الشمالي من تركستان الشرقية عام 1757م بعد ان تغلب على المقاومة التركية العنيفة بالعدة و العدد, و قضى على حياة مليون من السكان, ثم اتجه جنوبا حتى بلغ كوجار فحاصرها من كل الجهات لكنه لم يستطع احتلالها في البداية بسبب المقاومة البطولية التي لاقاها من قبل الأتراك سكان المدينة الذين ابدوا شجاعة نادرة في الدفاع عن مدينتهم و اجبروا جنود العدو على الفرار , لكن القيادة الصينية أرسلت الامدادات الكبيرة عندما علمت نبأهزيمة قواته , فعاد الصينيون الى مهاجمة كوجار مرة ثانية و استطاعوا دخولها بعد قتال مرير وأعلن بأمر القائد الحملة الصينية القتل العام للسكان فقضوا على حياة عشرة الاف من الابرياء و بصورة وحشية يندى لها جبين الانسانية.

عندمت علم الملك برهان الدين خان ملك تركستان و شقيقه جهان خان, سارا على عجل و بامرتهما عشرة الاف من المقاتلين الأتراك لانقاذ المدينة المحاصرة ولكن بعد فوات الاوان ,فعندها انسحب الملك برهان الى ياركند لاعداد الجيوش و تنظيمها و الدخول بحرب منتظمة مع القوات الصينية الغازية , و سار أخوه الأمير جهان الى مدينة ختن لحشد الجيوش لمساعدة أخيه الملك و الوقوف امام هذا الطوفان الزاحف و الدفاع عن ارض الوطن , و كانت نور علي نور تناضل بجانب زوجها و تبت فيه النخوة و الحماس.

اما الجيش الصيني تابع زحفه بعد احتلال كوجار و تقدم الى مدينة ياركند فاشتبك فيها مع قوات الملك, وبعد معركة دامية تغلب الملك في البداية على هذا الجيش و حاصره مع قائده جي زاوخوي من كل الجهات ولكن الامدادات القوية و العاجلة و المتتابعة التي كان يرسلها الصينيون أدى الى فك الحصار و التجمع في منطقة اق صو لتنظيم صفوفه , و لم شتاته , للانطلاق من جديد لشن حملاته.

بعد استراحة قصيرة لهذا الجيش الغازي في منطقة اق صو , بدأ بالهجوم على الأتراك في عدة جبهات, فأرسلت حملة بقيادة جي زاخوي على كاشغر و اخرى بقيادة فو-ثاي على ياركند مما اضطر الملك بعد اشتداد الهجمات من قبل العدو و استشهاد الكثير من المقاتلين الأبطال للانسحاب الى ختن, حيث كان اخوه الأمير جهان خان ينظم الكتائب و الجيوش هناك.

لكن الجيش الصيني لم يتح له الفرصة لتنظيم قواته بل تابعه الى ختن و التقى فيها بقوات جهان خان فدارت المعركة بينهما على اشدها و قاتل الاتراك قتالا مستميتا و ابدوا شجاعة عظيمة و بسالة نادرة و لكن هذه المعركة غير المتكافئة اسفرت عن انتصار الجيش الصيني الضخم ذو الامدادات المختلفة.

لما تحقق للملك برهان الدين بعدم جدوى متابعة المعركة ضد الجيش الصيني , اضطر و اخيه جهان الى الانسحاب الى مقاطعة بدخشان, لكن الجيش الصيني تتبعهم الى هناك, و استطاع ان يأسرهما مع أسرهم بعد قتال انتحاري كبير, قتل خلاله معظم افراد العائلة المالكة, وكل من كان معهما من الحاشية و الجند و القادة والأمراء و لم يفلت من أيديهم سوى الأمير خوجة صالح ابن الملك , أما الملك و شقيقه فأرسلا الى كاشغر و أعدما بأمر من القائد الصيني في بكين , و أمر الامبراطور عرضه على الشعب إعلانا لانتصاره على الأتراك في تركستان , أما رأس شقيقه الأمير جهان , فان الأتراك استطاعوا ان ينتزعوه من أيدي الأعداء وهم في الطريق الى الصين .

أما الأميرة نور علي نور فلما سمع الامبراطور الصيني بها و بدورها البطولي الى جانب زوجها خلال الحرب وبشجاعتها و جمالها , أمر قائد جيشه جي زاخوي ان لا يصيبها بأذى و يرسلها اليه سالمة و بحراسة مشددة و باحترام و تكريم, فنفذ القائد الصيني ما طلب منه وأرسلها الى الامبراطور.

لما وصلت الأميرة نور الى بكين وجدت في قصر الامبراطور الحفاوة و الترحيب و الاستقبال الجيد ,وعندما رأت الامبراطور هاج غضبها و ازداد حقدها و تمنت ان تتحول الى نار محرقة لتحرق القصر بمن فيه, و لكن لا حول لها و لا قوة, فاستسلمت الى قدرها و عادت الى هدوئهاو سكونها و الحقد ينهش احشائها فما العمل لتأخذ بثأر زوجها و مليكها و الالاف الالافمن الابرياء الأتراك الذين قتلوا ظلما و عدوانا لا ذنب لهم سوى انهم وقفوا في وجه الظلم و العدوان دفاعا عن الارض و الوطن.

حاول الامبراطور الصيني مرة أن يتقرب اليها و يلاطفها بحضور وصيفاتها اللاتي وضعن تحت تصرفها في القصر الامبراطوري و كانت قد خبأت خنجرا في صدرها , فوثبت عليه لتقتله فحالت الوصيفات دون تنفيذ مأربها , ومع ذلك لم ينفعل الامبراطور من تصرفها لأنه كان يحبها حبا كبيرا فقالت لوصيفاتها بعد انتزاع الخنجر منها, ( فان ذهب الخنجر مني ففي قلبي خناجر كثيرة فكيف يمكن انتزاعها مني, لقد اعتدى على بلادي و شتت اسرتي و قتل زوجي و ها أنا أسيرة, لقد أصبحت اكره الحياة و احب الموت , لم ابذل نفسي الا بثمن غال و لن ارضى بغير القصاص و الانتقام).

ومع ذلك كان الامبراطور يعاملها معاملة اللين و الصبر علها تنسى و يحاول التودد اليها بشتى الطرق لارضائها و كسب ودهاو حبها فبنى مسجدا باسمها في بكين و أخذ يجامل مسلمي الصين من اجلها و لكن كل هذا العمل لم يجدي نفعا للتقرب اليها لان الحب مات في قلبها بموت زوجها و حبيبها و احتلال بلادها و قتل اهلها و شعبها.

في يوم من الايام **** الامبراطور بموكب العيد في الصين فانتهزت الامبراطورة هذه الفرصة و كانت تغار منها كثيرا فاستدعتها الى قصرها وأمرت باغلاق الابواب جميعا و منعت كل طارق من الدخول حتى ولو كان الامبراطور نفسه, فوبختها بكلمات نابية و قالت لها ( ما الذي منعك من قبول الزواج من الامبراطور المعظم)

فأجابتها قائلة ( إني صبرت على الاهانة و الأسر و قطعت الاف الاميال فلم يقوي عزيمتي سوى الأمل في فرصة الانتقام و لن تسنح لي هذه الفرصة لإنجاز ما عزمت عليه , و ان الموت عندي اهون كثيرا من الحياة التي انا فيها فلم يستطع ان يمسسني احد ما دمت حيا بعدما فقدت زوجي و اهلي ووطني)

في تلك اللحظة كانت نهايتها حيث كانت الامبراطورة قد اعدت مسبقا ما يلزم لقتلها غيرة و حسدا و خوفا منها .

لما حضر الامبراطور من موكبه و رأى القصر مغلقا , خامره الشك بسوء قد حدث للاميرة فاستولى عليه الخوف و الكابة و عندما دخل القصر و رأى الاميرة نور التركية المسلمة مضرجة بدمائها وقد فارقت الحياة, ازداد حزنا و ندما و حسرة لأنه فقد حبه و لم يصل الى ما هدف اليه و لم ينل منها ما أراد, فعندها أمر بدفنها وفق تقاليد دفن الملكات اكراما و اجلالا لشخصها و كان حزنه عليها كبيرا.

قدمت الأميرة نور علي نور أعظم مثل في البطولة الوطنية و التضحية الصادقة في سبيل شعبها ووطنها و في سبيل حبها الصادق لزوجها الى ان نالت الشهادة.




~
avatar
afrasiab
Asteğmen

عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty رد: الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف أبوبكر برق الأحد أبريل 06, 2008 11:39 pm

سلمت يداك أفراسياب

ولك الإحترام والتقدير
أبوبكر برق
أبوبكر برق
Üsteğmen

عدد الرسائل : 637
العمر : 56
الموقع : حمص - باباعمرو
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 10/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty رد: الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف lonely wolf الأحد أبريل 06, 2008 11:53 pm

والله أنك رائع يا أخ افراسياب

الله يزيد من أمثالك يارب

تقبل مروري
lonely wolf
lonely wolf
Binbaşı

عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty رد: الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف gulben turkmen الإثنين أبريل 07, 2008 11:33 pm

يعني عنجد المرأة التركية كان الها دور كبير بتاريخنا

تشكرلر افراسياب قارداش
gulben turkmen
gulben turkmen
Çavuş

عدد الرسائل : 104
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 31/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty رد: الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف Aktay Türkmen الثلاثاء أبريل 08, 2008 12:54 am

مقالة رائعة من شخص رائع

كل الشكر على مساهماتك القيمة أخي العزيز د. آفراسياب
Aktay Türkmen
Aktay Türkmen
Baş çavuş

عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأميرة نور علي نور Empty رد: الأميرة نور علي نور

مُساهمة من طرف الكاشغري الأحد أبريل 13, 2008 2:43 am

شكراً لك اخي افراسياب مقالة جميلة وقابلة للبحث

والحمد لله اننا نعمل على الطريق الصحيح باظهار مدى اهمية المرأة في جميع مجالات حياتنا
مستفيدين بذلك من تاريجنا العظيم
وشكر خاص لدكتورنا العظيم
الكاشغري
الكاشغري
Ast çavuş

عدد الرسائل : 78
العائلة التركمانية : oğuz Kınık
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى