منتدى تركمان سورية .... من أجل تركمان َموحد....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرجل والضبع

اذهب الى الأسفل

الرجل والضبع Empty الرجل والضبع

مُساهمة من طرف takan turkmen الأحد فبراير 08, 2009 11:25 pm


في قديم الزمان كان هناك راع نشيط في إحدى قرى الباير والبوجاق يستيقظ قبل استيقاظ العصافير، فيتناول فطوره ، ويحمل زاده الذي غالباً ما يتألف من تين يابس وخبر وبصل ، فيغدو إلى الحظائر ، ويطلق قطيعه الذي شاء الله أن يباركه ، ويمنح له مايسر العين و يثلج الصدر ، فيمضي فرحاناً نشواناً إلى هاتيك الحقول والسفوح المتدة على مد النظر ، وقد حمل عصاه بيد وشبابته بالأخرى يعزف ألحاناً شجياً ، تدخل إلى القلوب دون استئذان . ويعود مساء إلى بيته والعافية بادية على قطيعه ، فتستقبله زوجته وأولاده بالبشر والسعادة.
وفي أحد الأيام وقبيل غروب الشمس حيث الراعي مازال في الجبال وعلى بعد عدة كليومترات ،فجأة انطلق قوي يشبه الدوي :
( يا عالم يا ناس ياهو ، أنقذوني ، أنقذوني ، يلا ياعالم عجلو ، الضبع قد هجم علي ، الضبع سيأكلني ، الضبع يحاصرني ، )
فهرع الفلاحون إلى مصدر الصوت يريدون إنقاذ الراعي المسكين ، ومضى كل من أمسك بندقيته ، أو مسدسه ، أو فأسه وحتى سكينه
و وبعد دقائق معدودات كانوا حيث يصيح الراعي وقد أنهكهم التعب والركض ، لكنهم فوجئوا لما وصلوا ، حيث لاأثر لضبع و لاحتى لأرنب ، بل كان الر اعي
يقهقه بأعلى صوته ، فقالوا له :
أين الضبع يارجل ، يا أبا فلان ؟ .
قال : لاضبع هنا ولا من يحزنون ، وإنما أحببت أن أمزح معكم !
فعاد الجميع إلى القرية ، وهم يصبون اللعنات على الراعي الكاذب
وبعد عدة شهور أعاد الراعي المزحوح الكرة ، وقد اعتلى صخرة عالية في مكان يشرف القرية ، وبدأ يصرخ بكل ما أوتي من قوة
صوت :
( ياناس ياعالم ، الحقوني ، أسرعوا ، الضبع يأكلني ، الضبع اللعين قد هجم علي ، يلا يانس ، عجلو ، وين النخوة ، وين النشامى )
فأسرع كل من سمع حاملاً سلاحه أو فأسه أو بلطته ، ولما وصلوا إليه لم يجدوا ضبعاً بل رأوا الراعي يضحك منهم .
قالوا : أين ما أتيت بنا من أجله أيها الكاذب ؟
قال : لقد ضحكت عليكم ، وسخرت منكم ، وا أسهل أن يضحك الإنسا على أمثالكم .
قالوا : هيك لكن ، بسيطة يا كذاب ، منفرجيك !
عاد الناس ممقوتين حانقين إلى بيوتهم ، والمرارة تعتصر قلوبهم وقد سخر منهم الراعي مرتين .
ولم يمض زمن طويل حتى أعاد الراعي الكرة مرة ً ثالثة :
( ياناس ياعالم أنقذوني أنقذوني ، الضبع يأكلني ، ياهو واللا العظيم مابكذب عليكم ، يلا أسرعوا )
لاأحد يحرك ساكنا ً ، ولايبين في الأفق أثار نجدة أو إغاثة ، فيتابع الراعي إطلاق ضرخات الإستغاثة والإستنجاد دون كلل أو ملل ،لكن لا من
مجيب .
الكل يسمع نداءات الإستغانة ، لكن لا أحد يحرك ساكناً ولا يعير للأمر اهتماماً ، وكل يقول :
إنه الراعي الكذاب ، يريد أن يضحك عليكم كعادته، فلا يذهب أحد !
فيتابع الراعي إطلاق صرخات النجدة بألم ومرارة ، وكان نبرات الخوف والوجع والتوسل بادياً جلياً . إلا أن أحداً لم يبادر إلى إنقاذه
وكان في القوم رجل رشيد ، قال :
ياجماعة بجوز يكون صادق هلمرة ، وما أدراكن ، بقولو تالتة فالتة ، يلا هبوا لنجدته ،
لكن أحداً لم ينهض ، وقال الجميع : إنه كذاب أشر ، يضحك علينا، قاتله الله !
وقد قتل الضبع الراعي فعلاً ومضى به إلى حيث لايعلم أحد ، ولم يقع أحد على أثر له إلى يومنا هذا ، ورحمة الله عليه مهما كان
takan turkmen
takan turkmen
Çavuş

عدد الرسائل : 137
تاريخ التسجيل : 21/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى