إمبراطورية الهون الغربية
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إمبراطورية الهون الغربية
الأتراك في أوربا (إمبراطورية الهون الغربية)
إعداد وترجمة: آقطاي توركمان
Aktay82@yahoo.com
بعد أن هُزم الأتراك الهون عام 220م في معاركهم ضد الأتراك السيان بي (الطبغاج) وبعد أن سقطت إمبراطورية الهون في آسيا بيد الأتراك الطبغاج، هاجر قسمٌ من الأتراك الهون ليستقروا ما بين حوض نهر دينيابر (Dinyeper) وبحيرة الآرال (Aral)، وعاشوا في تلك المنطقة حتى القرن الرابع الميلادي، وابتداءً من ذلك التاريخ بدؤوا بشن غزوات كانت وجهتها هذه المرة الغرب، بدؤوا بالتقدم نحو الغرب عبر نهر الفولغا (Volga) أو نهر إديل (İdil) كما يسميه الأتراك، وتم هذا التقدم بقيادة الخاقان بالامير (Balamır) الذي كان على رأس الهون في ذلك العصر.
وكانت في تلك الفترة القبائل الجرمانية تستوطن المنطقة الواقعة ما بين المجر وحتى شمال البحر الأسود، كما هاجم الأتراك الهون قبائل القوط الشرقيين عام 374م، وبعدها استطاعوا التغلب على القوط الغربيين والاستيلاء على مملكتهم عام 375م.
وأثناء تدفق الأتراك الهون من الشرق باتجاه الغرب امتدت سطوتهم ليسيطروا على أجزاء كبيرة من أراضي الإمبراطورية الرومانية، فامتدت حدود إمبراطوريتهم من شمال البحر الأسود حتى شمال إسبانيا، وقد تسببت هجرة الأتراك الهون إلى تغيير الخارطة الإثنية والديموغرافية لأوربا.
وفي نهاية القرن الرابع الميلادي عبر الأتراك الهون نهر الطونا (Tuna) متجهين نحو البلقان، أما على الجبهة الشرقية فقد توجه الأتراك الهون إلى الأناضول وذلك مروراً بالقفقاس متابعين زحفهم جنوب الأناضول حتى وصلوا إلى الساحل السوري غرباً ومدينة القدس جنوباً، كما سيطروا على آذربيجان، إن هذه الانتصارات السريعة تركت الإمبراطورية الرومانية في حيرة من أمرها مما أدى إلى ظهور الحكايات الخرافية لدى الشعوب الأوربية، كانت تلك الحكايات تتكلم عن تلك القوة الخارقة التي يمتلكها الفرسان الأتراك الهون وقدراتهم التي لا يمتلكها أحد.
وعلى الجبهة الغربية أجبر القائد التركي إلديز بن بالمير (Balmır oğlu Ildız) الإمبراطورية البيزنطية على عقد اتفاقية سلام مع إمبراطورية الهون، فيما عقدت إمبراطورية الروم الغربية اتفاقية سلام مع الهون لتتفرغ لقتال الأقوام والشعوب البربرية التي كانت تهاجمها بين الفينة والأخرى مثل القوط (Gotlar)، الواندال (Vandallar)، البورقوند (Burgondlar)، السكسون (Saksonlar).... إلخ
وبعد وفاة إلديز خان (Ildız Xan) خلفه في عرش الإمبراطورية كلٌ من قره طون (Karaton) ورووا (Rua)، حيث استطاعت الإمبراطورية الهونية في عهديهما إجبار الإمبراطورية البيزنطية على دفع الجزية لإمبراطورية الهون لقاء حماية الهون لهذه الإمبراطورية والإمبراطورية الرومانية الغربية من هجمات القبائل البربرية آنفة الذكر.
لقد أصبحت قوة الأتراك الهون وجبروتهم حكايات تروى على ألسنة الشعوب الأوربية لترعب وتخيف السامعين، ولا تزال هذه القصص والحكايات تروى إلى يومنا هذا بين الشعوب الأوربية.
وبعد وفاة الإمبراطور التركي رووا (Rua) عام 434م. خلفه على عرش الإمبراطورية القائد التركي آتيلا (Attila)، وآتيلا هو ابن مونجوق (Muncuk)، ومونجوق هو أخو الإمبراطور رووا، قام آتيلا بادئ الأمر بتعيين عمه آيبارس (Aybars) حاكماً على القسم الشرقي فيما عين عمه الثاني أوقطار (Oktar) حاكماً على المنطقة الغربية، وساعده في إدارة شؤون الإمبراطورية أخوه بلادا (Bleda)، لقد اعتبر عصر آتيلا العصر الذهبي بالنسبة للإمبراطورية الهونية، فقد امتدت حدود الإمبراطورية الهونية في عهده من نهر الفولغا (Volga) شرقاً حتى بلاد الغال (فرنسا) غرباً، لقد ضمت الإمبراطورية الهونية إلى جانب القبائل التركية التي كانت أساس الإمبراطورية ومركز اعتمادها على قبائل وشعوباً أخرى غير الأتراك، وقد وصل عدد الشعوب التي حكمت من قبل الإمبراطورية الهونية إلى 45 شعباً هم أجداد الشعوب الأوربية التي نعرفهم اليوم.
لم تكن هنالك قوة في العالم تستطيع منع آتيلا أو الوقوف في وجهه، حيث امتد حكم الإمبراطورية في عهده إلى بحر المانش فيما كانت الإمبراطورية البيزنطية تعتبر محمية تابعة لإمبراطورية الهون، وتدفع الجزية السنوية لها لقاء حمايتها من غزوات الشعوب البربرية، لكن هذا الأمر لم يرق أبداً لحكام القسطنطينية، فعملوا على زرع الفتن بين الأمراء الهون وذلك بغية تقليبهم على آتيلا وإضعافاً لشوكة إمبراطورية الهون؛ مما دفع آتيلا على العزم واتخاذ قرار بإنهاء الإمبراطورية البيزنطية تماماً، فجهّز جيشاً عبر من خلاله نحو تراقيا، تدانت هذه الأخبار إلى أسماع حكام القسطنطينية مما دفعهم للاستنجاد بالقائد الروماني والذي هو أيضاً صديقُ آتيلا ويدعى إيتوس (Aetiüs)، اضطر ايتوس لوضع ابنه رهينةً بين يدي آتيلا ليدفعه على العدول عن قراره بإنهاء الإمبراطورية الرومانية الشرقية (بيزنطة)، ناهيك عن وعود قدمها إيتوس لآتيلا بأن بيزنطة ستفي بجميع بنود المعاهدة المبرمة وستصونها، ولقاء هذه المعاهد أصبحت بيزنطة تابعة بشكلٍ تام للإمبراطورية البيزنطية لمدة سبعة سنوات وستدفع الجزية السنوية للإمبراطور الهوني، هذا ناهيك عن هدية ستقدم لآتيلا وهي عبارة عن صندوق يحتوي على ستة آلاف ليبرا ذهبية.
وفي عام 451م. نشب خلافٌ ما بين آتيلا وأباطرة الإمبراطورية الرومانية الغربية، ويعود الخلاف على قطعة أرض ادعى كلا الطرفين أحقيته لها، جمعت الإمبراطورية الرومانية الغربية جيشاً مكوناً من القبائل البربرية التي كانت على عداوة معها وذلك للوقوف بوجه آتيلا، بلغ عدد الجيش الروماني حتى المأتي ألف مقاتل، فيما لم يبلغ جيش آتيلا زهاء المائة ألف مقاتل، التقى الطرفين (التركي الهوني والروماني الغربي) في سهل قرب العاصمة الفرنسية باريس يدعى أورليانس (Orleans)، وبعد يومٍ كامل من الحروب الطاحنة بين الطرفين لم يحقق أي طرفٍ نصراً حاسماً على الآخر، وفي تلك الليلة انسحب الجيش الروماني من أرض المعركة، وفي الجهة المقابلة لم يشأ آتيلا ملاحقتهم بل قام بتدريب الجيش من جديد وأخضعه إلى نظامٍ صارم وبعد أن تجهّز قام بالتوجه إلى روما (Roma) بالذات، وعندما وصل إلى سهر بو (Po) كانت روما تعيش أحلك اللحظات في تاريخها، فكان الذعر والخوف منتشرٌ بين الناس وخرجت الأمور من على أن يستطيع الإمبراطور ضبطها، في هذه اللحظات كان الإمبراطور الروماني مستعداً لدفع كل ما يملك على أن يستولي الهون على روما، فدفع البابا (لأنه كان يعلم مدى احترام آتيلا لرجال الدين) ليرأس وفد السلام المتجه لمفاوضة آتيلا، قام البابا بترؤس الوفد وذلك حرصاً منه على حماية العالم المسيحي لأن روما تعتبر عاصمة العالم المسيحي وضياعها يعني ضياع كل شيء، اتجه نحو آتيلا وأبلغه خضوع روما له وتبعيتها لإمبراطوريته دون قيد أو شرط، وبناءً على ذلك تم عقد اتفاقية السلام بين الطرفين.
توفي آتيلا في ظروفٍ غامضة عام 452م. عن عمر يناهز الستون عاماً، وخلفه على عرش الإمبراطورية أولاده على التتالي، إلاك (İlek)، ثم دنگیزيك (Dengizik)، ثم إرناك (İrnek)، لكن هؤلاء الحكام لم يكونوا مثل من سبقهم فلم يديروا الأمور كما يجب وما أن أقبل عام 470م. حتى أصبحت إمبراطورية الهون جزءً من صفحات التاريخ.
المصدر: Tarihte Türkler
للبروفيسور دكتور: Erol Güngor
رقم الصفحة: 21، 22، 23
Aktay Türkmen- Baş çavuş
- عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
رد: إمبراطورية الهون الغربية
ما شالله عليك.. يعطيك ألف عافية عنجد موضوع حلو
nuray- Çavuş
- عدد الرسائل : 124
العائلة التركمانية : oğuz Begdili
تاريخ التسجيل : 30/03/2008
رد: إمبراطورية الهون الغربية
ماذا أقول لا أعرف
ماشاء الله بحر، كلما ظننا أنه سينضب يفاجئنا بالمزيد
يعطيك ألف عافية وتقبل مروري
ماشاء الله بحر، كلما ظننا أنه سينضب يفاجئنا بالمزيد
يعطيك ألف عافية وتقبل مروري
lonely wolf- Binbaşı
- عدد الرسائل : 1156
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
رد: إمبراطورية الهون الغربية
مقالة رائعة عن اروع واقوى امبراطورية تركية حكمت العالم
كل الشكر لك اقطاي ابيه
كل الشكر لك اقطاي ابيه
afrasiab- Asteğmen
- عدد الرسائل : 480
العمر : 38
الموقع : دمشق - الحجر الأسود
العائلة التركمانية : oğuz Salur
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
رد: إمبراطورية الهون الغربية
يا الهي , تاريخنا شو عظيم , انا بحمد ربي اني لقيت هالمنتدى اللي خلاني اعرف كل هالشي عن اجدادي, عنجد فظيع انت اقطاي تركمن
gulben turkmen- Çavuş
- عدد الرسائل : 104
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 31/03/2008
رد: إمبراطورية الهون الغربية
شكراً لمروركم الكريم أخوتي
بارك الله بكم
بارك الله بكم
Aktay Türkmen- Baş çavuş
- عدد الرسائل : 296
العمر : 41
العائلة التركمانية : oğuz Avşar
تاريخ التسجيل : 17/03/2008
مواضيع مماثلة
» لمحة مختصرة عن إمبراطورية الهون الشرقية
» الوضع المعنوي للأتراك في عهد إمبراطورية الكوك تورك
» تركيا تبني مدرسة في الضفة الغربية لأطفال فلسطين
» الوضع المعنوي للأتراك في عهد إمبراطورية الكوك تورك
» تركيا تبني مدرسة في الضفة الغربية لأطفال فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى